كتبت صحيفة القدس العربي في عدد الصادر اليوم الجمعة 30 يونيو الجاري، أن "الدولة المغربية تحاول إحتواء تأثيرات الحراك الشعبي في الريف على صورتها في الخارج وخاصة في الغرب بعدما ارتفع الاهتمام الاعلامي بهذا الملف وبدأ يتسبب في أزمات كما حدث مع هولندا وتخوفات اسبانيا والمانيا من طلبات اللجوء السياسي". وأضافت الصحيفة أنه "علاوة على التخوف من انتقال شرارة الريف الى باقي المغرب في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وخروج عدد من المدن خاصة الصغيرة المهمشة للتظاهر بين الحين والآخر، هناك تخوف حقيقي على صورة المغرب في الخارج وخاصة لدى الغرب". وأكد المصدر أن "استقراء مواقف الصحافة الدولية وموقف بعض الحكومات، بدأ يتبين أن المغرب في طريقه الى فقدان تلك الصورة التي بناها لنفسه وهي «الاستثناء المغربي» بمعنى دولة مستقرة في منطقة مشتعلة بالنزاعات مثلما يحدث في ليبيا من حرب واهتزاز اجتماعي في تونس أو ترقب في الجزائر". وأوضح المصدر في ذات السياق، "صحف مثل «لوموند» و»نيويورك تايمز» تكتب عن المغرب من زاوية أنه بدأ يفقد الاستقرار الاجتماعي بل ومرشح الى المزيد، ويعزز من هذه الفرضية صدور دراسات عن معاهد التفكير الاستراتيجي التي تولي أهمية خاصة للمغرب بعد الحراك الشعبي في الريف، وذلك انطلاقا من أطروحة هل حراك الريف هو صيغة جديدة من الربيع العربي؟. وإعتبرت الصحيفة أن "الحراك في الريف بدأ يخلق مصاعب للدولة المغربية لكي تجد حلاً سريعاً، فهناك تخوف اسباني حقيقي من ارتفاع الهجرة الريفية أو طلبات اللجوء". مشيرة إلى ما أفادت به جريدة «كونفدنسيال» "بعودة قوارب الهجرة المحملة بسكان شمال المغرب بعدما كان يصل فقط الأفارقة الى الشواطئ الإسبانية". وتابعت أن "هناك شباب مغربي من الريف تقدموا بطلبات لجوء سياسي في اسبانيا وألمانيا، ولكن عددهم محدود للغاية حتى الآن". ونقلا عن ذات المصدرفإن، مصادر دبلوماسية أوروبية، أكدت "أن المغرب فاتحها في ضرورة احتواء التظاهرات المغربية المنددة بالعنف في الريف وكذلك أسئلة بعض النواب في البرلمانات الوطنية الأوروبية أو البرلمان الأوروبي حول الحراك في الريف"، و أردفت أن المغرب يطالب "بتفهم أوضاعه السياسية والاجتماعية والشراكة المتقدمة. ورغم أن الاتحاد الأوروبي يتفهم مطالب المغرب ألا أنه لا يستطيع احتواء أي تأثيرات مستقبلية". وإعتبرت الصحفية أن "الحراك الشعبي في الريف بدأ يكلف المغرب غالياً من الناحية الاقتصادية". مشيرة إلى تأكيد "الحكومة المغربية أن الريف يفقد الاستثمارات بسبب أجواء التوتر. وهذا التصريح حقيقي"، يقول المصدر . وتابع المصدرأن، المغرب بدوره بدأ يؤدي الفاتورة المالية للحراك. وفي هذا الصدد، الاستثمارات الأجنبية في المغرب تتردد بسبب القلق على المستقبل، وإن كان هذا نسبياً حتى الآن. ومن جهة أخرى، قد يؤدي المغرب فوائد مرتفعة عن القروض التي سيطلبها مستقبلاً بما في ذلك اضطراره الى تعزيز خط ائتمان كضمانة لهذه القروض، وقد فعل هذا في الماضي". كما أشارت الصحيفة إلى تقديم "الدولة المغربية ممثلة في رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على تقديم شبه اعتذار لسكان الريف وأساساً الحسيمة على التدخل الأمني العنيف يوم عيد الفطر الاثنين الماضي والذي خلف استياء كبيراً لدى الرأي العام المغربي بسبب قدسية هذا اليوم الديني الذي يفترض أن يكون يوم محبة وحوار وتواصل".