تتواتر ردود فعل العواصم الدولية من الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي الحاصل أمس، الأربعاء 03 يونيو، بعد إعلان عبد الفتاح سيسي، وزير الدفاع في الحكومة التي كانت تشتغل تحت إمرة مرسي، عن عزل الجيش للرئيس المصري المنتخب، وتتنوع بين مؤيد ومعارض و"محايد". أمريكا والأمم المتحدة تعتبر "الإطاحة" بمرسي أمرا "مقلقا" وتدعو إلى انتخابات "سريعة" اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، أن تدخل الجيش في الإطاحة بمرسي أمر "مقلق" مع اعتباره أن مطالب المتظاهرين المصريين "شرعية"، معربا في الوقت نفسه عن أن "تدخل العسكريين في شؤون كل دولة أمر مقلق ويكون من الأفضل إذن تعزيز النظام المدني سريعا وفق مبادىء الديموقراطية". ودعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى إجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر، وأعرب أيضا عن "قلقه العميق"، بعد ساعات على "إطاحة" الجيش بالرئيس. وأعلن أوباما أنه سيطلب من الوكالات والوزارات المعنية درس تداعيات الوضع الجديد بالنسبة للمساعدة الأميركية السنوية لمصر، والتي بموجب القانون الأميركي لا يمكن أن تدفع لبلد جرى فيه انقلاب عسكري. الاحتلال الاسرائيلي يتوجس ويدعو وزراءه إلى "الصمت" ووجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعليمات "صارمة" لوزرائه بعدم إطلاق تصريحات بشأن إقالة الجيش المصري للرئيس مرسي. وعبرت دهات أمنية داخل الاحتلال عن "تخوفها من إقدام تنظيمات "جهادية" في سيناء على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية". بريطانيا، تركيا، ألمانيا وروسيا: ما حدث في مصر "انقلاب" على الديمقراطية الانتخابية ودعت بريطانيا إلى الهدوء في مصر بعد معربة عن انها "ضد تدخل الجيش لتغيير النظام"، ووصفت الوضع في مصر ب"الخطير". وندد حزب العدالة والتنمية التركي والحزب المعرض الرئيسي بتركيا اليوم بالانقلاب العسكري في مصر، وقال نائب رئيس حزب المصباح التركي، حسين جيليك، "اللعنة على الانقلاب الوسخ في مصر.. آمل أن تدافع الجماهير التي أتت بمرسي إلى السلطة عن طريق أصواتها والتي تعني الشرف الديمقراطي". وعلق إبراهيم كالين، مساعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على التطورات المصرية، قائلا "لا شيء يبرر أي انقلاب عسكري"، مضيفاً أن "الليلة خسر الجميع في مصر، مؤيدو مرسي ومعارضوه". وأدان حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، على لسان كمال كليتشدار أوغلو، إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، مشددا على أن "الإنقلابات العسكرية لا يمكن أن تكون مقبولة، وآمل أن تعود الديمقراطية إلى مصر". وصرح وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أن إزاحة الرئيس مرسي من قبل الجيش المصري يشكل "فشلا كبيرا للديموقراطية"، مضيفا أن "عودة مصر في أسرع وقت ممكن إلى النظام الدستوري أمر ملح، وهناك خطر حقيقي من تأثر عملية الانتقال الديموقراطي في مصر". وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، ميخائيل مارغيلوف، أن ما حدث في مصر هو "انقلاب ناعم" سيترك أثره على بلدان "الربيع العربي". قطر، الإمارات، السعودية، الكويت والنظام السوري يهنئون المنقلبين وهنأ أمير قطر الجديد رئيس مصر المؤقت عدلي منصور على توليه منصبه، بعد أن "أطاح" الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسى، التي كانت قطر تدعمه في عصر والد الأمير القطري الجديد. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الشيخ تميم بن حمد آل ثانى ورئيس الوزراء القطرى عبد الله بن ناصر آل ثانى، أرسلا برقيتى تهنئة إلى منصور. وأشادت الإمارات العربية المتحدة بدورها بالجيش المصري لإزاحته عن السلطة الرئيس محمد مرسي المنتخب. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وجه برقية تهنئة الى الرئيس المِقت عدلي منصور بعد أدائه اليمين الدستوري. وبعث العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الأربعاء، برقية للمستشار عدلي منصور هنأه فيها "بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها". وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنه جاء في البرقية "باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها"، مضيفا "أننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في مصر". وهنأ أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المستشار عدلي منصور "رئيس جمهورية مصر العربية بمناسبة توليه قيادة الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية والتاريخية وتوليه مهامه الدستورية". وعبر الشيخ صباح الأحمد في برقية بعث بها اليوم الخميس باسمه واسم حكومة وشعب دولة الكويت عن "التمنيات بان يعين المولى فخامة المستشار ويسدد خطاه لتحقيق آمال وتطلعات شعب مصر وما ينشده من رفعة وازدهار وتجاوز هذه المرحلة الصعبة". وذهب النظام السوري إلى أن "إطاحة" الجيش بمرسي "انجاز كبير" و"انعطاف جذري" لصالح الديموقراطية، وعبر نظام بشار الأسد وجاء عن "تقديره العميق للحراك الوطني الشعبي في مصر، والذي أثمر انجازا كبيرا"، مؤكدا أن ما جرى "هو انعطاف جذري ينطوي على إرادة راسخة بالحفاظ على الديموقراطية والتنوع". المغرب، الاتحاد الأوربي، الصين، كنداوفرنسا.. مواقف "محايدة" و"احترام لاختيارات الشعب المصري" وأكد المغرب، مساء أمس الأربعاء، على "ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية لمصر وأمن شعبها واستقراره وطمأنينته"، وقال بلاغ صادر عن وزارة الخارجية والتعاون أن "المملكة المغربية تابعت بانشغال واهتمام بالغين الأحداث الأخيرة التي عاشتها الشقيقة جمهورية مصر العربية". وأعربت المفوضة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، عن أملها بأن تكون "الإدارة الجديدة في مصر شاملة بشكل كامل، وأكدت على أهمية ضمان الاحترام الكامل للحقوق الأساسية والحريات وسيادة القانون"، معبرة عن "إدانتها الشديدة لكل أعمال العنف"، وقدمت التعازي لعائلات الضحايا، وحثت قوات الأمن على بذل كل ما في وسعها لحماية أرواح وسلامة المواطنين المصريين. وقالت المتحدثة باسم الوزارة الصينية، هوا شونيينغ، إن "الصين قلقة بشدة بشأن الوضع في مصر، وهي تحترم خيار الشعب المصري"، مضيفة "نأمل بأن تتجنب الأطراف المعنية اللجوء إلى العنف في مصر وتحل خلافاتها في أقرب وقت ممكن عبر الحوار والتشاور والمصالحة". وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكندية، ريتش روث، أن "كندا تحث جميع الاطراف في مصر على الهدوء وتفادي العنف والبدء بحوار بناء"، مضيفا أن "كندا تؤمن بقوة أن اقامة نظام ديموقراطي شفاف يحترم صوت المواطنين ويشجع مساهمة المجتمع المدني وجميع الشرائح الشعبية الأخرى بما فيها الأقليات الدينية، هو الوسيلة الفضلى لإعادة الهدوء والسماح لكل المصريين بالاستفادة من الاستقرار والازدهار مستقبلا في مصر". وأوضح وزير الخارجية الكندي أن السفارة الكندية في القاهرة التي أغلقت الثلاثاء "حتى إشعار آخر لأسباب أمنية". وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن فرنسا "أخذت علما" بإعلان مصر إجراء انتخابات جديدة بعد فترة انتقالية، مضيفا "تأمل فرنسا أن يجري الإعداد لهذه الاستحقاقات في ظل احترام السلم الأهلي والتعددية والحريات الفردية والمكتسبات في العملية الانتقالية لكي يتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله". اليمن: ردود فعل متباينة والحكومة صامتة وقال مصدر بالخارجية اليمنية، إن "اليمن يراقب بحذر ما يجري في مصر وينتظر ما يصدر عن دول الإقليم والعالم إزاء ما تم" قبل أن يعلن موقفه، وعبر مناهضون للرئيس المصري حمد مرسي بالعاصمة صنعاء عن بهجتهم ب"إزاجته"، خصوصا من قبل مناصري الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبعض القوى اليسارية والتقدمية. وقال رئيس حزب الإصلاح في اليمن، محمد اليدومي، أن "الجيش المصري يكرر نفس التجربة منذ عشرات السنين وحتى اليوم، ولن يفلح، وهو يكرر تجربة العسكر في تركيا". واعتبر أمين عام "حزب الحق" اليمني، حسن زيد، ذو التوجه الإسلامي، أن القوى السياسية التي تعتبر أنها انتصرت على الأخوان المسلمين في مصر، لم تنتصر، لأن الذي انتصر هو النظام الأمني والعسكري والقضائي الذي حكم مع مبارك ومرسي نفسه". السودان وفلسطين: ما يقع في مصر شأن داخلي وقالت وزارة الخارجية السودانية أن ما تم في مصر "شأن داخلي يخص شعبها ومؤسساته القومية وقياداته السياسية"، موضحة أن السودان "ظل يتابع باهتمام تطورات الأوضاع السياسية في مصر انطلاقا من خصوصية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين ومن باب الحرص على السلم والاستقرار في مصر الذي هو من أمن واستقرار السودان وكل المنطقة العربية والإفريقية". وناشدت الوزارة كل الأطراف في مصر إلى "إعطاء الأولوية للحفاظ على استقرار وأمن مصر وسلامة ووحدة شعبها وتفويت الفرصة على المتربصين بها". وصرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قائلا أن "بلاده لا تتدخل فيما يجري في مصر"، موضحا، في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس الأربعاء مع نظيره اللبناني ميشال سليمان في بيروت، أن بلاده "ليست فريقا في أي نزاع يقع هنا أو هناك"، وأشار إلى أن "الأوضاع في مصر صعبة ومعقدة"، معربا عن أمله في "تحقيق السلامة والأمن والاستقرار في مصر".