قررت جماعة العدل والإحسان في خطوة تصعيدية إطلاق صرخة "باركا من الحكرة"، وهي المبادرة التي سيتكلف الذراع الشبابي بتنفيذها على مدى عشرين يوما، في سياق الرد على تصريحات وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت، قبل أسبوع، والذي اتهم الجماعة بالوقوف وراء تأجيج الأوضاع الاجتماعية بمدينة جرادة. وحسب مصادر من الجماعة، فإن برنامج الحملة يتضمن لقاءات داخلية مع شباب العدل والإحسان، وحملات تواصلية مع عموم الشباب المغاربة، وإقامة ندوات في عدد من المدن، والفضاءات التي تشهد حضورا للجماعة مثل الجامعات. كما تستعد الشبيبة للتحضير لمناظرة وطنية سيُستدعي لها فاعلون سياسيون ومهتمون بالاحتجاجات، كما ستتضمن أنشطة "مركزية وأخرى محلية". وجددت الجماعة دعوتها إلى "إطلاق سراح معتقلي الحراك، خصوصا بالريف وجرادة، باعتبارهم ضحايا السياسات الفاشلة المتوالية، وضحايا التهميش"، وقررت الدفع بشبيبتها لقلب الصراع المحتدم مع الداخلية بسبب الاحتجاجات الاجتماعية، حيث أعلن شباب الجماعة من خلال صرخة "باركا من الحكرة"، أنهم باقون وسط الاحتجاجات، لأن مبادرتهم هي "استجابة وتفاعل مع نبض المجتمع المغربي، خصوصا شبابه الذي يتصدر الاحتجاجات المطالبة بالحرية والحقوق الاجتماعية والسياسية وغيرها في كل حراك يعرفه الوطن، وفي كل تكتل شبابي مضطهد". وأوضحت شبيبة العدل والإحسان، أن صرختها هي دق لناقوس الخطر ولفت "انتباه القوى الحية"، إلى ما تصفه ب"الواقع المزري الذي أصبح يعيشه الشباب المغربي على مستويات متعددة، وهو الواقع الذي تزيده الأيام وغياب المقاربات الصحيحة والصادقة إلا استفحالا وتأزما". وشدد الذراع الشبابي للجماعة، بعد اجتماع مكتبه القطري عقده نهاية الأسبوع، على أن "الوضع الشبابي المغربي ما عاد يسعفه الحياد، ولا الذهنية المستعلية المستقيلة، ولا المقاربة الأمنية الجوفاء، ولا التخوين واتهام المعارضين". معتبرة أن "كل تأخر في مقاربة إشكاليات الشباب، خصوصا إشكاليات التعليم، والشغل، والقيم، لن يكون إلا استمرارا للنزيف". وأوضحت الشبيبة في بيان مكتبها القطري، الذي حمل نبرة تصعيدية خطيرة، أن صرختها جاءت ك"رفض وتنديد بكل ظلم وحيف واستبداد واستهتار بمصير الشباب، وفضح للمخزن وسياساته التفقيرية (إلغاء مجانية التعليم، التوظيف بالتعاقد، …)، ومشاريعه الهادمة لكل قيمة وفضيلة في المجتمع". وشددت الشبيبة، أن صرخة "باركا من الحكرة" هي "تحرير للإرادات ودعوة إلى استهاض الشباب المغربي، لإعادة قراءة واقعهم بوعي حر، والالتفاف حول مطالبهم، والخروج من مستنقع السلبية، والاصطفاف في ركب التغيير، بدءا بتغيير واقعهم، وانتهاء بتغير واقع وطنهم". ودعت مبادرة شباب الجماعة، كل "الأحرار وذوي المروءات إلى التفاعل الإيجابي مع هذه الصرخة، والإسهام من مواقعهم السياسية والمعرفية والمادية بمبادرات وبدائل من شأنها تخفيف المعاناة، والإسهام في إنقاذ شباب المغرب". وأكدت الشبيبة في صرختها السياسية، أن "الاحتجاجات الأخيرة وارتفاع مظاهر الجريمة والعنف، ونسب تعاطي المخدرات، تمثلات للواقع السيئ الذي يعيش عليه الشباب، ونزيف حاد في مقدرات الوطن، وغياب للرؤية والإرادة الصادقتين، وتعثر في المقاربات".