لم يكن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يعلم أن "استفساره" عن علاقة رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، مع "الموساد" الاسرائيلي، وتنظيم الخلافة الإسلامية بالشام والعراق، المعروف ب"داعش"، في جلسة التعقيبات على عرضه للحصيلة الحكومة لنصف الولاية بجلس برلمانية الشهر الماضي، سيُواجهه نُشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بإخراج صور تفضح تطبيع شباط، الذي يشغل، بالإضافة إلى منصب برلماني، كرسي عمادة مدينة فاس، مع الكيان الصهيوني. الفضيحة ومُحاولة إلصاق التهمة ببنكيران و"داعش" ما أن وجدت صور حميد شباط "الحميمية" مع مسؤولين كبار بالاحتلال الاسرائيلي طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استعمالا بالمغرب، خاصة "فيسبوك" و"تويتر"، حتى انتشرت الفضيحة كالنار في الهشيم وانهالت سهام النقد اللاذع على شباط من كل جانب، مما جعل حزب الاستقلال ينبري إلى الدفاع عن زعيمه بداية عبر صفحة حزب الميزان على "فيسبوك" وافتتاحية جريدة "العلم"، لسان الحزب، ثم عبر بيان للأمين العام لحزب الاستقلال. وتُظهر الصور الزعيم الاستقلالي في حفل أقيم بمدينة فاس، وقارورات الخمور تؤثت المائدة التي تقاسمها مع مسؤول سابق بالموساد الإسرائيلي الصهيوني يُدعى سام بن شطريت، وعميد بجيش الكيان المحتل وممثلون عن فيدرالية اليهود المغاربة المقيمين ب"إسرائيل"، كما تُؤرخ لتوشيحه ومنحه شهادة "تقديرية " تحمل علم "إسرائيل" جنبا إلى جنب مع العلم الوطني. واتهم الرجل الأول في حزب علال الفاسي خصومه، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، بكونهم يقفون وراء "فبركة" الصور التي تُظهر شباط إلى جانب مسؤولين بالموساد والجيش الاسرائيليين، ونفى صحتها. واختار حزب الاستقلال الدفاع عن زعيم الجديد، حيث أصدر بيانا يقول فيه إن الصور التي يظهر فيها عمدة فاس هي مع مواطنيين يهود مغاربة في حفل افتتاح كنيس يهودي في فاس يسمى "صلاة أهل فاس"، مضيفا أن عبد الإله بنكيران، كرئيس للحكومة، هو من افتتحه. كما نال التنظيم الإرهابي، ''داعش" نصيبه من الاتهام، وقال حزب الاستقلال عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "داعش" يقف هو كذلك وراء "الصور المفبركة" للنيل من سمعة الحزب وزعيمه. الفيديو.. الضربة القاضية كان من اليسير على حزب الاستقلال، وهو يدافع عن زعيمه الجديد، وصف صور شباط مع مسؤولين اسرائيليين كبار ب"المفبركة" من أجل المس بسمعة الحزب وزعيمه، لكنه استعصى عليه فعل ذلك مع شريطي الفيديو الأول والثاني، اللذين انفردت بنشرهما "الرأي"، رغم وصفهما مجددا ب"المفبركين". وكان حزب الاستقلال قد أصدر بيانا يقول فيه إن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، افتتح "صلاة أهل فاس"، في الوقت الذي يعود فيه تاريخ شريط الفيديو، الذي أظهر شباط مع الصهاينة لسنة 2011، أي قبل تعيين بنكيران رئيسا للحكومة. ليتأكد للمتابعين أن اللقاءين اللذين يتحدث عنهما حزب الاستقلال وحميد شباط لقاءان مختلفان في الزمان والمكان، خصوصا أن رئيس الحكومة لم يظهر في أية صورة من الصور من التي ظهر فيها شباط. انتقادات واسعة ومطالب بتوضيح موقف "الاستقلال" وجرت فضيحة، حميد شباط، عل حزب الاستقلال هجومات واسعة وانتقادات لاذعة، سواء من قيادات سابقة من داخل البيت الاستقلالي أو من خارجه. فقد أعرب محمد بنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، عن امتعاضه من الخطوة التطبيعية لحميد شباط مع الصهاينة، وشجب جميع أشكال التطبيع مع الكان الصهيوني، وأن ذلك "معادي لقيم البلاد ولقيم المغاربة"، مؤكدا أن مرجعية حزب الاستقلال "ضد التطبيع والمطبعين وأن ما قام به شباط يعتبر خطيئة كبرى". واعتبر الأندلسي أن الوسام الذي تسلمه شباط من صهاينة بمدينة فاس "وسام عار"، مضيفا "لا يشرفنا مهما كانت مكانته أو منصبه". ووجه المتحدث رسالة لمناضلي حزب الاستقلال، الذين وصفهم ب"الشرفاء" بضرورة "الرجوع إلى ثوابت الحزب ومرجعياته"، مشيرا إلى أن التغيير "لا يعني الانسلاخ عن هذه الثوابت واجتثاث كل التراكمات النضالية لحزب عريق كحزب الاستقلال". من جهته، طالب عبد العزيز أفتاتي، رئيس جمعية الصداقة المغربية الفلسطينية والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، حزب الاستقلال ب"موقف واضح" من صور وفيديوهات التي تبين أمينه العام يوشح من طرف ضابط سابق في الموساد، معتبرا صمت حزب الميزان بمثابة نوع من "التلبيس وموافقة ضمنية لحزب المفكر والزعيم علال الفاسي، على ترهات ما أسماه صنيعة الدولة العميقة، في إشارة لحميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال.