المشكلة التي يعيشها حزب الاستقلال اليوم مرتبطة بالدور الذي سطّرته القوى المخزنية لأحزاب الحركة الوطنية، بعد تأسيس المخزن لحزبه (مافيا البام)، حيث أُريدَ لهذه الأحزاب الوطنية أن لا تلعب سوى أدوار ثانوية في المشهد السياسي، أو دور الكومبارس، و ترك دور البطولة و الانجاز للبطل الجديد الذي صنعه المخزن، و هو البام، الذي أعلن منذ تأسيسه و لازال يعلن أن مواجهة الإسلاميين عامة من المهام التي أُسِّسَ من أجلها. و بناء على ما سلف ، فما على أحزاب الحركة الوطنية إلا مساعدة مافيا البام في انجاز هذه المهمة، مادامت أحزاب الإدارة الأخرى( الحركة الشعبية- الأحرار- الاتحاد الدستوري) غير قادرة على ذلك. و في هذا السياق تم الدفع سنة 2012 بشباط للصعود الى الامانة العامة للاستقلال، و بإدريس لشكر للصعود للكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، كقيادات شعبوية لتقف في وجه بنكيران…و منذ تلك الفترة كان دور شباط مرسوما و محددا في الهجوم و التهجم على بنكيران و البيجيدي، فدفعت به المافيا المخزنية للخروج من الحكومة بعد ما وعدته برئاسة الحكومة بعد إسقاط بنكيران، فالمافيا المخزنية لا تقبل بأي دور لشباط في المشهد السياسي من غير مهاجمة بنكيران، و بمجرد ما غيّر شباط موقفه من بنكيران، بعدما اكتشف أن المافيا المخزنية قد خدعته، حيث صار يسانده و مستعد للتحالف معه، بعدما لمس خلال الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015 أن مافيا المخزن لا تريد منه سوى دور الكومبارس و إنجاز المهام القذرة المتمثلة في مهاجمة بنكيران و التهجم على البيجيدي، و هنا تدخّلت مافيا المخزن لعرقلة التحالف بين الاستقلال و البيجيدي بعد انتخابات 7 أكتوبر 2016، بعدما خرج شباط نهائيا عن الدور المرسوم له منذ تنصيبه على الأمانة العامة للاستقلال، فأصبحت رأسه مطلوبة منذ فضحه لمؤامرة 8 أكتوبر، و لم يبقى سوى البحث عن دريعة لذلك، خاصة بعد تشبّت بنكيران بمشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المرتقبة، و هذا ما ساهم في إطالة أمد البلوكاج الحكومي في انتظار توفير فرصة و إيجاد مبرر الإجهاز عن شباط و إسقاطه من على رأس حزب الاستقلال. و عندما جاءت فرصة تصريح شباط حول موريطانيا، شُنّتّْ عليه حملة إعلامية شرسة، و تم تحريك "عجائز" حزب الاستقلال( بوستة – عباس الفاسي..) لتقود الانقلاب ضد شباط بتوقيع عريضة تطالب باستقالته، هذه "العجائز" التي لم تستطع أن تنبس ببنت شافة عندما كان شباط يسبّ و يشتم بنكيران لمدة أربع سنوات، منفذا لمخطط المافيا المخزنية المرسوم له، و بمجرد ما خرج عن ذلك الدور المرسوم خرجت هذه العجائز عن صمتها..!!؟؟