لا تفرح قل إن منتخب مالي للمحليين ضعيف، ولا تقل أن أسود الأطلس كانوا الأقوى بدليل المقارنات الواضحة بين منتخب مالي فارغ المحتوى من محترفيه عامة، ومنتخب مغربي محلي له أصلا لاعبون دوليون من طينة لمياغري والشاكير والحافظي وبورزوق والبحري والعقال وبلخضر والعسكري وعبد اللطيف نوصير. قل إن منتخب مالي المحلي حديث العهد بالدولية ويستعد لكأس إفريقيا للمحليين، وليس هو الذي إحتل المركز الثالث بنهائيات جنوب إفريقيا بكامل محترفيه. قل إن المنتخب المغربي للمحليين هو من سيشارك في «الشان» وليس هو من يدفع به لاحقا إلى تانزانيا وغامبيا والكوت ديفوار ضمن إقصائيات نهائيات كأس العالم، إذ الصورة التي ظهر بها أمام مالي لا تعطي الإنطباع على أنه المنتخب المقاتل والقادر على تغيير الأحداث والإنقلاب على أوضاع وكينونة المحترف المغربي بأوروبا، وليس هو المنتخب الذي يملك الأعيرة المحترفة من المستوى العالي لمقارعة كومندو الكوت ديفوار وبأقله تانزانيا التي هزمت الكامرون وديا وحتى غامبيا بكامل محترفيهم.. ومن يقول أن مستقبل الأسود رهين بهذا الرعيل لصنع المعجزة ضد هذا الثلاثي فهو خاطئ على الإطلاق لأسباب جوهرية تغيب عنها الخبرة الطويلة باللقاءات الدولية والإحتكاك بما هو إفريقي بمعزل عن ما قدمه الشاكير والقديوي والحافظي بمعطيات فنية محترمة خلال النهائيات الأخيرة وبأزمنة متفاوتة في الأداء دون الحكم عليها بشكل قاطع إذا ما قورنت بذات المواصفات أمام مالي وبخاصة أداء الحافظي العادي جدا. لا أريد هنا أن أدخل في مناوشات نقدية مع الناخب الوطني رشيد الطوسي فيما قاله خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة من أن الفرصة التي أتيحت للاعبين بوسعها أو بمقدورها الإعتماد عليهم حتى من اللاعبين اللذين تم إقحامهم خلال الجولة الثانية في المباريات الدولية المقبلة، والنقاش قد يكون عسيرا لأن غالبية لاعبي البطولة الإحترافية المغربية بعيدون بشكل عام عن الإحتكاك بما هو إفريقي، فضلا عن خصوصية القامة والمورفولوجية المقارنة مع الأفارقة وفي غياب تام عن النجوم التي تصنع الثقل الكبير بأنديتها بذات الوجوه التي صنعت الزمن الجميل بالمنتخبات الوطنية سابقا.. صحيح أن المقارنات تصح بين الأجيال المتعاقبة، لكن كرة اليوم أسهل بكثير من كرة الأمس المقاتلة، كرة مصححة بعلامات التجديد الخاص بالحماية التحكيمية، وأحذية حريرية، وبساط أخضر مثل نعيم الفراش، وإعلام قوي من كل الأطياف و، و،ومع دلك لا تشعر اليوم بروح الكرة المفروض أن تكون قد اجتهدت في صناعة الأجيال مع مراحل التجديد الذي أحدثته ألفيفا على الأقل لتعطينا الأندية الوطنية شيئا من الماضي الذهبي ولو بنماذج بشرية مصنوعة بالتكامل المهاري والتكتيكي والتأ طيري ليكون جاهزا للمنتخب الوطني في اللحظة والظرفية الملائمة.. وهده الخصوصية غير موجودة في البطولة الوطنية من مؤدى اللاعب الجاهز كليا للدولية مثل التكوين المتكامل للاعب المغربي القادم من أوروبا كمشكلة قائمة في معقل الأندية المغربية الملاحقة دوما للاعبين من أندية الظل، وفي غياب تام للبناء القاعدي وغياب دور رجال الكشافة عن طيور كرة القدم للأحياء. هذا هو مقصود المشكلة التي تعيق اختيار اللاعب المتكامل للدولية، لأنه حتى بداخل المنتخب الوطني، لا يمكن اعتبار الكل بمعيار اللاعب المتجانس مع الدولية، بل هناك أقلية ملزمة بالأهلية في شقها الإحتكاكي، وأخرى غبنها الإختيار الأعمى في وقت متأخر من السن وبمقدورها أن تعطي وحيا مهاريا وقتاليا مثل عبد الصمد المباركي الوجه الذي فرط فيه أكثر من ناخب كلاعب موهوب افتقدت الكرة المغربية مثل أوصافه التي كنا وما زلنا نبحث عنها من ثقب إبرة داخل الأندية الوطنية سواء على مستوى صناعة اللعب أو على مستوى الحراسة أو حتى شتى الأدوار الدفاعية أو الوسطية التي افتقدتها الأندية على مستوى الإختصاص. لذلك لا يمكن أن نعتد بما يصرح به رشيد الطوسي أو يفتتن بما قدمه المنتخب المحلي أمام مالي بمقارنات واضحة، لأنه حتى داخل هذا المنتخب به لاعبون عاديون جدا، وليسوا بالكامل دوليون من المستوى العالي، ولست أدري كيف سنخوض نهائيات كأس إفريقيا2015؟ وبأي نواة سيلعب الأسود؟ وبأي مدرب مرحلة؟ هل بالطوسي أم بمجهول آخر ما دمنا نؤكد على ضرورة الفوز باللقب بكل المواصفات القتالية؟ في النهاية، علينا أن نؤمن بضرورة ما نملكه لحد الآن من لاعبين عاديين بدون كوطة مرتفعة أو من المستوى العالي في النجومية التي تحدث الفارق في أي دور نراه لائقا لخلافة محترفين مغاربة يأتون لحمل القميص الوطني و بأدوار تكتيكية مغايرة عن التي يختصون بها مع أنديتهم كضريبة يؤدون ثمنها غاليا لحظة الإقصاء مثلما حصل لهم ذلك بجنوب إفريقيا.