المتابعة الشاملة والتواصل المبكر واجب لتفادي الغبن والنفور المنتخب :المهدي الحداد مزرعة هي القارة الأوروبية ومنبت سخي بالزهور المغربية التي تزين حدائق كبرى كما صغرى الأندية القارية، والمئات من اللاعبين الصاعدين ينتظرون يد المساعدة وعين المراقبة ولسان التواصل الدائم والحميمي، للإحساس بالوطنية والتتبع من الوطن الذي لا يعرفون منه سوى جذور الآباء والمدن التي يقضون بها العطل الصيفية. هذه الطيور المهاجرة التي تعيش تحت الضغوطات وفي مجتمعات بثقافات الإغراء والمال يضيع الكثير منها ويهرب من عرين الأسود بسبب الإهمال والتهميش واللامبالاة، بعضها يحمل في قلبه ذرات من النفور والغبن عقب إنتظار طويل لدعوات وإتصالات من المغرب دون جدوى. ولأن اللاعب الجاهز والمكون في أوروبا مطلب رئيس من مدربي المنتخبات الوطنية في ظل تواضع المنتوج المحلي، فإن عينة من اللاعبين الشبان يبصمون على مستويات جيدة ويخطفون الأنظار أسبوعيا في مسارح القارة العجوز، وجب الإتصال بهم عاجلا ومتابعتهم لإشعارهم بأن وطناً وراءهم ويرغب في الإستفادة من خدماتهم، لتفادي مصير بعض الجواهر الثمينة التي أدارت ظهرها مؤخرا لعرين الأسود كسفيان بوفال ومنير الحدادي وأنور الغازي وزكرياء بقالي، والذين لو تم التعامل معهم بذكاء والتواصل بهم مبكرا وقبل أن يتوهجوا ويصعدوا للفرق الأولى لكان رأي آخر. محمد غرسالة.. قنديل ضروري للإنارة من مواليد 15 شتنبر 1993 بوجدة التي ترعرع فيها قبل الإنتقال وهو طفل إلى الديار الإسبانية مع أسرته، وهناك أقام وتعلم الكرة وبزغت موهبته بين جدران أندية مغمورة بغرناطة، قبل أن تخطفه العيون الأوكرانية وهو لم يتجاوز عقده الثاني. دخل الشاب تدريجيا في الأجواء الباردة والثقافة المختلفة لمدينة دونتسيك مع فريقها الثاني أولمبيك، فخاض الموسم الأول كلاعب إحتياطي وخطف الرسمية في نصف مباريات الموسم الثاني، قبل أن ينقض على مقعده الأساسي ويبصم بالعشرة كمهاجم متفوق ومجتهد هذا الموسم. غرسالة الذي نودي عليه مرة سابقة للفريق الوطني للشبان نضج كثيرا وصار أنشط سفير مغربي في أوروبا الشرقية بتنافسيته المطلقة وأدائه الرائع، وحسه الهجومي ولياقته البدنية القوية مكناه من توقيع 3 أهداف في بطولة هذا الموسم بطرق ذكية ومميزة. محمد الورياشي.. خريج لاماسيا المهاجر من مواليد 13 يناير 1996 بالناظور والتي غادرها ليعيش في برشلونة ويتكون في لاماسيا التي تنتج أمهر اللاعبين على الصعيد العالمي، وقبلها كانت له تجربة قصيرة في الفئات السنية لإسبانيول لكن البلوغرانا جلبه وعلمّه أصول فن الكرة. سبق له وأن تدرب أكثر من مرة مع الفريق الأول لبرشلونة رغم سنه اليافع، لكن حبه للمغامرة وعشقه لفرض الذات حلقوا به إلى البريمرليغ، حيث إستغل عدم إلتزامه مع الكطلان بأي عقد إحترافي ليوقع في الصيف الماضي عقدا من أربع سنوات مع ستوك سيتي ثاني أعرق الأندية في العالم. موحا كما يلقبونه يتميز بسلاسة اللعب بالقدم اليسرى ويتقن الأدوار الهجومية عبر الأجنحة، ونظرا لصعوبة منافسته لنجوم كشاكيري وأفلاي وبويان فيكتفي بخوض المباريات مع رديف ستوك سيتي، وهو لاعب دولي، حيث إختار قبل أشهر حمل قميص الفريق الوطني الأولمبي ونودي عليه من قبل المدرب السابق حسن