تحبس الأنفاس في فاس بلقاء ديربي العاصمة العلمية رقم 17 بين المغرب الفاسي والوداد الفاسي لحساب الجولة الثالثة من البطولة الإحترافية يوم السبت على الساعة الثالثة عصرا في المركب الرياضي بفاس. ويأتي هذا اللقاء والفريقان يعيشان في ظروف متناقضة ف «الواف» منتشي بتحقيق نتائج ايجابية في مسابقة كأس العرش بينما «الماص» ورغم حصده أربع نقاط في بداية البطولة الإحترافية إلا أنه يعاني من مشاكل إدارية ومالية وغيابات كثيرة. «الواف» في أحسن حالاته يبدو الوداد الفاسي في أحسن حال خلال الفترة الحالية على الرغم من كل ما رافق مسيرته التحضيرية للموسم من مشاكل، إلا أن روح الفريق كانت حاضرة في اللقاءات الرسمية الأربعة حتى الآن في كأس العرش والبطولة الإحترافية واستطاع الجهاز التدريبي تدبير أمر هذه اللقاءات بكل حرفية مما جعل طموح جماهير الفريق تتصاعد نحو تحقيق إنجاز تاريخي للفريق في مسابقة كأس العرش والتخلص من لعب دور الفريق الباحث عن النجاة من الهبوط. دون شك أن الوداد الفاسي قد انتدب مجموعة كبيرة من اللاعبين، لكن هذه المرة نجد أن الأمر يختلف عن باقي المواسم فالإنتدابات كانت بشكل مدروس وبأسماء جيدة تملك من الخبرة الشيء الكثير وبمعدل عمر متوسط لإنهاء ما يقال أن الوداد الفاسي هو مكان لتقاعد اللاعبين كبار السن. إذا وبمجموعة لا تنقصها الغيابات سيخوض الوداد الفاسي مواجهته وهو يمتلك التوازن في جميع الخطوط مع وجود خيارات واسعة للمدرب جمال فتحي من أجل إختيار التشكيلة المناسبة وتبقى قوة الوداد الفاسي في خطه الأمامي والإنسجام بين الثلاثي الوادي وغوستافو وإيساكا الذي سيشكل مصدر نجاح «الواف» في الديربي مع الإمداد بالكرات الحاسمة من قبل الدحماني ولخميس. «الواف» الذي سيكون في مواجهة فريق يعاني من غيابات كثيرة يدرك أن الأمر يبدو أمامه متاحا لتحقيق إنتصار تاريخي وضرب عصفورين بانتصار من خلال تحقيق الفوز مجددا بعد غياب 3 مواسم وثانيا تجاوز المغرب الفاسي على سلم الترتيب وهو ما لم يحدث خلال السنوات الماضية. «الماص» يبحث للخروج من أزمته عبر بوابة «الواف» على الرغم من البداية الجيدة للمغرب الفاسي في البطولة الإحترافية، إلا أن تداعيات الهزيمة أمام شباب خنيفرة في مسابقة كأس العرش لم تنته بعد، بل أن آثارها قد تمتد لفترة طويلة ما لم يتم تدارك الأمر من قبل إدارة الفريق من خلال حل المشاكل المالية وما لم يحقق الفريق نتيجة جيدة في لقاء الديربي قد تطفئ من نار الغضب التي طالت إدارة وجهاز تدريب المغرب الفاسي. «الماص» يعاني من غيابات كثيرة بسبب الإصابة التي طالت العديد من اللاعبين وهم جيفرسون وحلحول والوردي في الجانب الهجومي وكركيش واليوسفي والناصري وتراس في الخط الدفاعي وعدم تماثل أجدو وبامعمر للشفاء الكامل، كل هذه الأمور تجعل القلق يسيطر على الجهاز التدريبي الذي يدرك أن مصيره سيكون على المحك في حالة الهزيمة في لقاء الديربي. وربما سيكون على المدرب السكتيوي الدفع لأول مرة بالعناصر التي انتدبها الفريق كالمعروفي ولمحاف اللذان أثار إنتدابهما الكثير من الأحاديث حول مدى أحقيتهما بالظهور رفقة «الماص» على حساب أبناء مدرسة الفريق. ويبقى لقاء الديربي موعدا هاما للمغرب الفاسي الذي وإن أعلن مدربه أن هذا الموسم هو لإعادة البناء، فإن التعثر في المواجهة تعني نهاية العلاقة التي تجمع الطرفين. الجمهور سر النجاح لا يمكن لعرس كرة القدم الفاسية أن ينجح إلا بحضور الجمهور الذي يزين مدرجات المركب الرياضي بفاس وهو أمر يبدو قريبا للحدوث نظرا للتعبئة الجماهيرية التي تقوم بها جمعيات وجماهير الفريقين إضافة إلى أن اللقاء سيجرى في ظل أجواء مناخية جيدة وتوقيت مناسب مما يسهل على الجميع الذهاب إلى المركب الرياضي بفاس. لقاء من المتوقع أن يشهد متابعة إعلامية كبيرة لذلك من الضروري أن يكون العرس الفاسي عبارة عن نقطة ضوء في سماء الكرة المغربية وإن ينتهي على إيقاع تحية الجماهير للاعبي الفريقين.