تتواصل تفاعلات حملة مقاطعة منتجات شركة "سيدي علي" و"سونطرال دانون" و"إفريقيا غاز"، مخلّفة المزيد من الجدل حول تصريحات "غير مسؤولة" هاجمت المواطنين المنخرطين في الحملة. وأصدر كل من عزيز أخنوش، مالك شركة "إفريقيا غاز"، ورئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار"، ومنصف بلخياط، زميله في الحزب، إلى جانب مدير إنتاج الحليب بشركة "سنطرال دانون"، بشكل متزامن، تصريحات قوبلت باستهجان كبير وسط المقاطعين. أخنوش، الذي يشغل أيضا منصب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تجنّب الحديث عن مقاطعته المحروقات التابعة له، والتي تستحوذ على حوالي 80 في المائة من السوق الوطنية، واختار الدفاع عن شركة "سنطرال" التابعة ل"دانون" الشركة الفرنسية الأم، قائلا: "هذه الأمور مافيهاش اللعب، ولّي بغا اللعب يمشي لبلاصة أخرى". وأضاف في تصريحات صحافية، من معرض الفلاحة بمكناس، أن "كأس الحليب الذي يشربه ملايين الناس هو مصدر رزق الكثير من الفلاحين المغاربة"، وأن "لا مجال للافتراضي في الفلاحة سوى المعقول والعمل الميداني"، في إشارة لحملة المقاطعة التي انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي. عدد من المنخرطين في الحملة، ذكّروا أخنوش بأن الافتراضي الذي قلل من شأنه الوزير، سبق وأن غيّر الكثير من الأمور على أرض الواقع في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن الفلاح البسيط يبيع لتر الحليب بحوالي درهمين فقط، في الوقت الذي يباع لعموم المواطنين ب7 دراهم. أما مدير إنتاج الحليب بشركة "سنطرال دانون"، عادل بنكيران، فقد ذهب بعيدا في الرد على المقاطعين لمنتجات الشركة، حيث وصف هؤلاء ب"خونة الوطن"، الشيء الذي أثار سخطا عارما في مواقع التواصل الاجتماعي حول مدير الشركة، التي تمتلك أغلب أسمها شركة فرنسية أم. وتساءل المحتجون على الوصف باستنكار: كيف يختزل الرجل وطنا بكامله في علبة حليب؟! من جانبه، انضمّ منصف بلخياط، التجمّعي والوزير السابق للشباب والرياضة، إلى مهاجمي حملة المقاطعة، مسجّلا أن "الحملة سياسية، وتهدف إلى ضرب مصالح اقتصادية معينة، وتفريق المغاربة". ولم يقف "خونا منصف" عند هذا الحد، بل استعان بلغة التهديد، وتوعد المقاطعين بأن الشركات "لن تسكت" عن هذه الحملة. وبالرغم من ذلك، يصرّ المقاطعون على الاستمرار في حملتهم لتخفيض أثمنة الماء المعدني والحليب والمحروقات. صفحات مختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي نشرت صورا لكميات كبيرة من الماء المعدني والحليب، بقيت على الرفوف بالرغم من التخفيضات المؤقتة التي أقرتها الشركتان بالأسواق الممتازة.