شارك المئات من أطفال مدينة الرشيدية أمس، الثلاثاء 18 نونبر، في مسيرة تُحاكي المسيرة الخضراء، بصفوف منتظمة، رافعين الأعلام الوطنية، وصور الملك الحسن الثاني وابنه الملك محمد السادس، والمصاحف، وقسم المسيرة الخضراء. وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، والذكرى 59 لعيد الاستقلال. وانطلقت المسيرة حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، من ساحة الحسن الثاني، قبالة مقر عمالة إقليمالرشيدية، وتحرك المشاركون فيها من أطفال وأطر تربوية عبر شارعي محمد الخامس ومولاي علي الشريف، ليعودوا إلى نقطة الانطلاق بساحة السحن الثاني الكبرى. وردد الأطفال في المسيرة، التي نظمتها مجموعة من هيئات المجتمع المدني، على رأس جمعية فضاء الفتح للتربية والتخييم، (رفعوا) شعارات وأناشيد وطنية رافعين الأعلام الوطنية، ومرددين أغاني لملاحم وطنية مثل "نداء الحسن" وغيره. وبساحة الحسن الثاني اجتمع الحضور في شكل حلقة كبيرة، قدم فيها الأطفال لوحات فنية استعراضية تتطرق لموضوع المسيرة الخضراء، وتعبر عن ارتباط الناشئة بقضاياهم الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة. وقالت الهيئات المنظمة للمسيرة، في كلمة بالمناسبة، إن تنظيم هذه التظاهرة يأتي احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال والهجرة النبوية، بهدف ترسيخ قيمها في وجدان الناشئة، وتربيتهم على قيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية، وتعريفهم بقضاياهم المصيرية. والتقت جريدة "الرأي" المغربية السيدة رقية، إحدى المشاركات في المسيرة الخضراء في 06 نونبر 1975، حاملة بطاقة المشاركة في المسيرة، ووساما معلقا إلى صدرها، جاءت لمتابعة مسيرة الأطفال، لتتذكر مسيرة الكبار من الرجال والنساء في ذلك اليوم التاريخي. وقالت رقية، في تصريح ل"الرأي"، إنها سعيدة بمشاهدة الأطفال في مسيرتهم هذه، وهم يحاكون ما فعله آباؤهم وأجداده قبل 39 سنة، لاسترجاع الصحراء المغتصبة من طرف الاستعمار الإسباني، واستكمال الوحدة الترابية للبلاد. وأضافت المتحدثة، التي شاركت في المسيرة وعمرها لا يتجاوز 26 سنة، أن حمل الأطفال للأعلام الوطنية والمصاحف يذكرها بتلك الصفوف المرصوصة من 350 ألف متطوع ومتطوعة، الذين شاركوا بكل طواعية دفاعا عن حوزة الوطن وحياظه.