قال الملك محمد السادس، إن المسيرة الخضراء الذي يحتفل المغرب اليوم بذكراها ال38، تلتها مسيرات شملت جيلا من الإصلاحات السياسية والمدينة والحقوقية والبيئية والثقافية، معتبرا أن المغرب ليست له عقدة للتعامل مع تطلعات مواطنيه أينما كانوا. وفي عبارات تحمل رسائل للجارة الجزائر بعد التطورات الأخيرة في ملف الصحراء، أكد العاهل المغربي خلال خطاب المسيرة الخضراء، اليوم الأربعاء، أن منطقة تندوف تفتقد لأبسط حقوق الإنسان، مضيفا أن المغرب لا يقبل المزايدة عليه ممن يمتهنون انتهاك حقوق الإنسان في بلدانهم، وقال في هذا الصدد ان "المغرب يرفض أن يتلقى دروسا ممن ينتهكون حقوق الإنسان". وأكد العاهل المغربي أن التعامل غير المنصف مع المغرب في قضية الصحراء، يرجعُ لشراء خصوم الوحدة الترابية لبعض الأصوات في بعض المنظمات الدولية، متأسفا من بعث بعض الدول لموظفين لهم مواقف مساندة لأعداء الخصوم والذين يعدون تقارير مغلوطة عن منطقة الصحراء وتعتمدها دولهم. واعتبر محمد بن الحسن الثاني، في الخطاب الذي بثته القنوات العمومية والإذاعة الوطنية، أن مبادرة الحكم الذاتي تتسم بالجدية والمصداقية وروح الواقعية، مشددا أن جميع المؤشرات الخاصة بمنطقة الصحراء، تذهب عكس الأطروحة المُروجة في استغلال ثروات الصحراء من طرف المغرب، بعد الدعم الذي يقدم المغرب للمنطقة من كافة جهاته. وأردف العاهل المغربي، أن مبادرة الحكم الذاتي، تركز على معاني التضامن والانصاف والنهوض بالتنمية البشرية على المستوى الاجتماعي، بالإضافة لتحقيق النهوض بالثقافة الحسَّانية كأحد مكونات الهوية المغربية في المجال الثقافيّ، وتجديد الإبداع الفني في المنطقة. وزاد أن مبادرة الحكم الذاتي تم تزويدها بالحكامة الجيدة في إطار مشروع الجهوية الموسعة، وجعل المنطقة الصحراوية قطبا جهويا للربط بين أوربا والجنوب المغربي، مشيرا أن المغرب عمل منذ استقلاله على التعاون المثمر مع الشركاء، وتنويع العلاقات الاقتصادية. وعن العلاقات المغربية الافريقية، أكد العاهل المغربي أن المغرب دأب على نصرة قضايا القارة الافريقية خاصة التنموية منها، عن طريق الزيارات التي يقوم بها للدول الإفريقية أعطت الأهمية للبنية التحية والجوانب الروحية والتنمية البشرية وتبادل الخبرات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في ذلك. واعتبر محمد السادس، أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للأفارقة، كمواطنين شرعيين أو غير شرعيين، بعدما كان محطة للعبور لأوربا، ثم محطة للاستقرار الدائم فيما بعد، مذكرا بالزيارة الأخيرة لدولة مالي وحفل تنصيب الرئيس الجديد للجمهورية المالية دعما للمسار الديمقراطي السلمي. وناشد العاهل المغربي، المجتمع الدولي الانخراط القوي في معالجة ظاهرة الهجرة، منوها أن المغرب ومن خلال التشكيلة الحكومية الجديدة، خصصت قطاعا وزاريا خاصا بالهجرة، مذكرا أن المغرب قدم خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، المبادرة الإفريقية للترابط بين الهجرة والتنمية.