بنعبيشة. إسماعيل حميدات.. جوهرة الغد بالكالشيو من مواليد 16 يونيو 1995 بهولندا ولاعب سابق لتفينتي وويسترلو وجينك وأندرلخت، قبل أن يقص شريط الإحترافية والمنافسة العالية صيف 2014 كلاعب محترف مع بريشيا الإيطالي الذي إنتدبه في صفقة مجانية. ومنذئذ وحميدات لاعب أساسي مع الفريق، حيث تمكن في أول موسمه من إنتزاع الرسمية في 24 مباراة من أصل 29 حضرها في السيري «باء»، وبدا وكأنه نشأ وتربى مع الطاليان الذين إحترموا إجتهاده وقدروا موهبته. إسماعيل مرصود عن كثب من العملاق روما الذي فاوض بريشيا لجلبه وهناك تقارير تشير إلى إلتحاق اللاعب بالذئاب في الميركاتو الشتوي المقبل، ويرى فيه المتتبعون الجوهرة الثمينة التي ستشع نورا في الكالشيو. هشام فايق.. التيرمومتر الحالم من مواليد 19 مارس 1993 بدين هاغ الهولندية التي لعب لفريقها على صعيد فئتي الفتيان والشبان قبل الإنتقال إلى ألمير سيتي، وهنالك قضى موسمين مع الكبار في الدرجة الثانية بتنافسية عالية فاقت 65 مباراة. وللموسم الثاني تواليا يحمل فايق قميص رودا لكن هذه المرة في القسم الممتاز، حيث يصاقر زعماء الإيرديفيزي أسبوعيا، وقيمته بالغة الأهمية، إذ يشكل العمود الفقري في خط الوسط الذي يربط بين الدفاع والهجوم ويتولى العزف على وتر الإيقاع كيفما يشاء. لعب جميع دقائق لقاءات فريقه هذا الموسم وسجل له هدفين في مرمى فاينورد وهيراكليس، ويتميز بطول قامته 1.90 متر وقراءته الجيدة للعب، إضافة إلى قوة التسديد وإجادة الضربات الثابتة. ياسين أيوب.. محراث الأراضي المنخفضة من مواليد 6 مارس 1994 بالحسيمة والإبن الوفي لنادي أوتريخت الهولندي، هذا الأخير يعود له الفضل الكبير فيما وصل إليه ياسين أيوب والذي صار إسمه معروفا في الساحة الكروية بالإيرديفيزي. يلعب كمحترف منذ 2013 وقد إستغل رحيل مواطنه السابق أنور كالي ليأخذ مكانه في وسط الميدان الإرتدادي لأوتريخت، ومنذئذ ومكانته محجوزة له كعنصر ثابث ومحرك بألف حصان ينهي المباريات بنفس النسق والإيقاع الذي يبدأ به. حبه للمناورات الهجومية بين الفينة والأخرى وإتقانه للتسديد كحلول فردية جعلته يوقع 5 أهداف خلال الموسم الماضي، وهو بطل أوروبا مع فتيان المنتخب الهولندي ولاعب حالي في صفوف الأمل البرتقالي. يوسف أيت بناصر.. السقاء الذي يحرق المراحل من مواليد 7 يوليوز 1996 بتول الفرنسية ولاعب محترف وأساسي بالفريق الأول لنانسي متصدر الليغ2 حاليا، حيث يشكل مع الثنائي المخضرم بصير وحجي ثالوثا مغربيا منسجما والعمود الفقري للتشكيلة المدرب الأورغوياني بابلو كوريا. هذا الأخير خطفه من فريق الأمل وألحقه بكثيبته هذا الموسم، ورغم أن مقامه حديث مع الكبار إلا أنه إستطاع أن يحرق المراحل ويجذب الأنظار من كل زملائه ليكون أصغر اللاعبين الرسميين وأكثرهم عطاءا ونجاعة وإستقرارا. يوسف تمكن من خوض 13 مباراة كاملة بعد مرور 15 دورة وغاب فقط عن لقاءين بسبب الإصابة، ويتنبأ له المتتبعون بمستقبل زاهر كرجل وسط ميدان حكيم ورزين، وهناك أعين فرنسية تتربص به لضمه إلى أكبر الأندية في الليغ1، كما أنه يطرق باب منتخب الديكة للأمل. بلال ولد الشيخ.. هل أشعر كارسيلا وتاعرابت؟ من مواليد 28 يوليوز 1997 بروزندال بهولندا والنسر الحالي لبنفيكا البرتغالي الذي وقع له الصيف الماضي لمدة 5 سنوات قادما من تفينتي، حيث لعب الموسم الماضي 15 مباراة وسجل هدفا واحدا في البطولة. صغر سنه وكذا قلة تجربته وصعوبة إنسجامه في لشبونة من الأسباب التي حرمته من الإنصهار مع بنفيكا والرضوخ لأوامر المدرب بالتعلم وإكتساب الخبرة مع الرديف، وتتحدث الصحافة البرتغالية عن إمكانية التخلي عنه قريبا كمعار لأحد الأندية المحلية أو الأجنبية. هذا المهاجم القصير القامة والسريع أصبح صديقا مقربا لزميليه المهدي كارسيلا وعادل تاعرابت، حيث يقضي معهما معظم الأوقات ويشاركهما هموم قلة التنافسية، فهل يستفسرهما أيضا عن عرين الأسود ويبوح لهما بأسرار قراره المتعلق بإختيار هولندا أو المغرب؟ علما أنه بطل لأوروبا مع فتيان الطواحين ولاعب حالي في منتخب أقل من 19 سنة. إبراهيم داري.. ظل طنان وبلحساني من مواليد 14 شتنبر 1994 بهولندا وخريج أكاديمية أجاكس، واللاعب السابق في صفوف فيتيس أرنهيم وغرافشاب والمهاجم الآني في كثيبة هيراكليس. التألق اللافت لمواطنيه أسامة طنان وإلياس بلحساني أخفاه في جلبابهما رغم حيويته وحضوره الدائم في المباريات، بل وتنافسيته تفوق تنافسية طنان من ناحية الأرقام والإحصائيات. داري الهادئ يلعب بإمكانياته المحترمة ورزانته المعهودة ولا يجذب الأضواء إلا نادرا، ويحمل شعار المنتخب الهولندي على صدره منذ نعومة أظافره وحتى ريعان شبابه، إذ ما زال مهاجما في صفوف الفريق الوطني البرتقالي لأقل من 22 سنة. فهد موفي.. مدافع بمقاسات إفريقية من مواليد 5 ماي 1996 بميلهوس الفرنسية، واللاعب الناشئ بفريق المدينة الذي تمكن من جذب أنظار كشافة الزعيم ليون ليلتحق بمركز تكوينه قبل عامين ونصف وسنه لا يتجاوز 16 سنة. لم يمكث كثيرا مع الفتيان والشبان وصعد هذا الموسم إلى الفريق الأول لليون بتزكية من المدرب فورنيي الذي وضعه تحت رعايته طيلة مرحلة الإعداد القبلي خلال الصيف، قبل أن يعيده إلى الرديف بحثا عن التباري مع أقرانه في ظل صعوبة التنافس مع أجود اللاعبين المخضرمين. موفي الأسمراني يتمتع ببنية جسمانية قوية وعضلات بمقاسات إفريقية، ويمكنه اللعب في قلب الدفاع والأظهرة بسلاسة وإنضباط تكتيكي، وسيكون له بالتأكيد شأن في المستقبل القريب لليون الذي يثق في شبانه ويمنحهم الفرصة للتألق. إسماعيل بناصر.. مشروع فينغر من مواليد 1 دجنبر 1997 بأرل أفينيون من أب جزائري وأم مغربية، والموهبة التي سلبت عقل المدرب الفرنسي أرسين فينغر فأمر بالتوقيع له لمدة خمس سنوات بعد منافسة ضارية مع مانشستير سيتي خلال الصيف الفارط. مهاجم أرل أفينيون السابق وضع الأقدام مع الغينرز وسنه لا يتجاوز 17 عاما ويحظى بعناية خاصة من الخبير الفرنسي، والذي يتابع مردوده ويواكب أخباره مع رديف أرسنال، حيث يتأقلم ويتطور في إنتظار التأهيل. هذا اللاعب الذي يقولون عنه لؤلؤة سيكون موضع صراع بين 3 دول هي فرنسا والجزائر والمغرب، علما أنه لعب للفئات الصغرى للديكة ومتابع بقوة من المسؤولين الجزائريين. ------------------ منير الحدادي: الناس تحاكم ولا تعرف الحقيقة رغم أنه إختار رسميا ونهائيا حمل قميص المنتخب الإسباني والإستجابة لدعوة سابقة من الناخب فيسينتي ديل بوسكي، إلا أن منير الحدادي النجم الصاعد لبرشلونة ما يزال