من غير المعتاد في الخطب الملكية في ذكرى المسيرة الخضراء أن يخاطب الملك محمد السادس الجارة الجزائر بالنبرة التي حملها خطاب أمس الأربعاء بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين للمسيرة. وأكد الملك محمد السادس في خطابه الموجه للشعب المغربي: أن "هذا كلام أقوله لك، شعبي العزيز، لأول مرة، ولكني أقوله دائما، وبصفة خاصة لمسؤولي الدول الكبرى، وللأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة ومساعديه." فقد اتهم الملك محمد السادس النظام الجزائري بإهدار أموال الشعب الجزائري وتقديمها ك"أموال ومنافع" لبعض المنظمات الحقوقية الدولية لحملها على إعداد تقارير مغلوطة حول وضعية حقوق الإنسان بالصحراء المغربية. وأرجع الخطاب الملكي السبب الرئيسي في التعامل غير المنصف مع المغرب، "يرجع بالأساس، لما يقدمه الخصوم من أموال ومنافع، في محاولة لشراء أصوات ومواقف بعض المنظمات المعادية لبلادنا، وذلك في إهدار لثروات وخيرات شعب شقيق، لا تعنيه هذه المسألة ، بل إنها تقف عائقا أمام الاندماج المغاربي". وبذلك اعتبر الخطاب الملكي بمثابة رد على خطاب الرئيس الجزائري للمشاركين في مؤتمر بأبوجا النيجيرية، اعتبر فيه الصحراء ترزح تحت الاحتلال المغربي، وهو موقف من بين أخرى ظلت الجزائر تؤكد على عدم حيادها في النزاع المفتعل حول الصحراء. وبهذه الردود الرسمية وفي أعلى المستويات، يكون البلدان قد دخلا مرحلة دقيقة في النزاع حول ملف الصحراء، وتعتبر مؤشرات على فقدان الثقة بين البلدين، والتي تعتبر شرطا لاستمرار المفاوضات الرسمية تحت رعاية الأممالمتحدة.