في مُحاولة للتخفيف من حدة غضب الشعب المغربي على تصريحات الإعلامية المصرية، أماني الخياط، المسيئة للمغرب، تتوالى رسائل الاعتذار من المذيعة المذكورة ومن جهات رسمية وإعلامية بالجمهورية العربية المصرية. فبعد اعتذار أماني الخياط نفسها في حلقة من البرنامج ذاته الذي أساءت في إحدى حلقاته لملك وشعب المغرب، والذي يُبث على قناة "أون تي في" المصرية الخاصة، وعقب اعتذار السفير المصري بالعاصمة الرباط، جاء الدور على الصحيفة الأكثر شهرة بمصر "الأهرام" المقربة من دوائر الحكم في مصر، والتي خصصت افتتاحية عددها ليوم أمس، السبت 19 يوليوز، للاعتذار للشعب المغربي. وتبرأت الجريدة المصرية من تصريحات أماني الخياط المسيئة للمغرب، معتبرة إياها "صدمة للشعب المصري قبل لشعب المغربي". وقالت "الأهرام": "تظل الصلات والوشائج بين الشعوب والأمم أقوى وأصلب من هفوات وحماقات عابرة لا يقدر أصحابها عواقبها وتأثيراتها على علاقات مصر الخارجية ومصالحها الوطنية". وأضافت الصحيفة ذاتها: "دون شك لا يوجد أي مبرر منطقي مقبول للإساءة لبلد كالمغرب، فمصر شعبًا وقيادة وحكومة لا ترضى عن الإساءة للمغرب وملكها" وزادت "فالمحروسة تحمل كل امتنان للشعب المغربي، ولا يمكنها السماح لتصرف فردي غير مسؤول من مذيعة غير مسؤولة بإحدى الفضائيات بالإضرار بالعلاقات المغربية المصرية على الصعيدين الرسمي والشعبي". واعتبر المنبر الإعلامي المصري ما جرى "صدمة للمصريين قبل المغاربة الذين يكنون محبة واعتزازًا بالغًا لأرض الكنانة وأهلها، وكانوا دوما من الداعمين والمساندين لها وقت الشدة والأزمات، لذلك كان رد فعل المصريين غاضبا ومستهجنا لما بدر منها". وأشار المصدر ذاته إلى أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أبدى خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، "امتعاضه" من الموقف، وعبر عن "ارتياحه لمواقف المصريين ووسائل الإعلام المصرية باستنكارها هذا التصرف". افتتاحية "الأهرام" خلصت إلى أن مصر"تتفهم رد الفعل الغاضب من جانب وسائل الإعلام المغربية وتوجيه انتقادات عنيفة لاذعة"، مضيفة أن الشعب المغربي "يعلم أن الواقعة المسيئة غير معبرة عن مصر وشعبها، وأن لدى الطرفين الرصيد الكافي الذي يسمح بتجاوزها ومواصلة تعاونهما المثمر المبني على الاحترام والتقدير المتبادل"، حسب تعبيرها.