بعد مرور سبعة أشهر على الغضبة الملكية، التي أدت إلى إعفائه من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بسبب وجود "تقصير" في إنجاز المشاريع التنموية في الحسيمة، توصل نبيل بنعبدالله برسالة تهنئة من الملك محمد السادس بعد إعادة انتخابه أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية لولاية ثالثة يتمنى له فيها "كامل التوفيق، في مواصلة النهوض بمهامه الحزبية". وهي التهنئة التي رفض الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في اتصال مع "أخبار اليوم" التعليق عليها، رافضا الإدلاء بأي تصريح. خالد الناصري، عضو المكتب السياسي، وهو يتحدث عن الدلالات السياسية لتهنئة الملك أكد أنها "شرف لمناضلي الحزب ولمؤسساته، لأن الملك قال كلمات طيبة في حقه، بعد مراكمته تجربة وممارسة سياسية منذ أكثر من سبعة عقود أوضح من خلالها أنه حزب وطني ملتزم حتى النخاع بقضايا الوطن وفق منظوره السياسي المستقل الذي يظل متشبثا به". وشدد الناصري على أن رسالة الملك محمد السادس إلى بنعبدالله، بعد "الغضبة الملكية" التي عصفت به من حكومة العثماني، هي عربون ثقة في الحزب، وأضاف الناصري: "نحن ممنونون لجلالة الملك وإلى التفاتته الطيبة التي بارك بها نجاح المؤتمر وانتخاب أمين عام جديد وفق مسار ديمقراطي". ونفى القيادي في التقدم والاشتراكية استمرار الغضبة الملكية على بنعبدالله، مؤكدا استحالة أن "يكون الملك محمد السادس طرفا في الخصومات السياسية، فهو بعيد عن ذلك"، موضحا على أن الملك، وهو رئيس الدولة بموقعه المتفرد والمتميز، يسمو فوق اعتبارات الظرفية السياسية العابرة. معتبرا رسالة التهنئة الصادرة عن الملك، تأكيدا على أن حزب التقدم والاشتراكية مازال يحظى بالحظوة نفسها عند ملك البلاد. يُشار إلى أنه انطلقت عملية تقديم الترشيحات للمكتب السياسي، وهي العملية التي ستستمر إلى يوم غد الأحد، وسيتم الحسم في نتائجها بالتصويت السري داخل اللجنة المركزية. وحسب مصادر من داخل حزب "الكتاب"، فإن الترشيحات لم يحسم في طريقتها، هل ستتم بشكل فردي أم باللائحة؟ ومن المتوقع أن تحمل وجوها جديدة إلى قيادة التقدم والاشتراكية، خصوصا الذين يتوفرون على أقدمية ولاية واحدة داخل اللجنة المركزية. عبدالرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، اعتبر أن توجيه رسالة إلى بنعبدالله، هو عُرف ملكي لا يمكن التراجع عنه تحت أي مبرر، مادام حزبه يشارك في الحكومة ومنخرط في اللعبة السياسية وغير مقاطع لها، وبناء عليه كان واردا أن يرسل الملك برسالة التهنئة، وإلا ستضع الملكية نفسها في مصاف الأحزاب، هذا تؤيده وذاك تعارضه، وحينها ستصبح ملكية حزبية غير مترفعة عن الأحزاب. ونفى العلام وجود أي خلاف بين الملكية وحزب التقدم والاشتراكية، وإن بدا أن هناك خلافا مع أمينها العام، مؤكدا أنه لم يكن هناك من مبرر لعدم توجيه التهنئة، إذاك ستتأكد شكوك الشارع السياسي التي تقول بأن بنعبدالله تم إخراجه من الحكومة ليس لأنه فشل في مهمته، وإنما بسبب تصريحاته حول "التحكم"، وتحالفه المقدس مع البيجيدي. وأضاف المتحدث، "حتى لو استمر الخلاف، فإنه لا يمكن اقتراف مثل هذا الخطأ". إلا أن المثير بالنسبة إلى المحلل السياسي، هو مضمون التهنئة الملكية إلى زعيم التقدم والاشتراكية، التي حملت تعابير لا تبرز وجود خلاف سابق، بل إنها أشارت إلى تعابير المجاملة والثناء على الحزب وحمله للقيم الوطنية، بل وأمرته أن يبلغ الشكر والتحية إلى قواعد الحزب، في الوقت الذي كان من الممكن أن تحمل فيه الرسالة لغة أخرى.