قال الكاتب والاستاذ الجامعي الفرنسي من أصل مغربي، يوسف شهاب، إن الانتخابات الجماعية والجهوية، التي جرت أول أمس الجمعة، تشكل منعطفا في المسلسل الديمقراطي للمغرب، إذ أتاحت تجديد النخب المحلية. وأكد يوسف شهاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا الاستحقاق، الأول من نوعه منذ تبني دستور 2011، في إتاحة بروز نخب محلية جديدة، وكفاءات جديدة، من شأنها المساهمة في تحسين التدبير المحلي، وتحقيق أهداف التنمية الترابية. وقال "خرجنا من مرحلة ترشح نفس النخب السياسية، من أجل إعطاء الفرصة للشباب والكفاءات والنساء"، ملاحظا خروج بعض الأسماء البارزة من المشهد السياسي المحلي، والتي يتم تعويضها تدريجيا. وأشاد يوسف شهاب، أيضا، بنجاح المسلسل الديمقراطي المحلي، مبرزا مناخ الهدوء والأمن الذي جرت فيه هذه الانتخابات، وحياد الدولة التي عملت على توفير كافة الشروط الضرورية لضمان شفافية هذا الاستحقاق. وأضاف يوسف شهاب، وهو أيضا خبير دولي وأستاذ جامعي مشارك بجامعة السوربون بباريس، أن هذه المرحلة الانتخابية بصدد رسم معالم مغرب سياسي جديد، بموازين قوة وعلاقات جديدة، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة، التي بلغت 53.67 في المائة، تعتبر هامة بالنظر إلى كون الحملة الانتخابية جرت في عز موسم الصيف. كما أبرز نسبة المشاركة المرتفعة في الأقاليم الجنوبية للمملكة "وهو ما يعكس الانخراط التام لكافة سكان هذه الربوع في المسلسل الانتخابي والديمقراطي في شموليته". وبخصوص نتائج هذه الانتخابات، اعتبر يوسف شهاب أن هذا الاستحقاق شكل تحولا للخارطة السياسية المحلية، "التي خرجت من نمط البلقنة السياسية، من أجل الدخول في مرحلة جديدة هي مرحلة الأقطاب السياسية". وقال "لدينا الآن حزبان سياسيان يتنافسان : حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب العدالة والتنمية، فيما تراجع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واستقرار حزب الاستقلال الذي استطاع الحفاظ على حصته الانتخابية". من جهة أخرى، أكد يوسف شهاب أن هذه الانتخابات الجماعية والجهوية أتاحت تنفيذ ورش الجهوية المتقدمة، التي تقضي بنقل صلاحيات هامة إلى الجهات بما يجعلها في اتصال مباشر مع المواطنين، مضيفا أن تكريس اللامركزية في تدبير الشأن المحلي يشكل، في الآن نفسه، تقدما ديمقراطيا، وتقدما على مستوى الحكامة. وخلص إلى القول إن هذه اللامركزية تشكل، إلى جانب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رافعتين للتنمية الترابية، وتسريع مسلسل التنمية الشاملة خلال السنوات العشر المقبلة. يشار إلى أنه، حسب النتائج التي أعلن عنها أمس السبت وزير الداخلية في ختام عملية فرز الأصوات، برسم الانتخابات الجماعية التي جرت أول أمس الجمعة، احتل حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى ب6655 مقعد (21.12 في المائة) متبوعا بحزب الاستقلال ب5106 مقعدا (16.22 في المائة) ، فيما حل حزب العدالة والتنمية ثالثا ب5021 مقعدا (15.94 في المائة). من ناحية أخرى ، تصدر حزب العدالة والتنمية نتائج الانتخابات الجهوية، بحصوله على 174 مقعدا (25.66 في المائة) متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة ب132 مقعدا (19.47 في المائة)، فيما حل حزب الاستقلال ثالثا ب119 مقعدا (17.55 في المائة).