قال إدريس بنسعيد أستاذ علم اجتماع في تصريح ل"الرأي" في تعليقه على نتائج الإحصاء التي قدمها احمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط أمام الملك أول أمس الاثنين، إن سياسة الاهتمام بالعالم القروي التي وضعتها الدولة منذ عهد الحسن الثاني لم تعط أكلها، وهذا يؤكده تزايد عدد المغاربة المنزاحين من البادية إلى المدينة، حيث أصبحت نسبة المغاربة المتواجدين في المدينة حوالي60 في المائة، بعدما كانت حوالي 50 في المائة سنة 2004. وتعليقا على انخفاض معدل النمو الديمغرافي الذي انتقل من 1.4 سنة 2004 إلى 1.2 سنة 2014، قال بنسعيد المغرب انتقل من الضغط والانفجار الديمغرافي الذي عرفه خلال مرحلة الستينات والسبعينات، ودخل إلى الانتقال الديمغرافي، وهذا سيؤدي حسبه إلى شيخوخة الساكنة، وتوليد ضغط كبير على الفئة النشيطة أي فئة العاملين، وحضور المسن في المجتمع المغربي بنسبة 8 في المائة يحتاج في حد ذاته إلى سياسة مضبوطة يضيف بنسعيد. ويرى السوسيولوجي المغربي أن تحول المغرب من ساكنة قروية إلى ساكنة حضارية يساير المنحى الدولي، ويولد عدد من الإشكالات المرتبطة بتدبير المدن، من قبيل الانفلات الأمني، وتفكك العلاقات ذات الطابع القروي تحت نسيج اجتماعي واقتصادي هش، مضيفا أن المدن المغربية خصوصا المتواجدة في الجهات الخمس التي تضم 70 في المائة من المغاربة وصلت إلى مرحلة التشبع. وأضاف بنسعيد أن استمرار انزياح المغاربة نحو المدن وتحديدا المتواجدة في الجهات الخمس المذكورة، راجع إلى السياسة التنموية للدولة التي تستهدفها بالدرجة الأولى، فيما تبقى أقطاب التنمية غائبة عن باقي الجهات. يذكر أن الحليمي قال أمام الملك أن عدد السكان المغاربة يبلغ 33 مليون و 848 ألف و 242 نسمة حسب أولى نتائج الإحصاء العام للسكان الذي جرى شهر شتنبر المنصرم، مبرزا أن معدل النمو الديمغرافي السنوي بين سنتي 2004 و 2014 انخفض من 1.38 في المائة إلى 1.25 في المائة، كما ارتفعت نسبة التمدن في المملكة من 55.1 في المائة سنة 2004 الى 60.3 سنة 2014. وتتمركز 70 في المائة من ساكنة المغرب حسب إحصاء الحليمي في خمس جهات وهي أولا جهة الدارالبيضاء الكبرى-سطات بحوالي سبعة ملايين نسمة، ثم الرباط-سلا-القنيطرة، ثم مراكش-أسفي، و فاسمكناس، ثم طنجةتطوان-الحسيمة.