يخلق ضجة إعلامية بسبب إختياره للاروخا عوض الأسود. اللاعب الذي كان قد برر قراره سابقا بنداء العقل والإقتناع عاد ليثير تصريحا جديدا حول الفريق الوطني المغربي قال فيه: «لم أدر ظهري للأسود لأنني لم أحس بالوطنية ولا تجري في عروقي دماء مغربية، وإنما لأسباب لا يعلمها الناس الذين حاكموني ووصفوني بالخيانة وهم لا يعرفون شيئا عن كواليس الإختيار». وعن هذه الكواليس يقول الحدادي إبن الحسيمة: «لم يكن يعرفني أحد ولم يسمع بإسمي إلا الأقلية حينما كنت لاعبا مغمورا وأبحث عن ذاتي في مختلف الأندية الإسبانية، وحتى حينما إلتحقت برديف برشلونة وقدته للظفر بعصبة الأبطال الأوروبية لفئة الشباب لم يهتم أي مسؤول مغربي بي ولم يكلف نفسه عناء الإتصال بي، أحسست ببعض الغبن والتهميش ولم أجد الدعم والإشادة والمتابعة إلا من الإسبان، وفور إلتحاقي بالفريق الأول لبرشلونة وتداول صوري مع نجوم البلوغرانا وقعت عقدا إحترافيا وتم إختياري ضمن الكثيبة الأساسية للمدرب لويس إنريكي لموسم 20142015، حينها إستفاق بعض المسؤولين المغاربة ليستفسروا عني، لكن متأخرا بعدما حسمت قراري باللعب للمنتخب الإسباني الذي طلبني أولا. وتابع قائلا: «لم أندم لهذا الإختيار فأنا أحس بأنني إسباني رغم أصولي المغربية، تربيت في مجتمع إسباني وتلقيت ثقافتهم كما وجدت كل الإهتمام والتكوين والمكافأة منهم، ولهذا فمن الطبيعي أن أحمل قميص لاروخا الذي يعد حلما ومفخرة لأي لاعب». أبهذه الطريقة يتواصل مسؤولونا؟ خرج والدا منير الحدادي ليدافعا عن إبنهما عبر قناة «بين سبور» وقراره باللعب للمنتخب الإسباني عوض المنتخب الوطني المغربي. الأبوان المنحدران من الريف وتحديدا مدينة الحسيمة تحدثا عن إختيار إبنهما فقالت الأم: «منير بكى كثيرا حينما إتصل به المغاربة بعد خوضه لإحدى المباريات مع كبار برشلونة، لقد جاءني يبكي ويستفسرني عن رد فعله وهو الذي ظل بلا متابعة ولا دولية حتى لعب للبلوغرانا وتمت المناداة عليه للمنتخب الإسباني للأمل». وتابعت: «بعدها بأيام تلقيت إتصالا هاتفيا بعد منتصف الليل بساعة أو ساعتين من أحد المسؤولين المغاربة يسألني إن كنت والدة منير وطلب مني أن يكلم إبني، أصابني خوف شديد نظرا لأن الوقت كان متأخرا، كما زادتني المكالمة إضطرابا لأن المتصل كان يتكلم باللغة العربية التي لا أتقنها، وخفت أن تكون المكالمة بسبب مكروه وقع لعائلتي بالمغرب». وأضافت: «كان الإتصال الوحيد معي ولم ألتق بأحدهم قط، بعدها أخبرني زوجي بأنهم إتصلوا به وأخبروه عن إهتمامهم بمنير، لكن هذا حدث بعدما صار معروفا ولاعبا في برشلونة «أ» ولم يكن من المعقول بتاتا أن يتنكر إبني للجميل ويعض اليد التي مدها له الإسبان». هذه التصريحات من عائلة الحدادي وإن صحت فإنها تثير علامات إستفهام كبرى حول الكيفية والظرفية التي يتواصل بها المسؤولون المغاربة والمكلفون بمتابعة المحترفين والمواهب المغربية بأوروبا، فهل من المعقول والإحترافية أن يجرى إتصال هاتفي بعد منتصف الليل؟ وأين يكون هؤلاء المنقبون والمكلفون بمتابعة أسود العالم حينما يتألق اللاعبون الشبان المغاربة في صمت مع فرق الأمل، وينتظرون إلتفاتة صغيرة تشعرهم بالرصد والمتابعة عوض الشعور بالغبن والتهميش؟ وحتى إن كانت طريقة التواصل والتكنولوجيا قد تطورت وأضحى الكثير من أشبال المهجر تحت مجهر المدير التقني ناصر لاركيط، فلماذا نفتقر لوسائل الإقناع وتغيير القرارات المسبقة كما حدث في واقعة محمودة مع زياش الذي كان مصمما إلى وقت قريب على اللعب لهولندا؟ وهل الإتصال بالآباء والعائلة هي الطريقة الأنجع للضغط على الأبناء الذين تربوا في مناخ أوروبي؟ والذين يُطلب منهم بشكل متأخر وبصفقة مجانية ودون بذل أي مجهود أو عناء الإلتحاق بعرين الأسود والتنكر لوطن المهجر الذي إحتضنهم وكوّنهم وصرف الملايين عليهم حتى صاروا نجوما. بيم فيربيك.. الرجل الذي خان وطنه ليخدم المغرب منذ تعاقد الجامعة السابقة مع المدرب الهولندي بيم فيربيك للإشراف على الفريق الوطني الأولمبي والفئات العمرية من أبريل 2010 وحتى نهاية عقده سنة 2014، عمل الرجل بمساعدة طاقمه الكبير الذي يتقدمه المغربي علي أفلاي على جلب العديد من المواهب التي كانت تنشط في أوروبا خاصة في هولندا. فيربيك العبقري العنيد وبتواصله الخاص وتحركاته المتكررة أقنع أكثر من لاعب لحمل قميص المغرب، فأتى بزكرياء لبيض بعدما غير قناعاته ليخلق ضجة إعلامية في هولندا إنتقدت هذا المدرب الذي يخون بلده ليخدم مشغله بإحترافية قل نظيرها، كما كرر السيناريو ذاته مع عمر القادوري الذي ظل شيطانا أحمرا حتى الأسابيع التي سبقت الألعاب الأولمبية 2012، ووضع قنطرة العبور في وجه لاعبين آخرين كانوا يشكلون النواة الأساسية لشبان الطواحين، في مقدمتهم يونس مختار وعماد نجاح وعدنان تيغادويني والحسناوي، ورحل تاركا فوق طاولة الجامعة لائحة ضمت 100 لاعبا مرصودا في هولندا عمل حتى بعد مغادرته للمغرب على تتبعهم والحديث إليهم وإقناعهم باللعب للمغرب. ------- الزاكي بادو: الرؤيا واضحة وموحدة قال الناخب الوطني بادو الزاكي بأن المحترفين المغاربة الذي يسطعون في أوروبا خصوصا الشباب منهم تتم متابعتهم والمناداة عليهم حسب الحاجة والظروف والخصاص الذي يشكو منه المنتخب الوطني في مختلف المراكز، وأحيانا بشكل إستثنائي وخاص لحاجة في نفس الرجل والمصلحة الوطنية كما وقع في حالة القاصر هاشم مستور. ويتابع الزاكي المحترفين المعروفين الذين يشكلون النواة الأساسية لفيلقه بشكل شخصي إضافة إلى طاقمه التقني المساعد، وينظم زيارات بين الفينة والأخرى لبلدان ينشط فيها الأسود. لكن فيما يتعلق بجل المحترفين غير المعروفين والذين تقل أعمارهم عادة عن 21 سنة فالمهمة منوطة إلى خلية يترأسها المدير التقني ناصر لاركيط، والذي كشف الناخب الوطني عن علاقته به قائلا: «لدي كل الثقة والإحترام المتبادل مع المدير التقني الوطني ناصر لاركيط الذي أتواصل معه بشكل ناجع، يجمعنا الإنسجام وتبادل الأفكار وأتوصل بتقاريره التي تهم اللاعبين الشبان الذين يوجدون في سن يطلون عبرها على المنتخب الوطني الأول، والحمد لله فالرؤيا واضحة وموحدة فيما يخص أشبال أوروبا». الإدارة التقنية الوطنية، أي إستراتيجية وأية حلول؟ تولي ناصر لاركيط لمنصب المدير التقني الوطني قبل عام ونصف سمح له بنسج خلية وعلاقات واسعة في الديار الأوروبية، مستفيدا من سمعته وشبكته وكذا معرفته بالعديد بخبايا الأمور داخل الأندية القارية. الرجل قام خلال هذه المدة بعدة زيارات ميدانية وأقام تربصات ببلجيكا وفرنسا لأطفال المهاجرين المغاربة بحثا عن تطعيم المنتخبات الوطنية الصغرى، وتمكن من جلب الكثير من اللاعبين وإقناع بعد النجوم الصاعدين بعضهم يمارس في أندية عملاقة كريال مدريدوبرشلونة وميلان. كما أحدث تغييرات حديثة على شبكة المندوبين المكلفين بالتنقيب بتعيين الهولندي مارك وود الذي عوض علي بوصابون وقبله علي أفلاي، ووضع الثقة في ربيع تاكاسا وكلفه بتتبع الطيور المغردة في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا، مع الإبقاء على المندوبين السابقين أحمد الشواري بفرنسا ونور الدين موكريم ببلجيكا، دون إغفال مساعدة أشخاص آخرين في مقدمتهم النخلي والحسوني. «المنتخب» إستفسرت المدير التقني الوطني عن كيفية إشتغال خليته في التنقيب في أوروبا فأجاب: «هناك المناديب الذين يتنقلون ويمدوننا بالأخبار والفيديوهات والتقارير الأسبوعية بعد مواكبة من عين المكان للاعبين الذين نستهدفهم ونسمع بهم، وبعدها أتنقل شخصيا لمعاينتهم صحبة المناديب وأتحدث إليهم وإلى عائلاتهم وأنديتهم حتى نكون إحترافيين ونقوم بدورنا على أكمل وجه، نشرح ما يمكننا شرحه ونخبرهم بأن المغرب يواكبهم ويتابعهم ويعقد الآمال ليكون أشبالا وأسود الغد، ونمنحهم الوقت للتفكير وإتخاذ قراراتهم والتي نحترمها. وعن الإستراتيجية والحلول لظاهرة إقناع هؤلاء اللاعبين باللعب للمغرب عوض بلد المهجر يتابع لاركيط: «عندما نذهب إلى الطفل أو الفتى وهو ما يزال في الفئات السنية فإن الأمر يكون أسهل من أجل التأثير عليه وإقناعه وإقناع عائلته، فنزرع فيه حب الوطن والقميص ونشعره بأننا نحبه ونريده أسدا للغد، ونعمل على إستدعائه للتربصات للمنتخبات السنية، وهذه الفلسفة التي نشتغل بها حاليا في الإدارة التقنية والتي بدأت تعطي أكلها، ويكفي أن نقف على الطرق التي جلبنا بها أشرف حكيمي اللاعب الصاعد الذي يطرق أبواب كبار ريال مدريد ولاعبين آخرين لا يقلون موهبة، كما وضعنا أنفسنا وأجهزتنا تحت إشارة الناخب الوطني الزاكي بادو الذي ننفذ طلباته المتعلقة بمواكبة وزيارة بعض المحترفين الذين يريد تتبعهم ورصد جديدهم، ولهذا فنحن نخدم الكرة الوطنية من الفئة الصغرى وحتى الفريق الوطني الأول». واعترف لاركيط بأن التأخير في التواصل أحيانا قد يحرم المنتخب الوطني من لاعبين مهمين كمنير الحدادي، لكنه أكد بأنه من الطبيعي أن نربح عناصر ونفقد أخرى لأن الظاهرة معقدة وتتدخل فيها العديد من الأشياء لخصها في الآتي: «عندما يصل اللاعب إلى الفريق الأول وتُسلط عليه الأضواء يصبح مضغوطا عليه، بل ومهددا في مقعده الرسمي مع النادي الذي يصرف أجوره ويعيله، حينها يرضخ للأمر الواقع ويرى مستقبله المادي والإحترافي، وقد يغير قراراته ووعوده التي قطعها معنا سابقا كحالة سفيان بوفال، يجب إحترام هذه القناعات التي تكون مؤلمة لنا كمغاربة لكننا لن نقبل بإكراه لاعب على القدوم واللعب وهو غير مستعد لإعطاء كل ما لديه، الإختيار شيء صعب بين بلد الإقامة والوطن الأم الذي غالبا لا يعرف عنه هذا الجيل الكثير، سنحاول الإستفادة من الأخطاء التي إرتكبناها سابقا والتي جعلت بعض اللاعبين يضيعون منا، ونتمنى أن نفلح في تطبيق إستراتيجيتنا في التنقيب والإقناع والتواصل المبكر والدائم لتكون مثمرة وفعالة».