في الوقت الذي يواصل فيه الملك محمد السادس دعم الشعب الفلسطيني في القدس وغزة، في خطوات مدروسة تشير إلى اعتراض المغرب على صفقة القرن، تتوالى، بشكل متواتر، وفود نشطاء مغاربة على إسرائيل بدعوة وتنظيم من وزارة خارجيتها. فقد أعلنت صفحة «إسرائيل تتكلم العربية»، لوزارة الخارجية الصهيونية، زيارة وفد مغربي، يتكون من 11 شخصا بينهم أطباء ومخرجون ورئيس جماعة منتخب بإقليم سيدي إيفني، تلاه وفد آخر عن نادي «ميمونة» الثقافي يتكون من 6 أشخاص. المعلومات شحيحة لحد الآن، ولا تتعدى ما أعلنته وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث يمتنع أعضاء الوفدين عن بث أي معلومات عن الزيارة على صفحات «الفايسبوك»، باستثناء نادية الدغمي، وهي ناشطة مغمورة، دعت من القدس إلى إعلان حالة الاستثناء وتشكيل حكومة تقنوقراط يترأسها الملك، دون مراعاة الدستور ولا الواقع السياسي في المملكة. أو تسريب معلومة ثانية تخص رئيس جماعة «سبت النابور» بسيدي إيفني، نصر الدين مومو، المحسوب على حزب الاتحاد الاشتراكي. عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، استغرب الصمت المطبق لأعضاء الوفدين، مؤكدا أن «المعلومات المتوفرة لحد الآن هي تلك التي تبثها وزارة الخارجية الإسرائيلية»، وأضاف أن «هذا المعطى يؤكد أن أعضاء الوفدين ينفذون التعليمات، كأنهم في وضعية نظامية، وليسوا أحرار في التعبير عن قناعاتهم»، ليخلص إلى أن «زيارة الكيان الصهيوني في الظرفية الحالية، طعنة في الظهر للمغرب الرسمي والشعبي، وتتجاوز التطبيع إلى العمالة للكيان الصهيوني». وأثار وجود رئيس جماعة منتخب ضمن الوفد المكون من 11 شخصا غضبا في صفوف مناهضي التطبيع. وجاء في بلاغ للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، على صفحته بالفايسبوك، أن «التساؤل مطروح بشكل مسؤول على الإخوة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حول الموقف من الخطوة التطبيعية الخطيرة التي ارتكبها رئيس جماعة سبت النابور، التابعة إقليميا لدائرة سيدي إيفني، الاتحادي نصر الدين مومو»، مستدركا بالقول «إن حزب القوات الشعبية سبق وأن تقدم رفقة 4 فرق برلمانية بمقترح قانون لتجريم التطبيع». وهو الاستغراب الذي نقله أحمد وايحمان، رئيس المرصد، إلى الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، الذي وعد بإجراء بحث في الموضوع، واتخاذ الموقف اللازم بشأنه، دون أي جديد حتى الآن. كما عبّر المرصد عن استغرابه موقف نادي «ميمونة» بالقول إن «التساؤل مطروح كذلك بشكل مسؤول عن دور المستشار أندري أزولاي في موضوع ما يسمى جمعية «ميمونة»، وعن دور الجمعية المذكورة في تعبيد الطريق للاختراق الصهيوني تحت عناوين الثقافة اليهودية»، مشيرا إلى أن «واحدا من أهم وجوه الجمعية موجود في الكيان الصهيوني بشكل مستمر، وهو المدعو يونس أبعدور». وكانت صفحة «إسرائيل تتكلم العربية» على الفايسبوك، التي تشرف عليها وزارة الخارجية الصهيونية، قد أوردت في وقت سابق أن «زيارة الوفد، المكون من 11 فردا، سَتَشْمَلُ حيفا والقدس، وبعض الأماكن الإسلامية المقدسة، فضلا عن لقاء مع طلاب يشاركون في دورة لتعلم اللغة المغربية اليهودية المحكية»، في حين يزور وفد نادي ميمونة تل أبيب، رفقة رئيس الطائفة اليهودية بمراكش جاكي كادوش، في إطار زيارة لمنظمة «أي جي سي»، وهي إحدى التنظيمات الإسرائيلية الموجودة بأمريكا، والتي تحتفي بالذكرى ال70 لتأسيس كيان إسرائيل.