على إيقاع الأعصاب المشدودة والتفاعلات المتناقضة، عاش جمهور الرجاء الرياضي، وخلفه الجمهور الكروي بالمغرب، طيلة 95 دقيقة جرت فيها الكرة على الأرضية العشبية الجميلة لملعب مراكش، مساء أمس، قبل أن تنتهي أسعد نهاية، لم يحلم بها الجمهور الكروي في المغرب حتى في أسعد أوقاته. لكن ثلاث لقطات فقط استطاعت أن تستحوذ على أنظار الجمهور والمتتبعين، بالنظر إلى ما مثلته من قيمة فارقة في المباراة، فأخذت حيزا مهما من نقاشات النشطاء الفيسبوكيين، سواء بالمديح والثناء حينا، أو الاعتزاز والفخر حينا، أو الاستهزاء والسخرية تارة ثالثة. الملحمة التيفو الذي حمله جمهور الرجاء في مدرجات الملعب قبل انطلاق المباراة أذهل المشاهدين، وحمل العديد من الدلالات، فكلمة الملحمة التي رسمها الآلاف من المشجعين بخط عربي جميل، لم تقتصر على الاحتفال بالإنجاز الكبير للفريق الأخضر، بل حملت معاني ثقافية واجتماعية. اختيار التيفو كان احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، الذي صادف يوم أمس، وأرسل بالتالي رسالة إلى من يهمه الأمر، مفادها أن قضية اللغة العربية في المغرب ليست نقاشا نخبويا بعيدا عن واقع الناس، وأن هؤلاء، وعلى رأسهم الجمهور الرياضي، واعون بأهمنية حماية اللغة العربية. السجدة طريقة إعلان الفرحة بالأهداف، والشكر لله عليها، من خلال السجود، التي طالما عرف بها المنتخب المصري، الملقب بمنتخب الساجدين، وجدت لها مكانا في مباراة نصف نهائي المونديالتو، فبعد ثاني الأهداف، انحنى محسن متولي، قائد الفريق، رفقة عدد من زملائه على الأرض سجدا، وأظهرت الكاميرات سجود لاعبي الاحتياط في اللحظة نفسها. متولي الذي تغطي الوشوم جزءا كبيرا من جسده، بشكل لا يحبذه قطاع كبير من الجمهور الرياضي، فرض الاحترام على الجميع بأدائه الرجولي، وقيادته لزملائه، كما بالسجدة التي لخصت أدعية العشاق والمحبين، على مدرجات الملعب، كما خلف شاشات التلفزات، في المقاهي والبيوت. الحذاء أحرجت اللقطة جميع المغاربة، عندما انحنى لاعبون من فريق الرجاء على قدمي النجم العالمي رونالدينيو، وشرعوا في نزع فردتي حذائه، وسط ذهول الجميع، لولا أن خفف من هول المشهد أن من أقدما على الفعل كانا من المحترفين الأفارقة بالفريق الأخضر. اللقطة أطلقت كما كبيرا من التعليقات والصور الساخرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وستبقى بلا شك راسخة في ذهن كل من تابع المبارة، كواحدة من طرائف ملحمة الرجاء البيضاوي في مونديال الأندية.