المحسوس والملموس خلال هذا الموسم أن كرة اليد المغربية بدأت تبحث عن السبل الكفيلة للعودة إلى الواجهة ويتجلى ذلك في التحسن الذي عرفته البطولة بمختلف أقسامها وجديد المكتب المديري برئاسة محمد العمراني والذي يتجلى في برنامج الهيلكة الذي انطلق بالإعلان عن تشكيل إدارة تقنية بمواصفات احترافية والطرف الذي تم اختياره هو الإطار الوطني نورالدين البوحديوي الذي يعود بعد غياب طويل في إطار العمل بالإمارات. ما يميز هذه العودة كونها تأتي في سياق البرنامج الذي أعده المشرف العام في شخص البوحديوي والذي لقي القبول من طرف المكتب المديري خاصة في المجال التمويلي للمشروع ورغم أن المسلك الجديد مكلف ويطال المجال الإحترافي، ومن المؤشرات التي تدعو إلى التفاؤل إقران المشروع بحضور هرم ثاني في شخص الدولي السابق محمد براجع الذي يدخل المجال بقناعات الرجل المحنك. جريدة «المنتخب» إغتنمت حضور البوحديوي نهاية كأس العرش وأجرت معه الحوار التالي: - المنتخب: سبق أن غادرت منصبك كمدرب وطني ثم عدت حسب الظروف التي أقنعتك، أين تندرج هذه العودة لقيادة المنتخب الوطني؟ البوحديوي: هي عودة تأتي في ظروف جد صعبة تعيشها كرة اليد الوطنية والتي تحاول أن تعود إلى الواجهة وطنيا وقاريا وأظن أنها ظاهرة صحية ومرحلة انتقالية.. الواقع أن كرة اليد الوطني خلال المواسم السابقة عرفت تراجعا، لذا فأنا متفائل بهذه العودة والتي سأحاول من خلالها بدل كل المجهودات للمساهمة في عودة اليد المغربية إلى مكانتها وهذا ليس بالسهل.. - المنتخب: ما هي أولى الخطوات التي ستخطوها لبلوغ هذه الأهداف في نظرك؟ البوحديوي: أضع ضمن الأولويات تنفيذ البرنامج الذي قدمته للمكتب المديري في آخر اجتماع حضره الرئيس ومن خصوصيات هذا البرنامج أنه يهدف إلى خدمة المصلحة العليا لكرة اليد الوطنية والبلد، وكفى من النزاعات والنظر إلى المصالح الشخصية على حساب كرة اليد الوطنية. - المنتخب: ماذا يتضمن البرنامج في خطوطه العريضة؟ البوحديوي: إن معرفتي الكبيرة بواقع كرة اليد المغربية نظرا لحسن التتبع في حضوري أو غيابي جعلاني أركز في البرنامج العام على استغلال كل الطاقات التي تزخر بها الأندية، لذا فالبرنامج هادف إلى تحديد وتصنيف هذه الطاقات حسب الفئات العمرية ووضع برنامج لتكوينها انطلاقا من فئة الفتيان والى غاية الكبار والمنطلق هو الجهة والعصبة.. وعندما نتحدث عن هذه الفئات فهذا لا يستثني الطرف المرافق أي الأطر التي ستتولى الإشراف على هذه الفرق والتي أغلبها في حاجة إلى التكوين، هذا البرنامح سيسري إلى غاية بطولة إفريقيا، بالنسبة للفريق الأول هناك برنامج يهم إعداد فريق في المستوى القاري على مدى الفترة التي تفصلنا عن الإكراهات الدولية. - المنتخب: ما هي الإتفاقية التي أبرمتها مع المكتب المديري؟ البوحديوي: الإتفاق يروم اهتمامي بكل المنتخب الوطنية والجهوية انطلاقا من الصغار تم الفتيان فالأمل، بالإضافة إلى المنتخب الأول بما يصطلح عليه بالمشرف العام وسيرافقني الصديق والإطار محمد براجع العائد مؤخرا من دولة قطر حيث درب فريق الجيش القطري وحقق معه نتائج جيدة كما سنشكل لجنة تقنية مهيكلة بحس احترافي. - المنتخب: برنامج من هذا القبيل يتطلب دعما ماديا ضخما ألا تخشى من العجز المالي وتوقيف البرنامج؟ البوحديوي: ما شجعني على ركوب هذا القطار ما لمسته في رئيس الجامعة السيد العمراني من حسن استعداد لتحدي كل الصعوبات وهو ما قام به منذ تحمله للمسؤولية وقربي من الجامعة أكد لي أنه دعم شخصي وهي رغبة لا تفسر إلا بحب هذه الرياضة. لذا فحضور أشخاص من هذا الحجم على رأس الأندية لابد أن يعطي أكله والدليل مولودية مراكش الصاعد من القسم الأول وما حققه من نتائج. - المنتخب: أكبر عائق عانت منه كرة اليد الوطنية تمثل في سوء التدبير الإداري خلال الفترة السابقة وتلاعبات همت البرمجة هل ستحاول إقناع الرئيس بسن برنامج في المستوى مطبوع بالجدية؟ البوحديوي: الأكيد أن برنامج البطولة الذي يسري على كل الفئات هو الركيزة الأساسية لمرور البطولة في أحسن الظروف وبالتالي الطموح إلى تحسين المستوى. الواقع أننا عشنا فترة عدم استقرار راجعة إلى حب الأنا وصياغة البرنامج على مقاس مصالح الأعضاء الذين هم رؤساء الأندية وهذا أساء لكرة اليد الوطنية لذا أتمنى أن يتم الإهتمام بهذا الجانب انطلاقا من الفئات الصغرى والجهات والعصب. - المنتخب: هل لنا منتخب قابل للتطوير وببروفيل قاري؟ البوحديوي: لقد اتضح لي من خلال المجموعة التي وضعتها في آخر محك بمناسبة تكريم النجم الدولي محمد براجع أن هناك عناصر لها بروفيل يؤكد أنها ستكون في القمة إذا وضعنا لها كل الظروف ليتحسن أداؤها، كما أن العناصر المتواجدة خارج الوطن لها من الإمكانيات ما يؤكد أن النسيج سيكون صلبا وفاعلا. - المنتخب: كيف ترى برنامج البطولة مستقبلا؟ البوحديوي: يجب أن تتلافى أخطاء الأمس القريب ونفكر جديا للإلتحاق بركب باقي البطولات في العالم. ولن أكون مطمئنا إلا ببطولة بالشطر الواحد من 12 فريقا على الأقل. حاوره: