فوجئت كل من كوثر الديوري، وأسماء الصنهاجي، طالبتان مغربيتان، برفض شركة "tel fes"، المكلفة بتلقي ملفات التأشيرة لدى القنصلية الفرنسية في فاس، منحهما تأشيرة الإقامة الطويلة للدراسة في بفرنسا، بسبب حجابهما. وكانت الطالبتان قد تقدمتا للدراسة في جامعة فرنسية، وتم انتقاؤهما، وقبلوهما، ودفع أهليهما مصاريف من أجل ذلك. وكتبت كوثر الدويري، في تدوينة مطولة لها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، شرحت فيها ما حدث لها، قبل أيام، وقالت: "سأحكي لكم حكايتنا بكل تفاصيلها.. جاء ذلك اليوم، الذي كنا ننتظره، ونعد له منذ شهور: يوم الثلاثاء 24 يوليوز 2018 .. موعدنا لكي نأخذ تأشيرة السفر لإتمام الدراسة في فرنسا.. الحمد لله كان قد تم انتقاؤنا لإتمام الدراسة هناك .. نعم كنت قد بدأت أستعد لهذه التجربة، التي كنت أظنها ستكون رائعة بكل تفاصيلها.. لكن شاء الله أن يختار لنا طريقا مغايرا، وفي آخر اللحظات..". وتابعت المتحدثة نفسها حديثها: "كان موعدي الأول مع الحادية عشرة والنصف، وبعدي صديقتي أسماء مع الثانية عشرة والنصف .. دخلت وسلمت له هاتفي في بوابة TLS Fes.. فالهاتف ممنوع في الداخل.. وقد أحسنوا التفكير في منعهم لكي لا يكون دليلا على ما دار بيني وبينهم.. ". وأكدت كوثر: "أتم الموظف مراجعة الوثائق الخاصة بي، وقال لي كل شيء على مايرام "فقط هذه الصور".. كيف ولماذا ؟؟؟… ضحك وقال لي: "لا نقبل صور الفيزا بالحجاب بالنسبة إلى الإقامة الطويلة للدراسة.. "، وبكل هدوء قلت له "في موقعكم الرسمي هناك صور الفيزا بالحجاب، ولا يحق لكم أن تجبرونا على إزالته".. لم يرد أن يطيل الكلام مع .. أجابني لابأس، أتمي الاجراءات، وهناك سترين ..". وقالت كوثر في التدوينة ذاتها: "كانت أول لحظة أصطدم فيها أمام هذا الخبر، ليست هناك دلائل على فرضهم لإزالته .. فقط يجبرونك في آخر لحظة دون علم مسبق بذلك.. قمت وأخذت صوري وملفي.. الآن جاء وقت أداء واجبات الفيزا. وقعت على بعض الأوراق .. ثم أدخلوني لقاعة انتظار أخرى .. هناك نادو اسمي مرة أخرى .. نعم، عليك أن تغيري صور الفيزا .. دخلت لقاعة التصوير وبكل ثقة جلست أمامه، وابتسمت لكي يأخذ لي الصور .. ضحك وقال لي "لا، الصور بدون حجاب : وبهذه العبارة : "tête nue".. قلت له ليس لك الحق أبدا.. ". ومضت الشابة تروي باقي التفاصيل: "قال لي إذن تفضلي لغرفة انتظار أخرى .. هناك بدأ النقاش .. في الأول كانت فتاة تقربني في العمر .. قالت لي هذه فقط صورة للفيزا، فقط!!!.. لن يراها إلا القليل .. ولكي نسرع في إتمام الإجراءات .. أجبتها هذا آخر ما سأفعله .. لا يحق لكم ويمكن لنا أن نرفع عليكم دعوة ضد هذا الإجبار غيرالمعلن مسبقا .."، مضيفة "ردت علي باستفزاز : قومي بذلك إن استطعت .. هذه قوانين جديدة لهذه السنة .. قلت لها أين؟ أريني وثائق تدل على ذلك؟ ارتبكت ونادت على رجل آخر لكي يقنعني .. قال لي نعم أتفهم مبادئك لكن عليك أن تختاري بين حجابك وفرنسا..وإن لم تزيليه فالملف مرفوض ولن يدرس..".