لا شك أن أسئلة القلق والشك كانت العنوان الأبرز الذي انتاب عرين الأسود في الفترة الأخيرة، قلق كان له ما يفسره قياسا مع العروض المهزوزة التي قدم المنتخب المغربي في المباريات الأخيرة·· قلق مشروع بسبب الشرخ الذي أصاب الأسود والصورة المتواضعة التي بات يقدم وقد كانت المباراة الودية أمام زامبيا المقياس الآخر لقياس المرحلة التي بلغها الأسود مع روجي لومير ولتحديد أيضا الصورة الأولوية لما قبل دخول التصفيات الحاسمة، فكان مهما أن يضع لومير تصوره وهو يقترب من تحديد نسبة مائوية هامة من التركيبة التي سيعمتد عليها مستقبلا، إذ لا يعقل أن يتم إهدار مزيدا من الوقت في التجريب قبل أن تداهمنا المباريات الرسمية· لومير توخى من المباراة الودية أمام زامبيا جعلها صورة تقريبية لمستوى المجموعة وإصدار حكم أقرب لما يكون هو الأخير ما دام أنه وضع تحت المجهر والتجربة مجموعة من اللاعبين الجدد وأعطى لأكبر عدد الفرصة ولو أنه أوضح أن هناك بعض الوجوه تنتظر فرصتها ومن المفروض اختبارها· والفوز الذي سجله الأسود على زامبيا بثلاثية نظيفة سيكون له وقع إيجابي ليس فقط على اللاعبين والطاقم التقني ولكن على كل مغربي يتوق أن يرى الأسود في لائحة المنتخبات المشاركة في المونديال بجنوب إفريقيا وقع إيجابي قياسا مع النتيجة المسجلة وكذا مع التطور النسبي الذي عرفه الأداء ثم بروز وجوه جديدة بإمكانها تقديم الإضافات المرجوة، إذ أعلنت المباراة ميلاد مجموعة من الأسماء الجديدة من البناء سيكون على لومير حسن صياغتها ومناقشتها على بعد خطوات قليلة من التصفيات، وشخصيا ليست متفقا مع الناخب الفرنسي عندما أكد خلال الندوة الصحفية أن الوقت مازال أمامه لتجريب اللاعبين وتهيئ المجموعة التي سيخوض بها الإستحقاقات القادمة لأسباب عدة· أولها هو العمل على خلق التواصل والإنسجام بين اللاعبين واستغلال الفترة المتبقية لتحقيق هذين الهدفين على اعتبار حالة التغيير التي عرفها المنتخب المغربي وبروز وجوه جديدة بحاجة إلى الإنسجام ما باقي اللاعبين· ثانيهما أن الفترة المتبقية لا تقبل المزيد من إهدار الوقت في التجريب، إذ لابد من استغلالها أكثر مع المجموعة التي سيعتمد عليها في التصفيات وهضم أكثر أسلوب لومير· ثالثهما لصعوبة المرحلة المقبلة وما يتوجب لها من إعداد جيد وتعبئة شاملة لمقارعة خصومنا الثلاثة في المجموعة والمنافسة على بطاقة التأهل·· وإذ نحن ندرك جيدا سطوة هذا الوقت بل أنه لا يرحم فإننا نتطلع لخطة إعداد جيدة وذكية ترفع حالات القلق التي انتابتنا في الفترة الأخيرة وتؤسس لمجموعة قوية وفق ما ينتظره الجمهور المغربي ووفق ما تتطلبه المرحلة الحاسمة المقبلة·