في تعليقه على نتائج الإحصاء التي قدمها احمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط أمام الملك أول أمس الاثنين، قال علي الشعباني أستاذ علم اجتماع في تصريح ل"الرأي" تبين أن سياسات الدولة في الحد من هجرة القرويون صوب المدن فشلت، كما فشلت الدولة فشلا ذريعا في خلق التوازن بين البادية والمدينة. وتعليقا على تمركز 70 في المائة من المغاربة في خمس جهات فقط، قال الخبير السيوسيولوجي إن الدولة مازالت تنهج سياسة الاستعمار الفرنسي، التي قسمت المغرب إلى مغرب نافع وأخر غير نافع، ولم تستطع توفير متطلبات الحياة ووسائل الراحة في كل جهات المغرب، موضحا أن المغربي الذي يترك جهته ويتجه صوب إحدى الجهات الخمسة بحتا عن عمل وظروف مريحة معناه أنها لا توجد بجهته، مضيفا الدولة فشلت أيضا في تفريغ جهات من الساكنة وملء أخرى نظرا للسياسة الاقتصادية والتنموية التي تنهجها. وحول ما إذا كان اعتماد الجهوية الموسعة سيخلق ظروف مريحة للمغاربة بكل الجهات، وسيوقف من حدة هجرة المغاربة من البوادي إلى المدن، ومن الجهات الإحدى عشر إلى الجهات الخمسة، قال الشعباني لا يمكن أن نعرف الآن، يمكن فعلا أن ينجح المغرب في هذا بعد اعتماد الجهوية الموسعة ممكن أن يفشل. ولفت الشعباني الانتباه إلى نقطة اعتبرها مهمة وأساسية جدا، تتمثل في كون عدد من المدن المغربية التي تحدت عنها الإحصاء، ليست مدن بالمعنى الحقيقي للمدينة، وإنما هي بوادي سميت مدن، قائلا "خصوصا التي تعرف أحزمة الفقر، والسكن العشوائي، والاقتصاد غير المهيكل، وكثرة الباعة المتجولين". وأضاف الشعباني أن خطئا وصفه بالكبير، استعمل في عملية الإحصاء، تمثل في اعتبار عدد من المراكز القروية، مراكز حضارية، وبناء عليه اعتبار السكان القرويون حضاريون، وهؤلاء في الحقيقة ليسو حضاريين بالمعنى الحقيقي للتمدن يضيف المتحدث، معتبرا توظيف هذا الخطأ في الإحصاء تزويرا للحقائق.