انتقد المفكر والفيلسوف المغربي، عبد الله العروي، الدعوة لتدريس «الدارجة»، التي أطلقها نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى والتربية، معتبرا أنها «تروم تقويض الوحدة الوطنية». وأكد العروي، في حوار لجريدة «الأحداث المغربية»، نشرته في عددها لهذا اليوم الأربعاء، (أكد) على أن اللغة العربية «هي لغة المدرسة ولغة الكتابة ولا علاقة لها بالشفوي والتواصل في البيت والشارع»، موضحا أن وظيفة المعلم «هي تعليم الطفل الحروف وكيف يقرؤها ويربط بينها في الكلمات، ويعلمه قراءة الأرقام والأعداد.. هذه الأمور هي مهمة المدرسة ودورها عندما يلتحق بها الطفل»، نافيا في المقابل أن يكون دور المدرسة «هو تعليم الطفل اللغة التي يتحدث بها في البيت». واعتبر المفكر المغربي، في الحوار ذاته، أن الدعوة إلى تدريس "الدارجة" بالتعليم المغربي "إما هي زائدة، أو أن لها توخيات أخرى غير تلك المعبر عنها في الظاهر، والتي لا علاقة لها بالتعليم ولغته". وشدد الفيلسوف المغري الذائع الصيت أن قبول مثل هذه الدعوة وتبنيها من شأنه أن "ينتج" أطفالا "تقطعت صلتهم بالعربية المكتوبة ونصوصها"، موضحا "يمكن أن ينجح الطفل في حفظ بعض الآيات القرآنية في حصة التربية الدينية، مثله في ذلك مثل أي تلميذ أوربي ينجح في حفظ مقاطع من الإنجيل باللغة اللاتينية، دون أن ينجح في فهمها"، وتابع أنه بتعليم الدارجة في السنوات الأولى من عمره "سيصير التلميذ هنا كأي مسلم غير عربي في ماليزيا أو أندونيسيا، ينجح في حفظ تلك الآيات وترديدها صوتيا دون فهمها".