كنت واثقا من التتويج وتفاني اللاعبين قادنا للذهب معسكرات المعمورة أفادتنا وفي بوسكورة وضعنا آخر الترتيبات عشنا أجواء رائعة في ميرسن وأتمنى حضور هذا الجيل في الأولمبياد أكد حسن بنعبيشة مدرب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 19 سنة الحائز على الميدالية الذهبية في ألعاب البحر المتوسط في نسختها 17 بمرسين التركية، أن تتويج المنتخب المتوسطي جاء بفضل جيل متوهج من اللاعبين الذين تلقوا تكوينهم من المستوى العالي داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وبعض الأندية المغربية، وكذلك بفضل عمل متواصل واستعدادات دامت لمدة موسمين ونصف بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، في هذا الحوار يحكي حسن بنعبيشة عن هذه المغامرة المتوسطية التي أعادت الإعتبار لكرة القدم المغربية وعن طموحاته المستقبلية رفقة الجيل الحالي القادر على تدعيم صفوف المنتخبات الوطنية وخاصة المنتخب المغربي للكبار في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 والتي ستقام بالمغرب، إليكم تفاصيل الحوار: - المنتخب: هل كنتم تتوقعون أن المنتخب المغربي لأقل من 19 سنة قادر على الفوز بالميدالية الذهبية؟ بنعبيشة: شخصيا كنت واثق من العناصر التي تشكل العمود الفقري للمنتخب المغربي لأقل من 19 سنة، لكون أغلب هؤلاء اللاعبين قطعوا مراحل تكوينية جد مهمة داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تحت إشراف الإطار الكفء ناصر لارغيت الذي ساهم في تكوين سبعة لاعبين كان لهم دور أساسي في هذا الفوز، بالإضافة إلى العمل الكبير التي قامت به بعض الأندية الوطنية في تكوين هؤلاء اللاعبين، دون نسيان العمل الجبار والتكوين الذي استغرق أكثر من ثلاث سنوات لتهييء هؤلاء اللاعبين داخل المنتخبين المغربي لأقل من 17 و 19 سنة، بالإضافة إلى الإقصائيات الإفريقية للشبان والتي واجهنا خلالها أقوى منتخب على الصعيد الإفريقي ألا هو منتخب غانا وأقصينا بشرف، لذا فكل اللاعبين كانت لهم رغبة أكيدة لإهداء المغرب إحدى الميداليات المتوسطية، وعندما نجحنا في تجاوز أقوى المنتخبات المتوسطية كَبُرت طموحاتنا وبفضل العزيمة القوية وتظافر الجهود ومعرفتنا المسبقة بالمنتخب التركي الذي واجهناه في النهائي، كلها عوامل ساعدتنا في الفوز بالذهب المتوسطي. - المنتخب: هل كانت المراحل الإعدادية للألعاب المتوسطية كافية؟ بنعبيشة: بكل صراحة إكتفينا بخوض أربع مباريات ودية ضد المنتخب التونسي بتونس والمغرب، وإجراء بعض المباريات الودية مع بعض أندية الدرجة الثانية كالرشاد البرنوصي ونهضة سطات، ورغم قلة المباريات وبفضل المعسكرات التدريبية المتواصلة بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، إكتسبت عناصرنا ذلك الإنسجام واستوعبت بشكل جيد الخطط التكتيكية التي تعتمد بالأساس على اللعب الجماعي، كل هذه العوامل ساعدتنا في هذا الظهور المشرف الذي أسعد الملايين من المغاربة، وشخصيا كمدرب مشرف على هذا المنتخب، فإنني جد فخور بهذا الجيل الذي يتوفر على لاعبين قادرين على المساهمة في تأهل المنتخب المغربي إن شاء الله إلى نهائيات الألعاب الأولمبية بالبرازيل 2016، وفي نفس الوقت تعزيز المنتخب الوطني المغربي للكبار بلاعبين سيكونون حاضرين في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام بالمغرب سنة 2015. - المنتخب: المنتخب المتوسطي أجرى خمس مباريات في ظرف ثمانية أيام، فهل هذا العامل أثر على الطراوة البدنية للاعبين؟ بنعبيشة: ليس من السهل خوض خمس مباريات في ظرف ثمانية أيام، وفي مدينة ميرسين التركية المعروفة بحرارتها الكبيرة في هذه الفترة من السنة، رغم كل ذلك وبفضل العمل الكبير الذي قام به الدكتور حراتة والمعالج الطبيعي أنس، ساعدانا كثيرا في استرجاع العديد من اللاعبين المعطوبين والذين أصيبوا بتوعكات مختلفة وإرهاق كبير نظرا لكثرة المباريات، لكن بفضل الإرادة القوية للاعبين تمكنا من تجاوز كل الصعوبات. - المنتخب: كيف كانت الأجواء بعد الفوز بالميدالية الذهبية؟ بنعبيشة: لا أخفيك سرا من أنني عشت كلاعب العديد من الإنجازات رفقة الوداد البيضاوي والمنتخب الوطني، لكن التتويج بالميدالية الذهبية للمغرب في ألعاب البحر الأبيض المتوسط كان لها وقع خاص في نفسيتي شخصيا وبقية المجموعة ككل، فاللاعبون إستمتعوا بهذا الفوز التاريخي رفقة الطاقم التقني والإداري وكذا المسؤولين عن وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية الذين كان لهم دور أساسي في تحميس اللاعبين قبل خوض أي مباراة، وحضورهم إلى جانبنا كان له دور إيجابي في إعطاء الثقة للاعبينا، وكما يقول المثل «الهزيمة يتيمة والإنتصار له أكثر من أب»، لذلك آمل أن يكون إهتمامنا المستقبلي بهذا الجيل من اللاعبين ونوفر لهم سلسلة من المباريات الودية الحقيقية حتى نساهم في تكوين لاعبين يعول عليهم في المستقبل لتعزيز المنتخب الوطني المغربي للكبار، لأن هدفنا الأساسي كمؤطرين للفئات الصغرى هو تكوين لاعبين من المستوى العالي للأندية والمنتخبات الوطنية، حتى نعيد توهج كرة القدم المغربية. - المنتخب: نلاحظ أن بعض اللاعبين الذين يشكلون الدعامة الأساسية للمنتخب الوطني المغربي المتوسطي لا تتاح لهم الفرصة رفقة أنديتهم، فما رأيك في هذه المعضلة؟ بنعبيشة: شخصيا فمستقبل كرة القدم المغربية يتطلب من أنديتنا الإهتمام بشكل أكبر باللاعبين الشباب القادرين على تقديم الإضافة المرجوة لأنديتهم، على سبيل المثال لا الحصر نجد أن اللاعب الكارتي عميد المنتخب المغربي المتوسطي أظهر على مستوى تقني جد كبير وكان له دور أساسي رفقة بقية اللاعبين في الفوز بالميدالية الذهبية، لكن ومع كل أسف نجد أن هذا اللاعب لم تمنح له أي فرصة رفقة أولمبيك خريبكة طيلة الموسم الماضي، والأدهى من ذلك أنه لا يتوفر على عقد إحترافي رفقة الفريق الفوسفاطي، ناهيك أن بعض اللاعبين الآخرين هم كذلك لم تمنح لهم الفرصة رفقة أنديتهم، لذا آمل من الأطر التقنية المشرفة على أنديتنا أن تضع الثقة في هؤلاء اللاعبين القادرين على تطوير أدائهم التقني والجماعي والذي سيخدم مصالح هذه الأندية وفي نفس الوقت مصلحة المنتخب المغربي. - المنتخب: من بين الوجوه المتألقة رفقة المنتخب المغربي هناك هشام خلوة المحترف بنادي ألميريا الإسباني الذي تمكن من تسجيل خمسة أهداف، كيف جاء اكتشاف هذه الموهبة؟ بنعبيشة: شخصيا كنت متابعا لهذا اللاعب رفقة نادي ألميريا الإسباني، وقبل شهرين اتصلت باللاعب خلوة الذي عبر عن رغبته للمشاركة رفقة المنتخب المغربي بالألعاب المتوسطية، وبالفعل استدعيته لمعسكر المنتخب المغربي وأظهر على مستوى جد مشرف وأكد للجميع في الدورة المتوسطية أنه لاعب مهاري من الطراز الرفيع وهداف جيد، ساعدنا في تسجيل خمسة أهداف وكان له دور حاسم في تتويجنا بالميدالية الذهبية رفقة بقية اللاعبين وأعتبره ربحا كبيرا للفريق الوطني المغربي المقبل على الإقصائيات الأولمبية، وسيكون من العناصر المعول عليها. - المنتخب: عدنان الوردي قلب هجوم المنتخب المغربي الذي قدم مباريات كبيرة في الدور الأول كان لغيابه في مباراتي النصف والنهاية أثر كبير على عطاءات المنتخب المغربي، من وجهة نظرك، كيف ترى عطاءات هذا اللاعب الموهوب؟ بنعبيشة: بكل صراحة فالمهاجم الموهوب عدنان الوردي من اللاعبين الذين لعبوا للمنتخب المغربي لأقل من 17 و 19 سنة، وأظهر على مستويات مشرفة وحضوره في الألعاب المتوسطية كان قويا وقدم الإضافة المرجوة للهجوم المغربي، لكن الإصابة التي تعرض لها حرمته من المشاركة في المباراة النهائية، لو حضر رفقتنا فيها إلى جانب رضا النوالي الذي غاب بسبب جمعه لإنذارين والذي يعتبر من بين اللاعبين المعول عليهم في وسط الميدان لحسمنا المباراة قبل الدخول إلى الشوطين الإضافيين. - المنتخب: ما هي الأهداف المستقبلية المسطرة لهذا المنتخب؟ بنعبيشة: الشيء الأساسي هو تكوين لاعبين بإمكانهم المساهمة في تأهل المنتخب المغربي الأولمبي إلى نهائيات الألعاب الأولمبية التي ستقام بالبرازيل سنة 2016، ومن أجل تهييء هذا المنتخب سنشارك في الألعاب الفرنكفونية التي ستقام شهر شتنبر القادم والتي أعتبرها محطة مهمة لإعداد هؤلاء اللاعبين ومن واجبنا تسطير برنامج متكامل وخوض مجموعة من المباريات الودية مع منتخبات قوية قصد اكتساب الثقة حتى نكون جاهزين للإقصائيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد البرازيل. - المنتخب: قبل سفرك لتركيا للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، قلت بأنك تراهن على الفوز بميدالية دون أن تحدد نوعها؟ بنعبيشة: كما ذكرت سابقا كنت واثقا من مؤهلات اللاعبين الذين إشتغلت رفقتهم طيلة الفترة الماضية، لذا تنبأت بالفوز بإحدى الميداليات، ومباشرة بعد فوزنا في المجموعة الأولى في مختلف المباريات، تأكدت بأننا قادرين على الصعود لمنصة التتويج والقبض على الذهب. الصورة التي ظهرت بها العناصر الوطنية وقدرتها على التسجيل من مختلف الوضعيات وفي أي وقت من المباراة، جعلت العناصر الوطنية تثق في مؤهلاتها أكثر، والطريقة التي إستهل بها المنتخب المغربي المنافسة، أثبتت مدى الرغبة الكبيرة التي سيطرت على اللاعبين لبلوغ على الأقل المباراة النهائية، ولما واجهنا الأتراك كان للهدف الذي سجله الخلوة في الدقيقة الأولى دور كبير في تخلص اللاعبين المغاربة من كل ضغط. - المنتخب: الإعلام التركي أشاد كثيرا بعطاءات المنتخب المغربي خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ماذا مثل لكم إهتمام الصحافة بهؤلاء الشبان؟ بنعبيشة: كانت لحظات لا تنسى وبخاصة في المباراة النهائية، وإعادة التفوق على المنتخب التركي جعلت وسائل الإعلام التركية تعترف بقوة اللاعبين المغاربة الذين رفعوا أسهمهم كثيرا في منافسة تكون دوما محط إهتمام الأندية التي تبحث عن المواهب، أتمنى صادقا أن يتمكن اللاعبون الحاليون من المواصلة رفقة أنديتهم على ذات المستوى حتى يواصلوا القبض على مكانتهم الرسمية داخل الفريق الوطني المقبل كما ذكرت في شتنبر المقبل على المشاركة في الألعاب الفرنكوفونية بمدينة نيس الفرنسية. - المنتخب: في المباراة الأخيرة أمام تركيا إفتقدتم خدمات كل من الوردي والنوالي، أكيد أن غياب اللاعبين فرض عليك التغيير من إستراتيجة خطتك؟ بنعبيشة: اللاعبان الوردي والنوالي لهما قيمة كبيرة في المنتخب الوطني للشبان، وغيابهما كان واضحا، لكن المجهودات التي بذلها زملاؤهم في الفريق الوطني، يستحق منا كامل الإشادة. المجموعة التي رحلت إلى ميرسين كانت واعية بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولم تخيب ظني أبدا، وهذا ما أسعدني لأن اللاعبين طبقوا تعليماتي بالحرف. الإنسجام التام الذي حصل بين لاعبي المنتخب الوطني للشبان ولعبهم فيما بينهم لأشهر طويلة ساهم بشكل كبير في خلق علاقة أخوة فيما بين اللاعبين، وحتى الخلوة لاعب ألميريا الذي إلتحق باللاعبين أسبوعا فقط قبل سفرنا لتركيا بدوره أدخلته العناصر الوطنية في الأجواء. - المنتخب: نتركك في مساحة حرة عبر «المنتخب»؟ بنعبيشة: أشكر اللاعبين الذين تفانوا في خدمة القميص الوطني، وأثني كثيرا على المجهودات التي بذلوها لإهداء المغرب ميدالية ذهبية، أظن أن العمل الحقيقي سيبدأ من الآن، والمرحلة المقبلة تتطلب منا مواصلة مراقبة الجيل الحالي وحثه على العمل أكثر حتى يكون جاهزا لربح تحديات المرحلة المقبلة. حاوره: