كُتب على الرجاء البيضاوي، أن يبقى الممثل الوحيد للكرة المغربية، في الدرب الإفريقي، بعد إقصاء الأندية التي شاركت في المنافسة الإفريقية وهي الدفاع الجديدي ونهضة بركان والوداد، إذ ما زالت النسور تحلق في سماء كأس الكونفدرالية الإفريقية ببلوغها المربع الذهبي، واقترابها من النهائي، لذلك يحمل الفريق الأخضر آمال المغاربة في هذه النسخة، لتتزين كرتنا بنجمة جديدة، تنضاف للألقاب الإفريقية الأخرى. عميد الأندية المغربية يبقى الرجاء البيضاوي أكبر الأندية المغربية المتوجة على الصعيد الإفريقي، وله قيمة مهمة في خارطة الكرة الإفريقية، نظرا للشعبية التي يحظى بها، لذلك لم يكن غريبا أن تضم خزانته ألقابا إفريقية، حيث فاز في 3 مناسبات بكأس عصبة أبطال إفريقيا، سنوات 1989، 1997 و1999، كما فاز بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2003، وأحرز لقب كأس السوبر الإفريقية سنة 2000. ولم تكن قصة الرجاء متعلقة بما هو إفريقي، بل إن للفريق صولات في منافسات أخرى، على غرار بلوغه نهائي مونديال الأندية عام 2013، وفوزه بلقب الكأس العربية للأندية البطلة سنة 2003، ولقب الكأس الأفرو أسيوية سنة 1998. فترة فراغ يصبو الرجاء إلمصالحة مع الألقاب الإفريقية، في هذه النسخة، والأكيد أن القلعة الخضراء قد شدها الحنين لتحقيق هذا المطمح والعودة للواجهة القارية، بعد سنوات من الغياب، فكان مطلوبا من الرجاء أن يعود مجددا، اعتبارا إلى أنه من الأندية التي لها صيت واسع على الصعيد الإفريقي، ويعتبر أيضا من أقطاب الكرة المغربية، دون استثناء الطفرة النوعية التي تعرفها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة. والأكيد أن عودة المغرب للواجهة الإفريقية من خلال المشوار الذي سبق أن وقع عليه الفتح بوصوله لدور نصف كأس الكونفدرالية في نسختين متتاليتين، وكذا فوز الوداد بكأس العصبة، كل ذلك سيحمس الرجاء لمواصلة المشوار ، والبحث عن التتويج القاري. غاريدو هل يفعلها؟ رغم الشكوك التي حامت حول خوان كارلوس غاريدو مدرب الرجاء، بخصوص قدرته على تحقيق آمال الفريق وإعادته لسكة التألق، إلا أنه استطاع أن يحقق نتائج إيجابية في صمت، وسطر لفريقه مشوارا ناجحا في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وهو ما يؤكد أن لمسة المدرب الإسباني بدأت تعطي أكلها مع توالي المباريات، بدليل النتائج الإيجابية التي يسجلها في المنافسة الإفريقية، والمستويات التي يقدمها. والأكيد أن غاريدو يحلم لقيادة الرجاء إلى التتويج الإفريقي، ويدخل نادي المدربين المتوجين مع النسور الخضر في موسمه الثاني بالقلعة الخضراء. تغييرات في محلها تزامنت التغييرات التي عرفها الرجاء مع سباقه الإفريقي المحموم، وبدأ تأثيره الإيجابي، حيث تعيش القلعة الخضراء استقرارا مهما، بعيدا عن المشاكل المالية والداخلية التي نخرت جسدت النسور وأثرت عليها. البداية كانت، بانتداب لاعبين في بداية هذا الموسم، تمكنوا من وضع الإضافة سريعا داخل الفريق، من قبيل رحيمي، أيت باهي ،جبرون، نياسي وغيرهم، خاصة أن الرجاء عانى في الموسم الماضي من خصاص كبير في تركيبته البشرية، وصعبت في العديد من فترات المباراة من اختيارات غاريدو. التغييرات شملت أيضا ما هو إداري، باختيار جواد الزيات رئيسا للفريق، الذي قرر مواصلة العمل التي قامت به اللجنة المؤقتة برئاسة محمد أوزالّ. الخبرة والفتوة يحسب لغاريدو أنه نجح في تكوين مجموعة متجانسة، حيث تبقى قوتها أنها تجمع بين الفتوة والخبرة، وأعطت تشكيلا قويا، ذلك أن أصحاب الخبرة، من قبيل محسن ياجور، عبدالرحيم الشاكير، زكرياء حدراف، عبدالإله الحافيظي وغيرهم، خلقوا ذلك التجانس المطلوب مع الشباب ، على غرار رحيمي، أيت باهي، جبرون والعلمي. المستويات الجيدة التي يقدمها الرجاء، سواء في البطولة أو الكأس والمنافسة الإفريقية، كل ذلك يؤكد، نجاح الإنتدابات التي قام بها الفريق، والعمل الذي قام به، سواء غاريدو أو المدير التقني فتحي جمال، الذي كانت لمسته حاضرة بقوة، في الميركاطو الصيفي. خطوة قصيرة كل المؤشرات تؤكد أن حظوظ الرجاء ستكون وافرة، من أجل حجز بطاقة التأهل إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، بدليل أنه فاز في الذهاب بكينشاسا بهدف للاشيء، في انتظار مباراة الإياب، وينتظر أن لا يهدر النسور فرصة التحليق للنهائي. الرجاء وباعتباره الممثل الوحيد للكرة المغربية، سيحمل آمالها، وسيكون أمرا رائعا عودته لمنصات التتويج الإفريقي، خاصة أن آخر تتويج إفريقي يعود لسنة 2003، وهي مدة تبقى نوعا ما طويلة، مقارنة بقيمة الفريق، والأكيد أن هذه الفترة الطويلة ستكون من الأسباب التي ستدفع الرجاويين للمصلحة مع الألقاب الإفريقية.