مباراة تانزانيا كانت «هفوة» والحظ لم يكن بجانبنا في كأس إفريقيا مستعد لمواصلة عملي إذا إقتنع المكتب الجامعي الجديد بما أنجزناه كطاقم تقني تاعرابت إعتذر ، وعفا الله عما سلف إن كان غياب الكوثري بحسن نية فهذا أمر لا إعتراض عليه الرهان القادم هو إعادة مروان الشماخ للفريق الوطني أكد الناخب الوطني رشيد الطوسي بأن ما تم إنجازه هو الأصعب، وأن قيم المواطنة هي التي جعلته يستمر في قيادة الفريق الوطني بالرغم من إنتهاء عقده في 30 شتنبر، مؤكدا في هذا الحوار مع «المنتخب» بأن هناك عقدا معنويا يربطه بالفريق الوطني ويتجلى بالأساس في المصلحة العامة للأسود، مبرزا بأنه من غير اللائق أن يترك الفريق الوطني في فترة فراغ، ووقف الناخب الوطني عند أهم المحطات التي عاشها الأسود على عهده مقدما أشبه بالحصيلة، وقال أيضا بأن الفريق الوطني بإمكانه أن ينافس على لقب كأس إفريقيا لعام 2015، ما دام أن النواة الحقيقية للفريق الوطني قد إتضحت وأنه أصبح بمقدور الجمهور المغربي ان يتعرف على التشكيلة المحتملة للفريق الوطني، وخلص الناخب الوطني إلى أن الباب سيبقى مفتوحا في وجه كل لاعب فرض حضوره سواء في البطولة الإحترافية أو في البطولات الأوروبية. - المنتخب: إنتهى عقدك في 30 شتنبر وهو اليوم الذي باشرت فيه عملك بإجراء معسكر للمحليين، بأي ضمانات أشرفت على المعسكر؟ الطوسي: أظن بأن الضمانات الأولى والأخيرة هي القيم الوطنية التي تجمعنا كمغاربة، الواجب الوطني هو الدافع الاساسي الذي جعلني لا أتخلى عن الفريق الوطني، فبغض النظر عن العقد الكتابي الذي يربطني بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فهناك عقد معنوي وهذا هو الاهم بالنسبة لي، أنا مغربي قبل كل شيء ولا يحق لي أبدا أن أسمح في العمل الذي قمنا به جميعا كطاقم تقني قرابة سنة كاملة، حتى أصبح الفريق الوطني في طريق صحيح من خلال الإنسجام الذي حصل بين اللاعبين الذين إستوعبوا المنهجية المعتمدة في برامج التحضيرات، لهذا أقول بأن إستمراري على رأس الطاقم التقني للفريق أملاه الواجب الوطني. - المنتخب: قلت أنك حصلت على الضوء الأخضر لمواصلة عملك كناخب وطني، من أعطاك هذا الضوء الأخضر؟ الطوسي: الواجب الوطني كما قلت لك، أنا جندي في خدمة وطني، ضميري لن يسمح لي أبدا بأن أترك الفراغ حتى لا يقال عني بأنني تنصلت من مسؤولياتي، صحيح أن عقدي إنتهى وأن بقائي أو مغادرتي للفريق الوطني بيد المكتب الجامعي القادم، لكن هذا لم يمنع من تقديم الواجب كمغربي أولا، والمصلحة العامة فرضت علي بأن أستمر في قيادة الفريق الوطني برفقة طاقمي. - المنتخب: هل تعتقد أنك تشتغل في الوقت بدل الضائع، أم أنك مدرب طوارئ، وهل تقبل بالوضعيتين معا؟ الطوسي: أولا يجب تحديد المفاهيم أنا لست بمدرب طوارئ.. - المنتخب: عفوا على المقاطعة، أنا قلت مدرب طوارئ إنطلاقا من كون عقدك إنتهى مع الجامعة؟ الطوسي: لقد قلت لك إن لدي عقدا معنويا مع الفريق الوطني الذي أملاه علي الواجب الوطني، إستمراري لا يعني أنني خرقت بنود الإتفاق الذي يجمعني بالجامعة، بل لأن الفريق الوطني كان سيعيش مرحلة فراغ، خاصة وأنه مقبل على إجراء مباراة ودية ضد منتخب جنوب إفريقيا، هل في إعتقادك من اللائق بي كمغربي أن أتخلى عن الفريق الوطني في هذه الظروف الحساسة؟ قلت لك أن المكتب الجامعي القادم إذا إقتنع بالعمل الذي قمنا به داخل الفريق الوطني فنحن مستعدون لمواصلة العمل لأن لدينا كطاقم تقني برنامجا مهما يستمر حتى 2015. - المنتخب: قلت بأنك ستعرض حصيلة عملك أمام رجال الإعلام، متى ستتم هذه المكاشفة؟ الطوسي: لقد كان ممكنا أن أقدم الحصيلة خلال هذا الأسبوع، لكن إلتزامنا بالمعسكر الإعدادي للفريق الوطني المحلي، ثم الإعداد للمباراة الودية أمام منتخب جنوب إفريقيا حالا دون ذلك، أنا ما زلت على الوعد، لأن لا شيء يمنعنا من تقديم الحصيلة لأن بيتنا من زجاج ونشتغل في شفافية تامة، لأن الفريق الوطني ملك لجميع المغاربة ومن حقهم أن يعرفوا كل صغيرة وكبيرة عنه، سيأتي الوقت المناسب في القريب العاجل إن شاء الله لتقديم هذه الحصيلة التي أراها إيجابية بغض النظر عن بعض الأخطاء التي لم تكن مقصودة، بالإضافة إلى عامل الحظ الذي خاننا في بعض المباريات التي ظهرنا فيها بصورة جيدة. - المنتخب: الآن وقد إنتهى عقدك مع الجامعة، ما هي الاخطاء التي إرتكبتها في إدارة شأن الفريق الوطني؟ الطوسي: أظن بأن الجميع يعرف كيف أننا كطاقم تقني تقلدنا مسؤولية الإشراف على تدريب الفريق الوطني في ظرفية صعبة جدا، ومع ذلك قبلنا من ناحية الواجب الوطني ركوب هذه السفينة وكنا نعرف ما ينتظرنا، الحمد لله أننا في أول محك حقيقي أمام منتخب الموزمبيق تمكنا من تجاوز الهدفين ورفعنا أنذاك فوق الأكتاف وحققنا التأهل إلى كأس إفريقيا، مع كامل الأسف خاننا الحظ في بلوغ الأهداف المنشودة، لكن بالمقابل كان العمل يتواصل برفقة الطاقم التقني، ولعل أكبر دليل على غياب الحظ عندما خضنا مباراتنا أمام منتخب جنوب إفريقيا في كأس إفريقيا وقدمنا مباراة كبيرة لكن حصل ما حصل، أما على مستوى كأس العالم حقق الفريق الوطني التعادل في مباراتين، نحن إنهزمنا في مباراة واحدة وإنتصرنا في إثنتين وتعادلنا في واحدة وهي المباراة الأخيرة التي أجريناها أمام منتخب كوت ديفوار.. أعتقد بأن المباراة الوحيدة التي إرتكبنا فيها الأخطاء وكانت أمام منتخب تانزانيا بدار السلام لغياب بعض اللاعبين من ذوي الخبرة بسبب الإصابة. - المنتخب: من أين تستمد تفاؤلك بأن عرين الأسود تنظف بالكامل من التكثلات؟ الطوسي: لعل الصورة التي ظهر عليها الفريق الوطني في المباراة الأخيرة أمام منتخب كوت ديفوار أكدت بالملموس أن عرين الأسود قد تنظف، وأن الأجواء أصبحت جيدة، وأن الممارسات التي كانت تحدث في السابق قد زالت بدليل أن التكامل والإنسجام بين اللاعبين أصبح السمة البارزة في كل معسكرات الفريق الوطني، وأود أن أشير هنا أن المعسكر الأخير للفريق الوطني للمحليين كان في المستوى العالي وفي درجة عالية من الإنضباط، إلى درجة أن اللاعبين إتصلوا بزملائهم في البطولات الأوروبية الذين سجلوا في الأسبوع الماضي وهنأوهم، وهذا يؤكد قمة الإنسجام وعودة البيت إلى حالته الطبيعية. - المنتخب: أشرت في أكثر من مناسبة على أنك مستعد لمواصلة عملك على رأس العارضة التقنية للفريق الوطني، بأي ضمانات وبأي رهانات، وكيف تستطيع أن تقنع المغاربة بجدوى إستمرارك؟ الطوسي: عندما أعلنت رسميا نيتي في الإستمرار على رأس العارضة التقنية للفريق الوطني برفقة طاقمي المساعد فلأن لدينا مشروعا يمتد إلى غاية 2015، لقد إستطعنا أن نصل إلى التشكيل النموذجي الذي نراهن عليه في المستقبل، وأنا فخور إلى جانب طاقمي بما تحقق في هذا الصدد، حيث أصبح لدينا منتخب تنافسي بالإمكان أن يكون في أفضل حالاته في المستقبل، أظن بأن علامات التفاؤل أطلت من كوت ديفوار عندما قدم الفريق الوطني أفضل المستويات، أدعو الجمهور المغربي إلى ضرورة الثقة في هذه العناصر الشابة ولي اليقين بأن المستقبل سيكون أفضل. - المنتخب: قلت على أنك بدأت في التأسيس لنواة صلبة وأنك ستقلل من التجريب بهدف الوصول إلى تشكيل ثابت، ومع ذلك فأنت دائما تنادي على لاعبين جدد، ما تعليقك؟ الطوسي: إن كان الأمر يتعلق بالفريق الوطني للمحليين فإن ذلك كان ضروريا لأن عددا من اللاعبين إلتحقوا بعالم الإحتراف وآخرين تعرضوا للإصابة، لكننا حافظنا على النواة الصلبة للفريق الوطني، في إعتقادي كل لاعب يفرض نفسه بقوة يكون الفريق الوطني بحاجة إليه، أما على مستوى المنتخب الأول فالتركيبة البشرية أصبحت معروفة ونضطر إلى إستدعاء لاعب أو لاعبين عند الضرورة كالإصابة، وأجدد مرة أخرى قولي بأن باب الفريق الوطني سيبقى مفتوحا في وجه كل اللاعبين المجدين والمجتهدين. - المنتخب: لماذا إعتذر برأيك عبد الحميد الكوثري عن حضور المباراة الودية منتخب جنوب إفريقيا ؟ الطوسي: لقد أخبرنا الكوثري بأنه لن يكون بمقدوره القدوم للمغرب والمشاركة في المباراة الودية ضد جنوب إفريقيا، لكونه سيخضع لعملية جراحية بسيطة على مستوى فمه، إن كان الأمر فيه حسن نية فهذا مقبول، تعرفون أن الكوثري ظل دائما حاضرا في اللائحة الرسمية للفريق الوطني، وجالسته في الزيارة التي سبق أن قمنا بها كطاقم تقني لأوروبا، أعدناه للفريق الوطني بعد إصابته وكان حاضرا في المباراة الودية أمام بوركينافاسو، كما أنه كان في كرسي الإحتياط في المباراة التي أجريناها أمام منتخب كوت ديفوار. - المنتخب: أنت تعمل كمدرب مؤقت، كيف يمكن أن تخطط للمستقبل القريب للفريق الوطني كما لو أنك كنت مدربه إلى غاية كأس إفريقيا 2015؟ الطوسي: لدي برنامج يمتد إلى 2015، وقد وصلنا لمرحلة مهمة في إعداد الفريق الوطني لهذا الحدث الإفريقي الهام الذي يبقى من ضمن الرهانات المسطرة في أجندة الطاقم التقني، تعرفون أنه تطلب منا وقتا طويلا لتكوين هذا المنتخب الذي يصل معدل سنه إلى 23 سنة وهو المنتخب الذي سيشكل مستقبل الكرة الوطنية لعام 2015 ثم كأس العالم 2018، هذا هو الرهان الذي سطرناه وأظن بأننا وصلنا لمرحلة مهمة من البناء، والصعب هو الذي أنجزناه، من طبعي أومن بالإستمرارية وهذا طموح مشروع، فلا يمكن بين عشية وضحاها أن تأتي الإنجازات، لا بد من الصبر وأظن بأن الطاقم التقني كان دائما منصتا لكل الإنتقادات البناءة سواء من الإعلام الوطني أو حتى الجمهور الذي يساندنا، وأنا مستعد للمساءلة. - المنتخب: في قرارة نفسك، هل أنت مقتنع بأن الفريق الوطني بإمكانه المنافسة على لقب كأس إفريقيا لعام 2015، وما هي الشروط التي تراها ضرورية لبلوغ هذا الهدف؟ الطوسي: بطبيعة الحال يمكن أن ينافس على اللقب، أولا لكون الفريق الوطني سيستفيد من عامل الأرض والجمهور والإعلام، ثانيا الفريق الوطني وصل لمرحلة تنافسية مهمة، وأظن بأنه لو إستمر العمل على هذا النحو فإننا سنكون جاهزين للمنافسة على اللقب عام 2015، الحمد لله نجحنا في المخطط الذي وضعناه كبرنامج لإعادة ترتيب بيت الفريق الوطني، بإمكانكم أن تثقوا في هذه العناصر الوطنية بكل تأكيد ستقول كلمتها عام 2015. - المنتخب: بمنتهى التجرد والموضوعية، كيف تقيم حصيلتك مع الفريق الوطني؟ الطوسي: قلت لك بأنني أعتز بحصيلتي مع الفريق الوطني وما قمت به على مستوى تشكيل نخبة وطنية قادرة على المنافسة على اللقب الإفريقي عام 2015، نجحنا كطاقم تقني في مشروعنا الذي كان ينبني على الواقعية في تدبير المرحلة، لقد تسلمنا الفريق الوطني وهو منهار، وكان لا بد من إعادة التوازن بين العناصر الوطنية، صحيح أن بعض النتائج عاكستنا في كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا وبخاصة في مباراتي أنغولا والرأس الأخضر، لكننا عدنا للمنافسة بقوة بعدما إسترجعنا قوتنا في المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا، مع كامل الأسف الحظ لم يساعدنا بعد أن قدمنا مباراة كبيرة، أما على مستوى كأس العالم فإن المباراة الوحيدة التي إرتكبنا فيها «هفوة» هي مباراة تانزانيا التي خسرنا فيها بدار السلام بثلاثة أهداف لهدف، لكن بعد ذلك تمكنا من العودة للمنافسة بعد الفوز بميداننا في مباراتي غامبيا وتانزانيا وتعادلنا في المباراة الأخيرة أمام كوت ديفوار، علما أن الفريق الوطني كان قد حقق تعادلين في هذه المسابقة مع الناخب الوطني السابق وهذا ما زاد الأمر تعقيدا، أنا راض عن الحصيلة والأرقام تؤكد ذلك. - المنتخب: إذا كنا نفهم أنك أعدت الحمداوي للفريق الوطني لإستعادته التنافسية، فلماذا أعدت تاعرابت وأنت تعرف على أن المغاربة ما زالوا مجروحين بما قام به في مناسبتين؟ الطوسي: أنا دائما أقول إن باب الفريق الوطني سيظل مفتوحا في وجه كل اللاعبين المغاربة، مع الحرص على الإنضباط الذي نفرضه وإحترام القميص الوطني، تعرفون أن تاعرابت كان قد رفض إستقبالي بلندن، وتعرفون لماذا أبعد عن محيط الفريق الوطني، لذلك كان لزاما عليه أن يقدم إعتذارا كتابيا عما بدر منه للجامعة وللناخب الوطني، فعل ذلك وضمنيا يكون قد إعتذر لكل المغاربة، تاعرابت يتوفر على إمكانيات جيدة ورأينا بأنه من اللازم أن يكون مع الفريق الوطني وعفا الله عما سلف، نحن شعب متسامح وهذه هي قيم المغاربة، تاعرابت إبننا وعلينا حمايته من كل شيء، وأكيد إنه فهم الدرس جيدا. - المنتخب: هل تظن بأن مروان الشماخ بإمكانه إستعادة مكانه في الفريق الوطني؟ الطوسي: بطبيعة الحال بإمكان مروان الشماخ العودة للفريق الوطني وهذا هو الرهان الذي سنسعى إليه في المرحلة القادمة. - المنتخب: يستغرب الكثيرون أنك إستغنيت على لاعبين أساسيين بقيمة عالية وتنافسية كبيرة ككريم الأحمدي الذي يلعب رسميا لأسطون فيلا وعادل هرماش الذي يبرز كقيمة فنية داخل الهلال السعودي؟ الطوسي: الأمر لا يتعلق بالإبعاد ولكن بالتنافسية، كريم الأحمدي لم يكن يمارس أساسيا إلا مؤخرا، ثم عادل هرماش كان مصابا وإضطررنا إلى تعويضهما، وأظن بأن تواجد عمر القادوري وعبد العزيز برادة عوضا غيابها. حاوره: