شهر وعشرة أيام هي المدة الفاصلة بين رحيل محسن فكري بائع السمك المطحون وبين اللحظة، في هذه الأثناء من المفترض أن عائلته وأصدقاؤه يخلدون أربعينية محسن فكري ذلك الشاب البائس الذي يعكس حالة الكثير من البؤساء الذين يعشون فوق هذا البلد الحبيب يبحثون عن لقمة عيش وعن مصدر رزق يوفر لهم الكفاف والعفاف والغنى عن الناس. شهر وعشرة أيام على غضب الشارع على مقتل فكري وخروجه لشارع بشكل حضري وراقي ليعبر عن سخطه من سياسات طحن مو المعمول بها بشكل أبلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر فارتفع صوت الشعب أن كفى في شكل أعاد للأذهان أحداث 20 فبراير المجيدة. وكعادة دولتنا الموقرة لا تتدخل إلا عند هبوب الإعصار ورغبت منها في إطفاء نار الغضب عمدت إلى التصريح بأنه سوف يفتح تحقيق، تحقيق يعتريه الكثير من التكتم والذي أوقع ب 11 شخص تم تقديمه كأكباش فداء في حين ظل الجواب عن السؤال المهم غامض والذي رفع في المسيرات وفي مواقع التواصل الاجتماعي "شكون مول الباطوا؟" لم نجد أي ذكر لهذا الأخير فحسب التصريحات الرسمية أن فكري قد أخرج من الميناء سمك ممنوع من الصيد في تلك الفترة والأكيد أن هناك من قم باصطياده فمحسن لم يكن سوى تاجر يشتري بالجملة ويعيد البيع. أربعين يوم ونتائج التحقيق مغيبة تنحوا نحو غيرها من التحقيقات مثل التحقيق فقضية وزير الدولة عبد الله باها والزايدي وغيرهم كثر، تحقيقات لا يصل من نتائجها إلى الرأي العام سوى الغبار ولا يصل المعني نبها أي عقاب، تحقيقات دورها إخراس الشعب وتجاوز للحظة الغضب إلا، تحقيقات أصبح كالقيام بها أو عدم القيام بها لا فائدة من ذلك، فمع توالي النكبات وتراكم التحقيقات التي لم تكن سوى إجراءات يتم الإعلان عنها ولا ينتج عنها شيء قد أفقدت المواطنين الثقة في هكذا إجراءات وهذا ما يدفع المتظاهرين إلى الخروج لشارع في ذكرى الأربعين ليقول لدولة أننا لم ننسى وأننا بعد باقون على نهج كل الشهداء وأن مطالبنا تتجاوز تحقيق شكلي إلى مطلب رفع الظلم عن أبناء الشعب إلى مطلب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وأننا لم ننسى سؤال "شكون مول الباطوا؟"