يترقب العالم اليوم قرار اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية بشأن المدينة المضيفة للالعاب الاولمبية لعام 2020 والذي سيصدر في العاصمة الارجنتينية بوينوس ايرس, فيما تنحصر المنافسة بين ثلاث مدن كبرى هي اسطنبول, مدريد وطوكيو. وسيتم الاعلان عن اسم المدينة الفائزة بعيد الساعة 17,00 (20,00 ت غ). وقبل ذلك, سيتوالى الاشخاص المسؤولون عن الترويج للمشاريع الثلاثة - اسطنبول, طوكيو ثم مدريد - على المنصة لاجراء عرض شفوي اخير لمزايا مدنهم امام اعضاء اللجنة الدولية الاولمبية. وفي مؤشر على الاهمية السياسية التي ترتديها الالعاب الاولمبية, توجه رؤساء وزراء الدول الثلاث المشاركة في المنافسة, التركي رجب طيب اردوغان والاسباني ماريانو راخوي والياباني شينزو ابي, الى العاصمة الارجنتينية. وبحسب توقعات مكاتب الرهانات, تحتل طوكيو صدارة المنافسة تليها مدريدواسطنبول في المرتبة الثالثة والاخيرة. وعلى الرغم من الوعود المبهرة التي تضمنها ملفات المدن الثلاث المرشحة, الا ان تساؤلات عدة تطرح من خارج السياق الرياضي على هذه الترشيحات. وترتبط باسم طوكيو كارثة فوكوشيما النووية الاخيرة, وهي المدينة التي تتباهى بكونها "الرهان المضمون" لاي استضافة لاحداث دولية على الصعيد المالي كما في مجال الامن. وبالفعل, فإن العاصمة اليابانية, وهي المدينة الوحيدة من بين المدن الثلاث المرشحة التي سبق لها ان استضافت هذا الحدث الرياضي في العام ,1964 تقدم مشروعا مضبوط التكاليف بشكل محكم ونفقاته باتت مؤمنة بالكامل تقريبا من جانب صندوق خاص بقيمة 4,5 مليار دولار تم ايداعها في البنك. ويؤكد يوكي اوتا الحائز ميدالية فضية في منافسات المبارزة بسيف الشيش في الالعاب الاولمبية في بكين العام 2008 ان "الفوز (باستضافة) الالعاب (الاولمبية) سيعيد الابتسامة الى وجوه الاطفال". وبعد ريو دي جانيرو التي فازت بحق استضافة الالعاب الاولمبية الصيفية المقبلة لعام 2016 وما رافق ذلك من مخاوف اثارتها الاحتجاجات الكبرى في البرازيل خلال مباريات كأس العالم للقارات في كرة القدم, هل سيكون لدى اللجنة الاولمبية الدولية رغبة في منح حق الاستضافة لبلد ناشئ. وتحلم تركيا في ان تصبح اول بلد ذات غالبية سكانية مسلمة يستضيف هذا الحدث الرياضي الاكبر في العالم. وكانت اسطنبول التي تعد بتنظيم حدث رياضي بين قارتين, في قمة حماستها لهذا الحدث قبل احداث الربيع الماضي وقمع الشرطة لتظاهرات ميدان تقسيم, ما هدد طموحاتها في هذا المجال. ولا تساعد الازمة السورية في رفع رصيد تركيا في هذه المنافسة, تضاف اليها التظاهرات التي يعتزم الارمن في بوينوس ايرس تنفيذها السبت قرب الفندق الكبير الذي يقام فيه حفل اعلان المدينة الفائزة, وذلك للتذكير برفض تركيا الاعتراف بالمجازر الارمنية في العام 1915. وأيا كانت التكهنات, لا يزال المسؤول عن ترشيح اسطنبول حسن ارات مقتنعا بان "اليوم الاهم في تاريخ تركيا" قد أتى. من جانبها, تأمل مدريد بان تكون "الثالثة ثابتة" ويتم القبول بترشيحها الثالث لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية. وفي ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت بالبلاد, تغامر مدريد في جهدها لجذب لجنة الالعاب الاولمبية ودفعها لاختيار مدريد لاستضافة العاب اولمبية يغلب عليها طابع التقشف. وتؤكد اللجنة المنظمة ان 80% من المواقع الواردة في دفتر الترشيح موجودة حاليا. ولا يبقى على مدريد الا استثمار 1,5 مليار دولار وفق اللجنة لتزويد المدينة بالمعدات الرياضية المطلوبة. وفي وقت بلغت فاتورة تنظيم الالعاب الاولمبية الشتوية المقبلة في عام 2014 في مدينة سوتشي الروسية مستويات كبيرة, قد يكون اختيار مدريد فيما لو حصل رسالة من اللجنة الاولمبية الدولية بان الزمن تغير والاختيار بات يصب لمصلحة المرشح الذي يعرض ملفا متكاملا باقل التكاليف. وبعد نيل العاصمة الاسبانية دعما مفاجئا لترشيحها من جانب نجم كرة القدم الارجنتيني ليونيل ميسي اللاعب في نادي برشلونة (منافس نوادي مدريد في الدوري الاسباني), اوكلت مدريد مهمة تمثيل الرياضة في شبه الجزيرة الايبيرية الى اللاعب باو غاسول من نادي الليكرز. ولاضفاء مزيد من الرونق على هذا الترشيح, تعتمد اسبانيا على اميرها فيليبي وزوجته ليتيسيا. ومساء الجمعة, اطلق جاك روغ الرئيس المنتهية ولايته للجنة الاولمبية الدولية الدورة ال`125 للجنة التي ستبت الاحد ايضا في الابقاء على رياضة المصارعة او ادخال رياضة جديدة بين السكواش والبيسبول, على جدول المنافسات الاولمبية, قبل اختيار خلف للرئيس البلجيكي للجنة الثلاثاء. وعلى هامش هذه المراسم, تظاهر عشرات الناشطين من اليسار المتطرف امام تياترو كولون, منتقدين خصوصا ترشيح مدريد والاميرة البريطانية ان, العضو في اللجنة الاولمبية الدولية. وتشخص انظار الملايين من سكان طوكيو واسطنبولومدريد على العاصمة الارجنتينية, استعدادا للاحتفال بعد اعلان جاك روغ اسم المدينة سعيدة الحظ التي ستحصل على شرف استضافة الالعاب الاولمبية للعام 2020.