أولا وقبل كل شيء عيد عرش مجيد. أما بعد، كمواطن مغربي يكن لكن لك كل الاحترام والتقدير؛ ارتأيت أن أكتب لكم رسالتي هاته راجيا الله العلي القدير أن تصلكم. لقد صدمت كباقي المغاربة من سماع خبر عفوكم على احد اخطر المجرمين الأسبان والذي اغتصب أكثر من 11 طفلا من أبناء المغرب والذي هم أبناءك ورعاياك. ونحن نعلم علم اليقين انك لو كنت تعلم بجرمه لما عفوت عنه. لكن بطانتك أخطأت في حقك وفي حق الضحايا. فاعلم يا مولاي أعزك الله أن الاطفال 11 لن ينسوا هذا العفو الذي سبب لهم جرحا أكثر من مما سببه لهم المجرم، فكيف يمكنهم أن يعيشوا بخير وأمان في مملكة تغطيها صور العفو عن مغتصبهم ومدمر طفولتهم. وكيف يمكن لهم مشاهدات القنوات الوطنية الممتلآت بأخبار أنشطتكم. كيف يمكننا أن نقنع هؤلاء الأطفال حينما يصيرون شباب بأن الملكية من استقرار المغرب. اعلم يا مولاي أنه عندما كنت صبيا قد حرمني هذا العفو الملكي اللعب مع أصدقائي ليلا. فعند كل اقتراب مناسبة دينية أو وطنية، كنت أخاف الخروج بالليل. بسبب مجموعة من المجرمين كانت تسكن في حينا - وقد توفي العديد منهم رحمهم الله إما بالقتل أو أمراض ناجمة عن الإدمان –. وكان هؤلاء المجرمون يستفدون دائما من العفو الذي كان يمنحه والدكم المغفور له الحسن الثاني، فقد كانوا يعيثون فسادا ويقطعون الطرق على الناس ويخربون الممتلاكات. وتبدأ حروب الانتقام من بعضهم البعض. وأغلبهم كان يعود إلى السجن مباشرة بعد العفو، وكنا متأكدين دائما بعودتهم إلى حينا في اقرب مناسبة دينية أو وطنية. مولاي أعزك الله إن العفو لا يجب أن يشمل أناس حوكموا بسبب تعديهم على الناس. فالضحية هو الوحيد الذي يملك حق العفو حتى أن الله سبحانه لا يعفو حتى يعفو صاحب الحق. يا مولاي أتقدم إليكم بنصيحة محب أطلب الصفح من الضحايا وطلب لهم أن يغفروا لكم زلتكم. وعاقب بطانتك التي غشتك وأحرجتك أمام شعبك الذي تتشرف بخدمته. واعلم يا مولاي أن بطانتك تلك كل يوم تحرجك أمام شعبك وتسيئ إليكم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.