قال الناقد السينمائي مصطفى الطالب في تصريح ل"الرأي" إن الفيلم السينمائي الجديد لنبيل عيوش أحدث قطيعة مع أفلامه السابقة التي كانت في مجملها تتعاطى لقضايا الرأي العام بغض النظر عن وجهة نظر المخرج من قبيل فيلم "يا خيل الله" الذي كان مهما فنيا ومضمونا. أي مخرج يقول الطالب اشتغل على قضية الدعارة، فهو اختار أسهل شيء في السينما، معللا ذلك بقوله لأنه يقوم بإفراز المكبوتات والنزوات الجنسية أكثر من معالجة الموضوع، ويرى الطالب أنه إلى يومنا هذا لم يعالج أحد موضوع شبكات الدعارة كما عالجها المخرج حسن بنجلون في فيلمه المنسيون. وتابع الطالب من خلال المشاهد الأربعة التي خرجت لحد الآن من الفيلم، يظهر أن معالجة ظاهرة الدعارة في فيلم عيوش غير واردة، "وإنما يتضمن كلام تحت الحزام مبالغ فيه"، قائلا "حتى في العالم الليلي يتم احترام الموروث الديني والثقافي للمغاربة، ولا يعرف المستوى الهابط الذي وظفه عيوش في فيلمه". ويرى الناقد السينمائي المغربي أن الفيلم الجديد لعيوش سيضر بسمعة المغرب، وسمعة العرب أيضا على اعتبار أن في الفيلم جنسيات تمثل جنسيات عربية أخرى، مؤكدا أنه لا يخدم سوى مصلحة الجمهور الغربي الذي يريد أن يرى المغرب بهذه الصورة، كما تروج لذلك برامجهم وقنواتهم والتي تختزل المغرب في كونه بلد السياحة الجنسية. أي صورة يروجها عيوش عن المغرب يتساءل الطالب؟ للمرة الثانية يعرض عيوش هذا الفيلم في كان بعدما عرض فيلم يا خيل الله الذي يقدم فيه مستوى ودرجات الفقر في المغرب، والآن يعرض هذا الفيلم الذي يقدم الدعارة في بلدنا، أين هو الوجه المشرق للمغرب في أفلام عيوش يقول الطالب بتحسر، مضيفا لصالح من ينتج عيوش هذه الأفلام هل لصالح فرنسا وأوروبا التي يعيش فيها؟ وأبرز الطالب أن عيوش لم يلتجئ في هذا الفيلم إلى الممثلين المحترفين، بل إلى الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية، وهذا فيه استغلال لهم، قائلا "واللجوء إلى الطبقات المهمشة لتلعب الأدوار في فيلمه يطرح أكثر من علامة استفهام"، مضيفا ونحن نتساءل بأي حق يفعل عيوش هذا؟ مسترسلا "لا بد أن يكون للمخرج ضمير". وأضاف الطالب أن هذا الفيلم بعيد كل البعد عن الحداثة، قائلا "لأن الحداثة بمفهومها الفلسفي تكرس كرامة الإنسان وذكائه وكينونته"، على المخرجين معالجة ظاهرة الدعارة فنيا ودراميا عندما يريدون الاشتغال عليها يختم الطالب كلامه.