هل غير إتحاد جدة قناعاته اتجاه المحترفين المغاربة؟ أن يسجل المغربي هشام أبو شروان 6 أهداف في 14 مباراة رغم أنه لا يلعب كرأس حربة صريح في وقت سجل فيه عماد متعب 7 أهداف، ومع ذلك لا يحظى بإقناع المدرب الأرجنتيني كالديرون، فهذا أمر يدعو إلى كثير من الإستغراب وعلامات الإستفهام، بل يفتح جبهة عريضة للنقاش حول سبب تغيير الموقف من المحترفين المغاربة الذين شكلوا في السابق مادة مطلوبة للإحتراف السعودي، وخاصة ضمن صفوف إتحاد جدة بعدما أبصم كل من أحمد البهجة على تطريز صفحات لامعة ضمن هذا الفريق، وخلد إسمه كواحد من الأساطير التي ذكرت لفترة طويلة بجدة، وبعده زكى كماتشو وحبابي نفس صورة التألق بهذا الفريق تحديدا، قبل أن يغير العميد من نظرته وسياسته اتجاه المحترفين المغاربة بما يفسرها الأسلوب الذي بات يتعامل به منذ فترة تناهز الثلاث سنوات مع المحترفين المغاربة، بدأها الرئيس الشهير منصور البلوي مع المحترف جواد الزاييري الذي أمضى أسوأ فتراته كمحترف ضمن إتحاد جدة، عجز خلالها عن التأقلم مع أجواء الفريق السعودي ودخل في خلاف مع المدرب الروماني يوردانيسكو توجها بفسخ تعاقده ودخوله ردهات المحاكم من أجل مقاضاة الفريق والمطالبة بتعويض مالي ناهز 800 مليون سنتيم بعدما تلقى شيكا بدون رصيد· ما حدث مع الزاييري حصل بعد ذلك بصيغة مختلفة مع جواد وادوش والذي تلقى الجيش الملكي بصدده مراسلة رسمية من نفس الفريق قصد إلحاقه بجدة داخل تاريخ ثم الإتفاق عليه، لتكون مباراة الجيش ضد الإتحاد برسم دوري أبها النقطة التي أفاضت كأس الخلاف، حيث تذرع إتحاد جدة بأن اللاعب كان موضوعا تحت المعاينة والرصد ولم يقنع بأدائه، وهو تبرير مردود لأن حقيقة الأمر كانت عكس ذلك تماما، إذ فاوض إتحاد جدة المغربي الآخر هشام أبو شروان بمعية عماد متعب المصري ليرفع الجيش تظلمه للفيفا والمطالبة بتعويض قدر ب 600 مليون سنتيم، وهي قيمة الصفقة التي لم تتم، ليضع الفريق ابن العونات عن خط الإنطلاق ويهدد بتسريحه خلال الميركاتو الشتوي ما دام لم يصل بعد للدرجة المطلوبة منه من التألق، علما أن الإحصاءات تقول أنه سجل (6 أهداف، اختير أفضل لاعب في 3 مباريات وساهم ب 7 تمريرات حاسمة) كان آخرها الهدف الذي تم توقيعه في مرمى الرائد خارج الميدان· أما الحالة الرابعة التي كشفت معيارا غير مقبول بالمرة في تحقير المحترفين المغاربة فهي التي تتعلق بتسريح نور الدين بوخاري 3 أشهر فقط بعد الضجة التي أعقبت التعاقد معه وتمكينه من شرط جزائي قدر بنحو 500مليون سنتيم، علما أنه أقصاه من اللائحة الأسيوية، وقال كالديرون أنه لم يقتنع به وبمؤهلاته، علما أن البوخاري الذي أطرب بملعب الأرينا بأمستردام ومارس ضمن أندية هولندية هو لاعب دولي رابع لم يقنع الإتحاد· الصورة اتضحت إذن، وبدأ أن نزوات إتحاد جدة هي من يتحكم في تقرير مصير كل هؤلاء ، بدليل ما لاقاه المكسيكي بورغيتي ومحمد كالون السيراليوني ورفض فيغو القدوم للفريق بعدما فطن لهواية تدبيره، فهل يتخذ المغاربة موقفا من الإحتراف بهذا الفريق حفظا لكرامتهم؟