قامت طائرات قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بشن غارات على مواقع ميليشيات الحوثيين في صعدة، ودمرت مجمعاً حكومياً حوله الحوثيون إلى مستودع أسلحة في الملاحيظ. وجاء ذلك بعد ساعات من إلقاء طائرات التحالف منشورات على صعدة، تحض المدنيين على المغادرة. وأعلنت قوات التحالف أن الطرق الرئيسية مفتوحة لمغادرة المدنيين صعدة حتى المغيب. وأكدت أن كل صعدة هدف عسكري اعتباراً من الساعة السابعة مساء (أمس)، ودعت المدنيين في صعدة لمغادرتها قبل انتهاء المهلة. وأكد الناطق الرسمي لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العميد أحمد عسيري، أن السعودية في حالة دفاع عن النفس. وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس، أن ميليشيات الحوثي لجأت الى ضرب المدنيين السعوديين، واستجابتها لكل المبادرات كانت سلبية، مشيراً إلى أنه "نقوم بجهد لمنع تهديد السعودية ومواصلة عملياتنا لإعادة الأمل، وعملياتنا تطورت لحماية المواطن السعودي والمواطن اليمني". وأشار إلى أن القوات استهدفت أماكن إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين، وأيضاً مراكز السيطرة والتحكم والاتصال التابعة لهم، إضافة إلى أنها نفذت عمليات دعم في عدن للقوات المؤيدة للشرعية، واستهداف المدرجات لمنع إعادة تموين الحوثيين. ولفت عسيري إلى أن القوات السعودية بمشاركة قوات التحالف قامت بعمليات على الحدود السعودية مع اليمن. وشدد على أن خيار التدخل البري في اليمن مطروح لكنه لم يحدث حتى الآن، ولن يكون هناك توغل بالأراضي اليمنية. وكانت قوات التحالف دمرت، فجراً، مقر قيادة الميليشيات في ساقين بصعدة، ومجمع اتصالات المثلث بشكل تام، ومركزين للتحكم والسيطرة في بني معاذ في صعدة معقل الحوثيين، ومصنع ألغام في صعدة القديمة، ومركز قيادة للميليشيات في مذاب الصفراء. وذكرت قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية أن المحافظة بأكملها اصبحت هدفا عسكريا بدءاً من مساء الجمعة. وفي مقابلة هاتفية مع القناة قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف «وجهنا رسالة إلى أشقائنا المواطنين اليمنيين من خلال مختلف الوسائل الإعلامية بأن يبتعدوا عن الميليشيات الحوثية والمعسكرات العسكرية التي يتحصنون فيها حفاظا علي سلامتهم». وأضاف «ستبدأ قوات التحالف والقوات المسلحة السعودية بالرد على من تجرأ وهاجم المدن السعودية وهاجم المواطنين السعوديين». وقال سكان من صعدة إن الغارات دمرت ضريح حسين الحوثي مؤسس الجماعة وأنه وقع قصف عنيف في غرب محافظة صعدة قرب المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن وإن 13 قروياً قتلوا في غارات في محافظة حجة. ولم يمكن التحقق من الأرقام بشكل مستقل. وفي محافظة شبوة قالت مصادر أمنية محلية إن طائرات التحالف شنت خمس غارات جوية على الأقل في محيط مطار مدينة عتق وفي المدينة نفسها. وفي جنيف حذرت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس من ان القيود المفروضة على الاستيراد الى اليمن تعيق الى حد كبير العمليات الانسانية وتعرض حياة الاف الاطفال للخرطر. وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم المنظمة «قد تنفد المحروقات خلال اسبوع. اذا استمرت القيود المفروضة على الواردات التجارية للاغذية والمحروقات فستؤدي الى عدد اكبر من القتلى مما يخلفه الرصاص والقنابل خلال الاشهر المقبلة». وأضاف «ان استمرار النقص في المحروقات والاغذية في اليمن سيهدد اكثر من 120 الف طفل بشكل مباشر بسوء التغذية الحاد خلال الاشهر الثلاثة المقبلة بالاضافة الى 160 الف طفل كانوا يعانون اصلاً من سوء التغذية الحاد قبل 26 اذار (مارس) الماضي. وبسبب انهيار القطاع الصحي، يخشى ان يصاب نحو مليونين ونصف مليون طفل دون الخامسة بامراض تسبب الاسهال، مما يهدد حياتهم، وفق اليونيسيف. كما تهدد امراض مثل التهاب الرئة والحصبة 1,2 مليون طفل بعد وقف حملات التلقيح في العديد من المراكز الصحية في مختلف مناطق البلاد، بحسب بوليراك. وقال المتحدث باسم مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية ينس لايرك ان «العائق الرئيسي (امام الاستيراد) هو نظام التفتيش بموجب قرار مجلس الامن الدولي الهادف الى عدم ادخال الاسلحة الى اليمن وان «هذا الاثر الجانبي لنظام التفتيش ادى الى عدم الحصول على ما يكفي من المحروقات وهذا يعيق العمليات الانسانية». وقال بوليراك ان الطواقم الانسانية غير قادرة على الوصول الى عدد كبير من المناطق لان الاطراف المنخرطة في النزاع «تمنعنا بشكل متكرر من الوصول الى الاشخاص الاكثر احتياجا للمساعدة».