بحي العكري الشعبي وبأحد بيوته بيت السيد المختار استقبل هذا الأخير سنة 1954 ولادة ابن له من زوجته لالة مفتاحة فأسماه عبد الإله، نهل عبد الإله من التعليم الشرعي ثم انتقل إلى التعليم النظامي ليحصل على شهادة البكالوريا من ثانوية مولاي يوسف ثم الإجازة في العلوم الفزيائية، أخد من مدرسته الداخلية التي هي أمه اهتمامها بالشأن السياسي فتعاطف في بداية أمره مع التنظيمات اليسارية التي لم يجد فيها ضالته ليلتحق بالشبيبة الإسلامية التي كان يتزعمها عبد الكريم مطيع، ونظرا لضبابية المشهد والنهج التحكمي الذي تميز كان يسير به مطيع الشبيبة اختار بنكيران وزمرة من الشباب أن يكون فاعلا بدل من أن يكون مفعولا به فقام بالمراجعات التي أدت إلى تأسيس الجماعة الإسلامية التي انتخب رئيسا لها. شهد بنكيران كل التحولات التي عرفتها الحركة الإسلامية التي شغل مهام فيها إلى أن تم انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية سنة 2008 ودخل غمار الانتخابات التشريعية سنة 2011 التي حصد فيها حزبه المرتبة الأولى وطبقا لما نص عليه الفصل 47 من دستور 2011 تم تعينه من طرف الملك رئيسا للحكومة فقاد الحكومة لخمس سنوات قادها وسط الأمواج التي عصفت به من ناحية، قادها في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية استثنائية إلا أنه أفشل تكهنات المتهكنين بسقوطه وعدم إتمام الولاية الحكومية فأتمها بل والأكثر من ذلك استطاع أن يخوض امتحان الثقة في وسط الولاية فنجح فيه حيث تصدر الانتخابات المحلية والجهوية شتنبر 2015 والذي نظم الحزب فيها حملة انتخابية قوية عرفت إقبال جماهيري على خطابات بنكيران التي أطرها في غير ما مدينة. واصل بنكيران مسار حزبه بفوزه للمرة الثانية في الانتخابات التشريعية الأخير والتي واجها فيها المال والتحكم ولقاءات التواصلية له مع الساكنة وبمناضليه ليتم تكليفه في سابقة من نوعها بتشكيل الحكومة من جديد وبهذا يكون حزب العدالة والتنمية أول حزب يترأس الحكومة لوليتين متتاليتين وهو ما جعل من بنكيران شخصا استثنائية وشخصية وطنية سواء اتفقت معه أو اختلفت. بنكيران يدخل التاريخ من أوسع أبوابه فبعد أن سجله التاريخ كزعيم وطني هاهو يسجل له موقفه الصادع والاستثنائي حيث كان الزعيم العربي الأول الذي استنكر جرائم حيث صرح لوكالة قدس بريس بالقول: "أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري من جرائم في سوريا، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم..". وأضاف أيضا: "المفروض أن تتحرك الحدود الدنيا لدى المسؤولين في الدول الكبرى القادرة على التدخل في الشأن السوري لوقف هذه المجازر" تصرحات بنكيران لم تتوقف هناإذ صرح أيضا:" ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية". هذه التصريحات أحدث ردات فعل متباينة، فمن ناحية روسيا تحتج عبر سفيرها في الرباط مما أسمته التصريحات الإعلامية المنسوبة لمسؤول حكومي رفيع المستوى، اتهم فيها روسيا بالوقوف وراء تدمير سوريا، وفي المقابل عرفت هذه التصريحات أشادت واسعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين دونوا عبر هاشتاغ شكرا بنكيران وقد غرد على هذا الأخير عدد من الشخصيات أبرزها الإعلامي بقناة الجزيرة أحمد منصور و عضو اللجنة الحقوقية لرابطة الخليج العربي لنصرة الشعب السوري المستشار خالد شبيب والمعارض السوري بسام جعارة والإعلامي السوري هاني ميلاذي وغيره من النشطاء إلى جانب عموم الجماهير الشعبية التي دعت باقي المسئولين إلى نهج أسلوبه والصدع بكلمة الحق. تصريحات بنكيران ورد الفعل الروسي عليها لها ما لها فروسيا تعلم يقينا من هو بنكيران، تعلم بأنه وصل إلى منصبه بإرادة شعبية وليس على ظهر دبابة أو بتزوير، تعلم أيضا قدرته التواصلية وأن ما قاله نابع من قناعاته، وتعلم أيضا أن ما قاله هو حقيقة وليس مزايدة لذلك أوجعها فدفع سفيرها إلى التعبير عن احتجاج بلده. من جهة أخرى بنكران أكد من خلال تصريحه هذا أن المنصب لم يغير منه شيء وأنه لازال وفيا لمشروعه الذي يتبنى هموم الأمة الإسلام، من خلال هذا التصريح دخل بنكيران التاريخ فأصبح زعيم وطني و زعيم الأمة.