يقص المنتخب المغربي شريط مباريات التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010، الخصم لن يكون إلا المنتخب الغابوني المستعد لإحراج باقي منتخبات المجموعة الأولى وتفجير مفاجأة من العيار الثقيل كما كان الشأن لبعض المنتخبات الصغيرة التي نالت حظ سحب البساط من تحت أقدام المنتخبات الوازنة·· وإذا كانت مثل هذه المنتخبات تشكل الحلقة الأضعف على الورق مقارنة بباقي الخصوم في مجموعتنا، فإن الضرورة تدفع لحمل شعار الفوز وتجاوزها وكسب النقاط الثلاثة·· لماذا إذن يبقى الفوز ضروريا على الغابون؟ وأي تأثير سيكون لهذا الفوز على مستقبل الأسود في حملة منافسته على بطاقة التأهل؟ لأنها ضربة البداية سيكون المنتخب المغربي محظوظا وهو يخوض أولى مبارياته داخل قلاعه وبين جماهيره إذ يحلم أي منتخب وهو يدخل تصفيات حارقة من طينة المونديال وأمم إفريقيا أن تكون ضربة بدايته إيجابية وناجحة، فالعامل النفسي يلعب دورا كبيرا في مشوار التصفيات خاصة إذا ما كانت الإنطلاقة جيدة، أي الفوز في أول خرجة لكسب جرعات أخرى من الثقة في انتظار الآتي· الإنتصار إذن يبقى ضرورة ملحة للأسود حتى وإن كان الطريق إليه صعبا أمام منتخب متحمس، صحيح أن غالبا ما تكون البداية صعبة وتشوبها بعض العراقيل، لذلك نتمنى أن ينجح اللاعبون في تذويبها مبكرا، لكن الفوز في الأخير يبقى خطوة هامة في درب الإقصائيات ومطلبا أساسيا لكل منتخب يمني النفس للذهاب بعيدا في التصفيات والمنافسة على بطاقة التأهل· مواجهة بعقر الدار أهمية الفوز تتجلى في أن عامل الأرض والجمهور يصب لصالحنا، سيكون من العبث أن نضيع النقاط الثلاث ليس فقط لأنها المباراة الأولى وضربة البداية، ولكن لأن الأسود ستخوض هذه المباراة داخل عرينها، فالمنتخب الذي يتوق إلى إشعال منافسة حقيقية في التأهل عليه ألا يضيع مبارياته داخل القلاع·· صحيح أن هذا المطلب لا يكفي، إذ لابد من استغلال أيضا المباريات التي تجري خارج الدار والإستفادة بقدر ممكن من النقاط، لكن على الأقل يجب كسب جميع المباريات بعقر الدار فتضييع نقاط معناه تراجع وتفاؤل الحظوظ وهو السيناريو الذي يجب أن يضعه المنتخب المغربي عند مواجهته الغابون، فكلما توالت الانتصارات كلما اقترب الأسود من شط التأهل· الحلقة الأضعف ندرك جيدا أن زمن المنتخبات الصغيرة الكبيرة قد ولى بعدما تغيرت خارطة الكرة الإفريقية، بدليل أن المونديال الأخير بألمانيا عرف تأهل أربعة منتخبات إفريقية تستشرف لأول مرة كأس العالم وهم الكوت ديفوار وغانا والطوغو وأنغولا، وقد شكل تأهل المنتخبين الأخيرين مفاجأة مدوية، لكن ذلك لا يمنع أن المنتخب المغربي مطالب بالفوز لأن الغابون يعد على الورق المنتخب الأقل تجربة على مستوى تاريخه أو تجربة لاعبيه وأيضا هو المنتخب الوحيد ضمن المجموعة الذي لم يتأهل إلى المونديال بخلاف المغرب والكاميرون والطوغو·· وكيف ما كانت حالة المنتخب الغابوني أكان على صعيد تصنيفه أو مستواه، فإن النقاط الثلاث تبقى الأهم في المباراة· أهمية الإنتفاضة المبكرة على المنتخب المغربي أن يفوز أمام الغابون لأن في ذلك إشارة إلى استعداده، بل تركيزه المبكر مع ضربة الإنطلاقة، نعرف أن التصفيات وخاصة عندما تكون المنافسة على بطاقة واحدة لا تحتمل إهدار الوقت وتضييع النقاط، والمنتخب الذي يكشر على أنيابه مبكرا أكيد أنه سيسعد في النهاية، إذ المطلوب أيضا هو الحفاظ على النسق التصاعدي، لكن قبل التفكير في هذا النسق يجب أن تكون البداية إيجابية مادام أن الفوز سيمنح الثقة ويحفز أكثر للبحث عن انتصارات أخرى·· والإنتفاضة لابد أن تكون مبكرة لأننا نحن من تخوننا السرعة النهائية والجولة الأخيرة، لنتذكر أننا أقصينا في المونديالين الأخيرين في آخر جولة أمام السينغال في 2002 وأمام تونس في 2006· ذلك أن إهدار النقاط مع البداية سيفرض على الأسود انتظار المراحل الأخيرة لحسم التأهل· الثقة اللازمة أكيد أن للفوز جوانب إيجابية متعددة أهمها عودة الثقة والرفع من المعنويات، خاصة أن المنتخب المغربي يعيش نقلة نوعية ومنعرجا حاسما، وإذا علمنا أ ن هناك مجموعة من اللاعبين الحديثي العهد بعرين الأسود ناهيك أن الطاقم التقني هو الآخر ليس ببعيد عن التحاقه بالمنتخب المغربي، لذلك يبقى الفوز على الغابون دفعة معنوية لكل هذه العناصر في مشوار التصفيات· المنتخبات الصغيرة هي من أقصتنا ولأنه يشكل الحلقة الأضعف في المجموعة، فإن الفوز يبقى ضرورة ملحة للأسود·· نتذكر أن مثل هذه المنتخبات هي من كانت السبب في تضييعنا فرصة المشاركة في الموندياليين الأخيرين، فبينما كان خصومنا ينجحون في تجاوز عقبات هذه المنتخبات الصغيرة، كنا نحن نتواضع أمامهم· ففي تصفيات مونديال 2002 سقطنا في فخ التعادل أمام ناميبيا داخل قلاعه بينما فاز عليه المنتخب السينغالي الذي كان قد طار ببطاقة التأهل ذهابا وإيابا ما منحه الإمتياز على أرضه وفاز على المنتخب المغربي الذي كان بحاجة إلى التعادل للتأهل، فلو حقق الأسود الفوز على ناميبيا داخل قواعده لحسم تأهلهم دون انتظار مباراة السينغال، نفس السيناريو تكرر في تصفيات مونديال 2006، حيث حقق المنتخب التونسي الذي تأهل إلى النهائيات الفوز ذهابا وإيابا على كينيا الحلقة الأضعف في المجموعة، بينما فاز المنتخب المغربي ذهابا بالمغرب وتعادل إيابا، ما رجح كفة التونسيين في آخر مباراة، فحتى لا نلدغ من نفس الجحر للمرة الثالثة على التوالي يجب التعامل مع المنتخب الغابوني بحذر شديد وتسجيل الفوز على حتى لا يتكرر سيناريو تصفيات الموندياليين الأخيرين·