بعد نداءات الاستغاثة، التي سبق للمغاربة المحتجزين في الشمال السوري، أن أرسلوها للمطالبة بترحيلهم إلى المغرب، بعد فرارهم من جحيم "داعش"، نقلت صحيفة نيويورك تايمز شهادات لمغربيات محتجزات في مدينة الحسكة السورية، هربن من "داعش"، ووقعن في اعتقال أكراد الحسكة. ونقلت "نيويورك تايمز" شهادات لنساء من بين ألفي امرأة من أصول أجنبية محتجزة في صحراء الحسكة السورية، من زوجات مقاتلي "داعش"، اللواتي جئن وراء الأزواج المقاتلين، قبل أن يختفوا في غبار المعارك، إما موتا، أو سجنا، إلا أنهن اعتقلن في معسكر صحراوي في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا. ومن بين الشهادات، التي نقلتها الصحيفة الأمريكية، شهادة ل"سارة"، مغربية، وصلت إلى المنطقة للحاق بزوجها، المقاتل في صفوف "داعش"، والتي حكت ما يعانيه الفارون الأجانب من جحيم "داعش"، الذين لاتزال لعنة الانتساب إلى هذا التنظيم والمرور منه تلاحقهم، إذ قالت سارة إبراهيم للصحيفة الأمريكية "طلب منا أن نترك "داعش" وتركناه، فمن المسؤول عنا من سيقرر مصيرنا". قصة سارة واحدة من الآلاف، اللائي جئن من أنحاء العالم للعيش في ظل "دولة الخلافة"، التي سيطرت على مساحات واسعة من العراق، وسوريا، جئن للحاق بالزوج أو وراء حلم "الدولة الإسلامة"، فوجدن أنفسهن، وأطفالهن، محتجزات بلا وطن. وتأتي الشهادة الجديدة للمغربية من محتجز الحسكة، أياما بعد رسالة كان قد وجهها مرصد الشمال لحقوق الإنسان للمسؤولين المغاربة، قال فيها إنه يتابع باهتمام بالغ وضعية أزيد من 200 امرأة، وطفل في مخيمات اللاجئين في المنطقة التابعة للإدارة الديمقراطية في شمال سوريا، اللائي يهدفن إلى العودة إلى أسرهن، وعائلاتهن في بلدهن المغرب. وقال المرصد الحقوقي إنه توصل بنداءات الاستغاثة من بعض النساء، وأسرهن في المغرب، لوجود مخططات بتسليمهن إما إلى السلطات العراقية، التي تطبق في حقهن عقوبة الإعدام، أو إعادتهن إلى بعض المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، ما يعرض حياتهن، وسلامتهن إلى الخطر، وهو أيضا ما ترفضه النسوة في المخيمات، وأسرهن. وأوضح مرصد الشمال لحقوق الإنسان، من خلال الرسالة ذاتها، أنه "راسل بتاريخ 25 أبريل الماضي هيأة العلاقات الخارجية في المنطقة التابعة للإدارة الترابية في شمال سوريا، بشأن التنسيق، والتعاون، والتدخل لدى السلطات المغربية، لإعادة النساء، والأطفال من المخيمات التابعة للهيأة إلى المغرب. والتمس التنظيم الحقوقي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل لدى الإدارة الديمقراطية في شمال سوريا، لعدم تسليم النساء، والأطفال إلى السلطات العراقية، أو إلى مليشيا تنظيم داعش"، و"التدخل لدى السلطات المغربية قصد إعادة النساء، والأطفال إلى المغرب.