علامات إستفهام مابين ضغوط بلدان الإقامة ولعنة الوطن الأم؟ أسئلة كثيرة تستمد مشروعيتها من المآل غير المرغوب فيه لعدد كبير من المواهب المغربية، من الطيور المهاجرة بالخارج والتي رصدها مسؤولو الكرة بالبلدان التي ينشطون بها،وعراقيل كثيرة يعيشها أبناء المهجر لإختيار المنتخب الذي سيمثلونه. وبين المجهودات التي تبذلها جامعة الكرة المغربية عبر خلق جسور تواصل مع المحترفين المغاربة في القارة العجوز تكبر علامات الإستفهام بخصوص مستقبل العديد من المواهب التي مازالت حائرة ولم تختر بعد الفريق الوطني الذي ستمثله،بالنظر لحجم الضغوطات الذي تعانيه من قبل مسؤولي الأندية التي تمارس داخلها وأطراف أخرى. المنتخب:أمين المجدوبي قدر أم سوء تقدير لأصحاب القرار؟ كثيرا ما لاحقنا قضية إختيار أبناء المهجر في أوروبا للمنتخب الذي سيمثلونه و التي لا يشكل المغرب استثناءا فيها بالمقارنة مع بلدان شمال إفريقيا حتى وإن كانت الأرقام والإحصائيات المهولة بالفعل تضعه على رأس القائمة إفريقيا وعربيا، للبلدان والمنتخبات التي يتعرض لاعبوها لضغوطات تمثيل بلدان الإقامة وإدارة الظهر للمنتخبات المغربية في مختلق الفئات سواء تعلق الأمر بالفتيان أو الشبان ناهيك عن المنتخب الأول.. كثيرا ما توغلنا لإيجاد مقاربة الحد من تضييع المواهب المغربية أو التعاطي الحكيم معها بالشكل الذي يفضي للنهاية السعيدة التي يتمناها الكل وهي أن يحتضن المنتخب المغربي أبناءه المهاجرين دون أن يحظى بمنافسة شديدة من بلدان المهجر التي ينشط فيها كل هؤلاء. وفي الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات كلما سحب بلد أوروبي موهبة أو لاعبا من المنتخب المغربي، توجه سهام النقد اللاذعة للاعب وأسرته ومحيطه وتتجاوز هذه الأصوات أحيانا مداها المسموح به لتطعن في وطنية هذا اللاعب وشعوره القومي بالإنتماء لبلده وكونه مارس فعل الخيانة، فلا أحد منا ينبش في المسؤولية التقصيرية للمسؤولين عن تسيير الجامعات، عن قيادات المنتخبات المتعاقبة ولا الأدوار التي تحملتها في سياق استقطاب لاعبين نشأوا وتربوا تربية مخالفة ومغايرة لتلك التي نعرفها،رغم المجهودات التي أصبحت تبذل مؤخرا للتواصل مع أبناء المهجر في سن صغيرة من خلال مواكبة عطائهم داخل أنديتهم من قبل مناديب جامعة الكرة بمختلف البلدان الأوروبية. لا تأكل الغلة وتسب الملة بهذه العبارة يخاطب مسؤولو الأندية الأوروبية اللاعبين المغاربة الذين نشأوا بينهم. فهناك حقائق مذهلة ترتبط بواقع الضغط المرتفع الذي يعيشه اللاعبون المغاربة ممن يحملون جواز سفر أوروبي أو ممن هم محل نزاع بين تمثيل الأسود ومنتخبات أوروبية. أحيانا يرتفع الضغط للتهديد بالطرد وتجميد وضع اللاعب داخل نادييه والتضييق الشديد على منافذ تحليقه صوب آفاق احترافية أرحب، وأحيانا بالإغراء وإظهار مزايا اللعب لمنتخب هولندا أو بلجيكا أو فرنسا مثلا بكل ما يحمله الرهان من مستقبل وردي للاعب وبين اللعب لمنتخب مغربي يدمن الإخفاقات والفشل والخروج الصاغر من كل التظاهرات والمسابقات التي ينافس عليها. باختصار مسؤولون كثر بفرق أوروبية كثيرا ما خاطبوا اللاعب المغربي بمدلول العبارة التالية «لا تأكل الغلة وتسب الملة»،بإعتبار أن بلد الإقامة هو الذي خسر أمواله لتكوين اللاعب وإهتم به وهو صغير السن عوض موطنه الأصلي الذي رصده مسؤولوه بعدما كبرت أسهمه. لعنة الوطن يبدو أن لعنة الوطن لاحقت عددا من اللاعبين المغاربة الذين أداروا ظهرهم لمنتخب بلادهم جعلت البعض يشمت في هذا المآل