أصبح مستقبل المدرب البرتغالي جوزي مورينيو مع مانشستر يونايتد الإنكليزي في مهب الريح أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد التعادل السلبي الثلاثاء مع ضيفه فالنسيا الإسباني على ملعب "أولد ترافورد" في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم. وفشل مورينيو في تحقيق أي فوز خلال أربع مباريات متتالية على أرض فريقه للمرة الأولى في مسيرته التدريبية، وذلك بعد الخسارة أمام طوطنهام والتعادل مع وولفرهامبتون في الدوري الممتاز والخروج من كأس عصبة الأندية المحلية المحترفة بضربات الترجيح على يد فريق الدرجة الإنكليزية الأولى (الثانية عمليا) دربي كاونتي. وفي ظل تخلف يونايتد بفارق 9 نقاط عن جاره اللدود مانشستر سيتي حامل اللقب وليفربول بعد 7 مراحل فقط على بداية البطولة الممتازة، بدأت ترتسم في الأفق إمكانية اقالة المدرب البرتغالي الذي يواجه الانتقادات من كل حدب وصوب، لاسيما من النجوم السابقين لفريق "الشياطين الحمر". ولم يكن جمهور يونايتد راضيا عن الأداء الذي قدمه الفريق الثلاثاء ضد فالنسيا وطالبه في الشوط الثاني ب"الهجوم، الهجوم، الهجوم" لكن دون جدوى، وانتهى الأمر باكتفاء الفريق بنقطة من مباراة جمعته بمنافس لم يحقق سوى فوز يتيم في 9 مباريات خاضها هذا الموسم. وتذمر المدرب البرتغالي بعد اللقاء من "عدم توفر القدرات الفنية للبناء من الخط الخلفي. كنا ندرك بأننا لن تخلق 20 فرصة (في المباراة). لاعبونا المهاجمون ليسوا في أفضل حالاتهم على صعيد الثقة بالنفس والمستوى الشخصي". وأقيمت مباراة الثلاثاء تحت أنظار نجوم سابقين مثل ديفيد بيكام والويلزي راين غيغز وغاري نيفيل ونيكي بات الذين هزوا أركان أكبر الفرق الأوروبية تحت قيادة المدرب الأسطوري الإسكتلندي أليكس فيرغوسون، وأحرجوا في "أولد ترافورد" فرقا مثل برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي. وكان نجم الوسط السابق بول سكولز أكثر المنتقدين لمورينيو حتى قبل مباراة الثلاثاء، معربا عن تفاجئه ببقاء البرتغالي في منصبه بعد خسارة السبت في البطولة أمام وست هام 1-3. وقال سكولز الذي يعمل كمحلل لقناة "بي تي" الرياضية الإنكليزية، عن المدرب البرتغالي "أعتقد أن فقد على الأرجح السيطرة على فمه (بسبب تذمره وانتقاده الآخرين والإدارة)، وأعتقد أنه يحرج النادي". والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو إلى أي متى سيبقى مورينيو صامدا في منصبه؟ يعتمد هذا الأمر على صبر نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للنادي إد وودوورد واستمرار رهانه على المدرب البرتغالي. الفشل في الحصول على مركز مؤهل الى عصبة أبطال أوروبا دفع وودوورد في السابق الى اقالة المدربين الإسكتلندي ديفيد مويز والهولندي لويس فان غال، لكن العقد الذي يربط مورينيو بيونايتد يمتد حتى 2020 وإقالة البرتغالي ستكلف النادي أموالا طائلة. يبتعد يونايتد في الوقت الحالي بفارق خمس نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال، وتنتظره مباراتان صعبتان للغاية خارج ملعبه في المراحل الخمس المقبلة ضد تشلسي وجاره مانشستر سيتي، إضافة الى مواجهة يوفنتوس الإيطالي مرتين في عصبة الأبطال حيث سيلتقي نجمه السابق كريستيانو رونالدو الذي قاده الى لقبه الأخير في المسابقة القارية عام 2008. يخوض مورينيو موسمه الثالث مع "الشياطين الحمر"، ونجح في موسميه الأولين في إعادة الفريق لعصبة الأبطال من خلال الفوز بلقب "اوروبا ليغ" عام 2017 ونيل المركز الثاني في البطولة الممتازة الموسم الماضي، وهو ذكر بذلك أكثر من مرة خلال الأيام الماضية دفاعا عن سجله مع النادي. لكن البرتغالي يميل غالبا الى التذكير بتاريخه من أجل الدفاع عن حاضره ومستقبله، وهذا ما حصل بعد الخسارة القاسية في البطولة أمام طوطنهام بثلاثية نظيفة، عندما طالب بمزيد من الاحترام لمدرب أحرز لقب البطولة الممتازة ثلاث مرات... لكن إثنين من هذه الألقاب تحققت قبل أكثر من عقد من الزمني (2005 و2006) مع تشلسي في حقبة كان يونايتد خلالها المعيار والفريق الذي يسعى الجميع الى إسقاطه. لكن الآن، وكما حال مدربه، أصبح يونايتد فريقا يبكي على الأطلال.