جرت الخرجة الأخيرة للحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، وظهوره رافعا شعارات ضد حملة "المقاطعة" مع عمال شركة "سنطرال"، ليلة أمس الثلاثاء، أمام البرلمان، موجة سخط عارمة وسط قيادات حزبه. نبيل الشيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس المستشارين، وعضو الأمانة العامة، كتب تدوينة حول "نقطة نظام قبل فوات الأوان، واعتبر فيها أنه من المفهوم أن تعبر الحكومة عن رأيها في قضية تشغل بال الرأي العام وفق تقدير تتحمل مسؤوليته، وأن يصرح وزير، أو مسؤول في نفس القضية بما يراه ويقتنع به، لكن أن يخرج وزير للاحتجاج مع عمال شركة يدافعون عن أوضاعهم، في مقابل رأي تبنته شريحة واسعة من المجتمع بخصوص موضوع المقاطعة، يعتبر هذا قمة العبث والاستهتار، الذي يستوجب وقفة حقيقية". الشيخي، الذي عبر بشكل واضح عن موقفه من الخرجة الأخيرة للوزير الداودي، أضاف، في التدوينة ذاتها، أنه "فضلا عن الطريقة، التي رتبت بها هذه الاحتجاجات، التي بدأت ترشح مؤشراتها، فما هكذا يكون التعامل المسؤول مع المحطات الحرجة، التي تمر بها الأوطان". أنس الحيوني، عضو المجلس الوطني ل"البجيدي"، وجه انتقادات إلى وزير حزبه، معتبرا أنه بخرجته، أمس، لا يمثل نفسه فقط، بل هو تجسيد لواقع التوجه الجديد، الذي يتبناه جل وزراء الحزب، ويحاولون ترسيخه منذ مدة بتصريحاتهم، وقراراتهم غير الموفقة، مشيرا إلى أنه "لا يمكن عزل سلوك الداودي عن سلوك ومنهج بقية التيار وإلا سنكون نبحث عن ضحية لإخماد ردود الأفعال داخل الحزب اتجاه المهازل التي تقع منذ تشكيل الحكومة". من جانبها، رأت آمنة ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، في التطورات الأخيرة، هدرا لرصيد الحزب، ومحاولة لقتل معنوي له، وقالت في تدوينة لها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك: "يجب وقف عملية القتل الرمزي الجارية بأساليب لا تليق بما راكمه مناضلون أحرار بتضحيات جسيمة، هذا الرصيد لا يمكن أن يعتبره أي من الأعضاء، مهما كان موقعه، رصيدا شخصيا، يبدده كيف يشاء بعيدا عن اختيارات الحزب. قيادة الحزب وكلنا معها مسؤولون اللحظة على التجاوب مع نبض المناضلين، وقلقهم، وانتقاداتهم بطريقة جدية، ومسؤولة". وجرت خرجة الداودي للاحتجاج دفاعا عن "سنطرال" غضب رئيسه في الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي فوجئ بظهوره وسط المحتجين، ليلة أمس الثلاثاء، أمام البرلمان، واعتبر أن ما قام به وزيره عمل غير لائق، ولم يأخذ فيه موافقته.