الحزين ويؤكد أنه للأوطان مقامها الذي ينبغي أن يصان وحرمتها التي يجب أن تظل محاطة بالتقدير اللازم. من لاعب فالنسيا منير حدادي الذي أدار ظهره للمغرب في الأونة الأخيرة إلى أنور غازي لاعب أجاكس وصولا إلى أمين حاريث لاعب نانط وكلهم فضلوا اللعب مع بلدان الإقامة،يبدو أن لعنة الوطن الأم تصيب كل من إختار بلد الإقامة،في ظل تجاهل العديد من المنتخبات الأوروبية للاعبين المغاربة بمجرد لعبهم بعض المباريات بقميص بلدان المهجر. الندم لا يقتصر على اللاعبين فحسب والذين يستشعرون المقلب كونهم خدعوا بالوعود الحالمة، بل يسري حتى على أسر هؤلاء اللاعبين والتي تقصد المغرب كل صيف وتعيش غربة في أرض الميلاد وبلدها الأصلي، غربة نتيجة نفور المواطنين منهم والتعامل معهم على أنهم خانوا انتظارات أبناء الوطن الأصلي وهو ما يدخلهم دوامة ندم شديد لا تنتهي هواجسه. مواهب مغربية تعاني مابين الحلم في بلوغ المجد والتطلع للمنافسة على أعلى مستوى وتأثيت المشهد في منافسات كبيرة،يعاني العديد من أبناء المهجر في بلدان أوروبية مختلفة من تضييق الخناق عليهم للعب مع المنتخبات الوطنية،ففي هولندا مثلا أصبحت الجامعة الهولندية تطلب من الأندية المحلية عدم السماح للاعبين المغاربة باللحاق بالمنتخب المغربي،بعد ملف المحترف حكيم زياش الذي أدار ظهره ل"الأرونج"لكنه تلقى إجحافا من المغاربة وبالأخص من الناخب الوطني هيرفي رونار،وهومايجعل العديد من المواهب المغربية في الأراضي المنخفضة تتراجع عن قرار اللعب مع المنتخب،بالنظر لماتابعوه في إشكالية اللاعب زياش،وقبله هاشم مستور الذي يعاني حاليا في زفول الهولندي بعدما فقد بريقه،وفقد معه الحضور مع المنتخب الرديف الذي كان يتردد عليه بين الفينة والأخرى. وبغض النظر عن هولندا فإن المحترفين المغاربة في بلدان فرنسا وإسبانيا وكذا إيطاليا وبالأخص صغار السن من الذين لم يحسموا بعد المنتخب الذي سيمثلونه يعيشون على إيقاع الحيرة،بعدما تابعوا مجموعة من العراقيل التي سقط فيها بعض اللاعبين الذين إختاروا المغرب كما كان عليه الحال مع بوفال قبل أن يتم تذويب جليد الخلاف،ناهيك عن عدم قدرة لاعبين فضلوا اللعب لبلدان الإقامة في تأكيد حضورهم القوي إلا إستثناءات قليلة. مناديب الجامعة على الخط بعدما تهربت العديد من المواهب المغربية وفضلت اللعب لبلدان الإقامة في أرض المهجر،فطنت جامعة الكرة لضرورة إحداث خلايا في القارة العجوز من أجل تتبع مسار اللاعبين صغار السن،ومفاتحتهم بمعية أولياء أمورهم،فلجأت لإعتماد بعض المناديب في فرنسا وإسبانيا وكذا بلجيكا لقطع الطريق على مسؤولي الجامعات الأوروبية الذين كانوا يضغطون على اللاعبين المغاربة بالطريقة التي أرادوا،لكن في الأونة الأخيرة أصبح يصعب عليهم إستمالة قلوب الجميع،وأكيد أن إختيار اللاعب الشاب أشرف حكيمي مدافع ريال مدريد كاستيا اللعب مع المغرب فيه تأكيد على قيمة العمل الذي ينجزه المندوب ربيع تكسة في بلاد الماتادور حيث يرصيد مجموعة من المواهب،ناهيك عن مايقوم به أحمد شواري في فرنسا وكذلك نورالدين موكريم في بلجيكا والذين تلقوا إشادة خاصة من المدير التقني الوطني ناصر لاركيط، الذي يثق كثيرا قي العمل الذي يقوم الثلاثي المذكور الذي يشتغل في الفترة الحالية مع كاقة مدربي المنتخبات الوطنية إنطلاقا من مصطفى مديح،فالهولندي مارك فوت ثم جمال السلامي،والذين تمكنوا في ظرف وجيز في جلب مجموعة من المواهب للعب مع المنتخبات الوطنية سيكون لها شأن كبير مع المنتخبات الوطنية وداخل أنديتها لامحالة.