لا تزال قضية المرأة، التي قالت إنها "حامل" منذ تسع سنوات، في مدينة آزرو، تثير الكثير من اللغط، إذ بعد الأطباء، الذين بسطوا بالدليل استحالة وجود حمل مستمر طوال هذه المدة، خرج الدعاة، ليستنبطوا من الواقعة تناقض الفقه، والعلم في قضية "الراكد". وفي هذا السياق، قال عبد الوهاب رفيقي، الشيخ السلفي، الملقب ب"أبو حفص"، في تدوينة له نشرها عبر حسابه فيموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إن قضية "الراكد" نموذج واضح للتناقض الواقع كثيرا بين الفقه، والعلم، وإحالة أخرى لضرورة التزام كل طرف بتخصصه، وعدم اعتدائه على تخصصات الآخرين. واستدل أبو حفص على ما قاله بتجميع آراء عدد من الفقهاء حول المدة، التي يمكن أن يستمر فيها الحمل، حيث يقدر مذهب الأحناف أن الحمل قد يستمر سنتين، ويتجه مذهب الحنابلة، وأشهر علماء المالكية إلى أن أقصى مدد الحمل أربع سنوات، أما رواية عن مالك فإن مدة الحمل تصل إلى خمس سنوات، والزهري إلى ست سنوات، فيما يعد أكبر تقدير لمدة الحمل في الفقه الإسلامي من قول ربيعة، والزهري، ومالك، هو سبع سنوات. كما يشير أبو حفص إلى أن ابن حزم، والظاهرية، عموما، ذهبوا إلى أن أقصى مدة للحمل هي تسعة أشهر، فيما وصف رأيهم بالشذوذ، ومخالفة الجماعة، مضيفا أن "بعض الفقهاء ذهبوا إلى أنه لا حد لأكثر الحمل، فإذا ظهر بالمرأة حمل، أو وجدت القرائن الدالة على الحمل كالحركة في البطن، فإننا ننتظر، وإن طالت المدة"، ما جعل الثقافة الشعبية تتأثر بهذا الاختيار، الذي يرتدي لباس الدين، والحكم الشرعي.