الله يفكها على خير "ما حدها كتقاقي وهي كتزيد فالبيض والكوارث والنحس".. وهلم شرا من ويلات لا تريد أن تفارق البيت الأطلسي، والجامعة التي تراهن على عيد ميلاد سعيد في سنتها الرابعة، يبدو أنها تحتاج لحظ كبير ووردي في دار السلام كي يستل المنتخب الوطني شعرة الفوز بسلام ويبقي على بصيص الأمل المونديالي حتى لا يتبخر كما تبخرت آمال كثيرة قبله في السنوات المطوية مؤخرا.. رحل الأسود لدبي ونريدها هذه المرة رحلة موفقة في الشكل والمضمون ولكل امرئ ما نوى، تختلف عن رحلة دخلها المنتخب الوطني مولودا قبل 8 سنوات مع الزاكي وخرج منها مفقودا اسمه نيبت الذي بحثنا عنه في موقعة رادس أمام النسور فلم نجده. على الجميع الإكتفاء بالدعاء الموصول للطوسي ولمن اختارهم معه كفيلق يثق فيهم وفي قدرته على ترويضهم، حتى لا يخرج أحد على القوم ويذكرهم بأنه لا فرق بين لمباركي وبلهندة ولا بين جبيرة والكوثري إلا بالتقوى ويتهم معشر القبيلة بالعنصرية. بعد «الكان» وما كان فيه من مفاجآت وأسرار، وفي يوم الندوة العجيب وزعت الجامعة كتابها الذي أحصت فيه مصاريف الرحلة ونفقات الطبيب التي فاقت ما ينفق في مالي هذه الأيام على ألاف المعطوبين، وفي نفس الكتاب دونت إشادة كبيرة من المدرب بالأجواء والإختيارات واللاعبين وروح المجموعة. وحين داهمنا الناخب الوطني بسؤال هو من صميم ما يواثره العالم وشهدوا عليه، حول تأديب البعض كما جاء على لسان المروض وتغييب آخرين، نفى الطوسي نفيا قاطعا أن يكون لاعب من لاعبيه قد خرج عن النص ليرفع الفتحة ويكسر الضمة في الجمل الإنشائية والنحوية لمدربهم. لا نريد في الأسبوع الذي يسبق موقعة الحسم المشي على الجثث ولا تحريك الراكد، لأننا نقف كلنا وبلا شروط خلف فريقنا الوطني، أيا كانت هوية وقيمة وصفة الكومندو المختار، بقدر ما يساورنا شك قاتل هو من صميم الواقع وحقيقة الأشياء كما نعرفها نحن عن حقيقة لاعب البطولة الذي تقتله الشيشا كما قال طبيب المنتخب الوطني، وتهزمه تشيلسي مقلدة في غانا وريال مزورة في غامبيا ولا يعبر أمام فريق نكرة في السينغال. مبعث الخوف شرعي ومفروض بلغة الواقع، لأنه حتى ونحن نحاول الإقتناع بقصة رواها المدرب بعد «الكان»، وهو كونه وجد الفريق المثالي أمام جنوب إفريقيا، فإن تكسير ضلوع 11 لاعبا من الذين تواجدوا معه في «الكان»، وتفتيت عظام لاعبين كانوا قبل شهر من الثوابت وصاروا اليوم بقدرة قادر خارج حسابات لائحة 23 لاعبا، مسألة مخيفة في واقع الأمر. أمام تانزانيا سنكون أمام ثلاثة خلاصات لا رابع لها: الفوز بتشكيل مؤلف من محليي البطولة وبعدها ستقوم قيامة المنتصرين والمتعصبين لرأي ابن الدرب والحومة الذي يمشي مع الناس في الأسواق. الخسارة ومعها سيتم الحكم بالإعدام على لاعبين لم تستو جلودهم بما يكفي فدخلوا عصيدة التصفيات التي ستحرقهم. وضع الطوسي بين المنزلتين، إما أن يعتلي منصة الخطابة بطلا هلاميا بفضل اختياراته الجسورة أو منكسرا فتنكسر معه أسطورة المدرب المغربي، كما أطفأوا قبله جدوة التركيبة الرباعية ويعود الخواجة للواجهة من جديد. أمام تانزانيا لا يمكن العيش على واقعة حادثة السير القديمة وهدف الحمداوي الشهير، اليوم نحن خلف الرأس الأخضر في تصنيف الفيفا وخلف إفريقيا الوسطى التي نرفض استقبال لاعبيها في فرق متوسطة في البطولة، وخلف سيراليون التي كنا نهزمها بنصف دزينة أهداف.. علينا أن ننظر في المرآة وننسى حكاية جمالنا القديم، اليوم بدأت تظهر بعض التجاعيد على المحيى ولو نفرط في المكسب بدار السلام ستكون حتما الشيخوخة التي تقود للزهايمر الكروي.. الله يفكها على خير تختصر الشك والحسرة والخوف وكل الأشياء الأخرى..