منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول) تطارد الجهاديين المغاربة البارزين العائدين من سورياوالعراق في الأسابيع الأخيرة بعد خسارة التنظيم الإرهابي داعش مناطق نفوذه هناك، خوفا من تسللهم إلى بلدان أوروبية أو العودة إلى المغرب بهدف الاستقطاب والتجنيد لصالح التنظيم نفسه، أو تنفيذ اعتداءات إرهابية انتقامية بعد الهزيمة في العراقوسوريا، وحديث تقارير غربية عن 900 جهادي مغربي لا يعرف مصيرهم بعد سقوط داعش. هذه المعلومات التي نقلتها تقارير دولية تأكدت بعد اعتقال السلطات البلغارية لداعش مغربي بارز وصف ب"الخطير"، عاد من العراقوسوريا بوثائق مزورة وسط مجموعة من اللاجئين السوريين. وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" كشفت أن الأمن البلغاري اعتقل بتنسيق مع "الأنتربول" مواطنا مغربيا يشتبه في كونه قاتلا في صفوف التنظيم الإرهابي داعش في سوريا، مشيرة إلى أنه سيتم ترحيله إلى المغرب في قادم الأيام. ويتعلق الأمر بجهادي مشتبه فيه يدعى رشيد زاهير، البالغ من العمر 35 عاما، أصدرت الأجهزة المغربية مذكرة بحث دولية في حقه عبر مكتب "الأنتربول"، بسبب "نشاطاته الإرهابية وانتمائه إلى التنظيم الإرهابي داعش". وتعتقد الأنتربول أن الجهادي المغربي كان يتواجد في جبهات القتال في منطقة دير الزور، أحد معاقل داعش، قبل استرجاعه من قوات التحالف الدولي في أواخر سنة 2017، قبل أن يدخل إلى تركيا التي كان يتحرك فيها لمدة 8 شهور بجواز سفر مزور، قبل أن يدخل مؤخرا إلى بلغاريا، حيث اعتقل بعد محاولته التسلل بين 20 لاجئا سوريا، غير أن المخابرات البلغارية بتنسيق مع الأنتربول استعانت بنظام التعرف على الملامح والبصمات، والذي أكد أن الأمر يتعلق بمواطن مغربي مبحوث عنه من قبل المخابرات المغربية. بدوره كشف النائب العام البلغاري، بافل زيكوف، أن "أن مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة عن الأنتربول تقول إن هذا الشخص عضو موال للدولة الإسلامية وخطير جدا". وأضاف أن "هذا الشخص كان مسلحا (في سوريا) ببندقية آلية مع حزام متفجر وقنابل يدوية وذخائر أخرى". في المقابل، أوضحت الصحافة البلغارية أن الجهادي البارز رشيد زاهير رفض ترحيله إلى المغرب تحت ذريعة أنه يمكن أن يتعرض للتعذيب، علما أنه نفى أن تكون لديه أي صلة أو ارتباط بالتنظيم الإرهابي داعش. عبد الرحمان المكاوي، الخبير المغربي في الشؤون الأمنية والعسكرية، أوضح ل" اليوم24″ أن الأنتربول ليست لديها الموارد البشرية الكافية لتعقب الجهاديين المغاربة، بل تعتمد على المعلومات التي تزودها بها مخابرات الأجهزة الأمنية المغربية. وأضاف أن الاستعانة بنظام كشف الملامح والبصمات يعني أن "الأمر يتعلق بعنصر بارز في داعش إن لم يكن قياديا"، مبرزا أن الأعضاء البارزين في داعش غالبا ما تقدم بلدانهم الأصلية للأنتربول "بطائق حمراء" تتضمن كل المعلومات حولهم من أجل تعقبهم واعتقالهم في مختلف مناطق العالم.