تناول المخدرات داخل المستشفى الجهوي محمد الخامس في طنجة، حقيقة صادمة لمن يزور هذا المرفق الصحي، الذي يأتي إليه مئات المواطنين، يوميا، إما للاستشفاء، أو لعيادة أقاربهم، ومعارفهم. "اليوم 24" قام بزيارة ميدانية إلى مستشفى محمد الخامس في طنجة، مساء أول أمس السبت، وأثناء تفقده جرحى حادثة سير القطار، عاين أربعة شبان يلفون "جوان الحشيش" من على نوافذ البهو، الفاصل بين قسمي جراحة الأطفال، وجراحة العظام للكبار، في الطابق الأول للمستشفى. وكان الشبان الأربعة يدخنون المواد المخدرة خلسة، إذ كلما لمحوا مسؤولا من إدارة المستشفى قادما في اتجاههم، وضعوا السيجارة جانبا في ركن قصي من النافذة. وتعليقا على هذه الحقائق الخطيرة، أكدت مصادر طبية متطابقة ل"اليوم 24″، أن الشغيلة العاملة في مستشفى محمد الخامس، اعتادت رؤية مشاهد مماثلة لكون مرافق هذه المنشأة الطبية، مستباحة الولوج أمام أي كان، دون حسيب، ولا رقيب. وأوضحت المصادر نفسها أن المنحرفين لا يتعاطون فقط لفائف مخدر الحشيش داخل المستشفى، وإنما يأتي أحيانا مصاب يرافقه سكارى، حاملين قنينات الخمر، ما يجعل العمل داخل المستشفى حافلا بالمخاطر في أي لحظة، بالإضافة إلى أن خدمة الإنارة ضعيفة في السلالم، والممرات، والمحيط الخارجي للمستشفى. وحول أسباب هذا الانفلات، أفادت المصادر ذاتها أن التغطية الأمنية غير كافية، إذ إن عدد حراس الأمن الخاص غير كاف لتدقيق المراقبة، وحراسة أسوار المستشفى، كما أن أبوابه الرئيسية ليست مجهزة بأنظمة كشف المواد المخدرة، والممنوعات، التي تهدد سلامة الأطر العاملة، والمرضى، والزوار. يذكر أن مستشفى محمد الخامس كان مسرحا لاحتجاجات سابقة لكل الأطر في قسم المستعجلات، على خلفية تعرض ممرضين لاعتداءات بالأسلحة البيضاء من طرف منحرفين، اقتحموه بالقوة.