هو بالفعل أكثر المدربين تتويجا على المستوى الوطني، فهو صائد الألقاب، نجح مع كل الأندية التي دربها، حيث قادها باقتدار لمنصات التتويج، عاد مؤخرا لقيادة النسور، وهي عودة للبيت الذي تربى بين أحضانه، لكن عودة الجنيرال هذه المرة تبقى محفوفة بالخطر بالنظر للوضعية الصعبة التي يجتازها الفريق الأخضر، وكعادته أعلن المدرب فاخر التحدي وإصراره على قيادة السفينة من منتصف الطريق بالرغم من كل الأمواج العاتية التي تتقاذفها من كل جانب، بعد فترة وجيزة وبخبرة السنين نجح في التتويج بلقب دوري النتيفي، ليضع حدا للهزائم المتتالية ويرفع معنويات لاعبيه قبل موعد انطلاق البطولة الوطنية، لكن بالرغم من ذلك فإن فاخر هذه المرة يرفض بيع الوهم للجمهور الرجاوي المتطلع للألقاب، ويلح على أخذ مزيد من الوقت قبل الحكم على فريقه ولاعبيه، إنه حوار البوح والصراحة مع جنيرال رفض أن يوصف بالإنقلابي، كما أنه يراهن على خبرة السنين وعلى تلاحم كل مكونات الرجاء من أجل استكمال المشروع الذي دشنه قبل أربع سنوات وقاد به النسور نحو العالمية. - المنتخب: بعد المشاركة الموفقة في دوري المرحوم النتيفي، هل بإمكانكم وضع تقييم لمستوى العناصر الرجاوية؟ فاخر: من الصعب جدا وضع تقييم موضوعي وإصدار حكم على اللاعبين من خلال المشاركة في هذا الدوري الذي تضمن فقط مباراتين، فقد يكون الخطأ واردا بنسبة كبيرة سواء بالحكم على اللاعب بشكل إيجابي أو سلبي، لذلك فنحن نحاول تهييء الفريق للمباراة الأولى التي ستجمعنا بالنادي القنيطري، وهدفنا أن يكون الفريق أكثر تنافسية مع انطلاق البطولة، وبعد الدورة الأولى ستكون لدينا فرصة ثانية بسبب غيابنا عن كأس العرش سنحاول استغلالها لإستكمال المرحلة الإعدادية. - المنتخب: هذا يعني بأنكم غير مقتنعين بهذه الفترة الإعدادية؟ فاخر: كما تعلمون فقد إلتحقت قبل أسبوع فقط، كما أن مجموعة من اللاعبين لم يلتحقوا بدورهم بالتداريب في وقت مبكر، وهذه المرحلة الإعدادية التي تسبق انطلاق الموسم الرياضي مهمة جدا، فإذا كان من غير الممكن بناء بيت بدون أساس فلا يمكن كذلك أن نبني فريقا بدون إعداد جيد، وحتى يكون الفريق في تمام جاهزيته فإنك بحاجة لثمانية أسابيع بين التداريب والمعسكرات الإعدادية إضافة لثمانية مباريات ودية، وبالنسبة لنا فإن الوضع مختلف. - المنتخب: لكنك رفضت إجراء مباراتين وديتين أمام الدفاع الجديدي واتحاد طنجة بالرغم من الحاجة لمباريات ودية؟ فاخر: لست أنا من رفض إجراء المباراتين، لكن الظروف هي التي لم تسمح بذلك، لقد إلتحقت بالفريق يوم عاشر غشت، في حين كانت مباراة الجديدة مبرمجة يوم 13 غشت، وبالتالي فإن الوقت لم يكن مناسبا لإجراء هذه المباراة لأني بالكاد أتعرف على اللاعبين، وعلى المستوى الذي وصلوا إليه من حيث الإستعدادات، وبالنسبة لمباراة اتحاد طنجة فقد تزامن موعدها مع مشاركتنا في دوري النتيفي، وبالتالي لا يمكن إجراء مباراتين في وقت واحد. - المنتخب: بعد هذه الفترة الإعدادية، هل أنتم مقتنعون ببعض الوافدين الجدد ونخص بالذكر اللمطي والمدافع الطاوس؟ فاخر: كما أشرت لذلك سابقا فإن هذه الفترة التي قضيتها مع الفريق جد قصيرة، وتميزت بتداريب شاقة، باعتبار إجراء حصتين في اليوم، وهذا يعني بأن اللاعبين يبذلون مجهودا بدنيا في التداريب، إضافة لمباراتين وديتين في ثلاثة أيام، وفي ظل هذه الظروف يصعب إصدار حكم نهائي، وأظن بأن المباريات القادمة وأرضية الميدان هي التي ستحكم على كل لاعب وإن كان يستحق بالفعل حمل قميص الرجاء. - المنتخب: بعد هذه الفترة القصيرة، هل هناك ارتياح لهذا المعسكر الإعدادي بالجديدة؟ فاخر: من دون شك هناك ارتياح للأجواء التي دار فيها المعسكر من حيث التداريب التي كانت في المستوى، ومرتاح أكثر للجدية في العمل وللإنضباط الذي أظهره اللاعبون، وللحماس وروح المسؤولية والرغبة القوية في الدفاع عن قميص الفريق، وهذه أشياء إيجابية تشجع على العمل، وقد ساعدتنا هذه المرحلة على أخذ صورة أكثر وضوحا عن الفريق، وبعدها كانت لنا جلسة مع المسؤولين كذلك من أجل وضعهم في الصورة. - المنتخب: هذا يعني بأنكم قد حددتم مراكز الخصاص والإنتدابات التي يتوجب القيام بها؟ فاخر: بالفعل، قد حددنا مراكز الخصاص وكان لنا اجتماع بهذا الخصوص مع المكتب المسير، فهناك نقص على مستوى الوسط وكذا الهجوم، فنحن نلعب مثلا بالثنائي الراقي ومابيدي في الوسط في غياب بدائل من مستواهما، وحاليا نبحث عن لاعب وسط بديل للاعبين بنفس البروفايل، وكما تعلم فإن التسوق يتطلب منك وضع النقود في جيبك لتختار ما يطيب لك، وهذا لا ينطبق علينا داخل الرجاء، نتمنى أن تتوفر السيولة المالية التي ستمكننا من انتداب العناصر التي نحتاج إليها لترميم الصفوف. - المنتخب: هناك حديث عن بعض الأسماء منها المدافع الياميق، أين وصلت المفاوضات مع هذا اللاعب؟ فاخر: صحيح أن اللاعب الياميق كان و لا يزال ضمن مخططاتنا منذ البداية، لكن المدرب يحدد فقط مواضع الخصاص ويقترح الأسماء على المكتب المسير، في حين أن المفاوضات تبقى من اختصاص المسؤولين الذين يحاولون إقناع اللاعب وكذا فريقه، وهذا له علاقة كذلك بالسيولة المالية كما تحدثنا عن ذلك سابقا، لذلك فإني أشتغل حاليا مع هذه الأسماء الموجودة في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة من جديد. - المنتخب: هل يمكن وضع تقييم لمستوى جاهزية فريقك قبل حوالي عشرة أيام على انطلاق المنافسات الرسمية؟ فاخر: إذا قلت شيئا بهذا الخصوص فإني سأكذب عليك وعلى الجمهور، وهذا ليس من شيمي، فمن الصعب جدا الحديث عن مستوى الجاهزية بدون إجراء مجموعة من المباريات، أو إجراء اختبار بدني للاعبين لقياس مستواهم البدني، لدينا هذه الفترة التي تفصلنا عن انطلاق البطولة سنحاول استغلالها بشكل أفضل وحينها نتمنى أن تتضح لنا الصورة بشكل أفضل. - المنتخب: لكن هذا لا ينفي أن يكون لديكم تصور بخصوص العمود الفقري للفريق؟ فاخر: لدينا تصور للعمود الفقري للفريق، لكن هذا لا ينفي بأننا نعاني نقصا على مستوى الكم حتى نكمل العدد الكافي من اللاعبين ونصل لما بين 24 و26 لاعبا، كما أن لدينا نقص كذلك على مستوى الكيف، فالرجاء لن يكتفي بتنشيط البطولة ولعب الأدوار الثانوية، بل هو مطالب دائما بالمنافسة على الألقاب، ولتحقيق هذا الهدف فإنك بحاجة للاعبين بإمكانهم تحمل الضغط ومسايرة إيقاع البطولة. - المنتخب: هناك لاعبين قادمين من مدرسة الفريق، ألا يدخلون ضمن اهتماماتك؟ فاخر: مرحبا بهم ضمن صفوف الفريق لكن شريطة أن يكونوا جاهزين وقادرين على حمل قميص الرجاء والدفاع عنه، هناك فرق بين الأمس واليوم، فحين كان فريق الأمل يلعب في رفع الستار، كان الجمهور يتابع أسماء من طينة النجاري، الحيمر، طلال، عبوب... وكان يشرف عليهم مجموعة من المؤطرين الذين يتنافسون بدورهم على صقل هذه المواهب كمرحوم، نجمي، حليتي، بشير، الصديقي، جمال فتحي والمرحومين هيرس وعبد الرزاق.. والنتيجة كانت الفوز بستة ألقاب للبطولة الوطنية وثلاث كؤوس إفريقية، وألقاب أخرى، وحاليا يجب بذل مجهود أكبر على مستوى التكوين لنستفيد أكثر من مدرسة الفريق، لذا فأنا لست ضد العناصر الشابة لكني مع الجاهزية وعدم حرق المراحل بسرعة. - المنتخب: من دون شك هناك ارتياح للنتائج المحصل عليها في دوري النتيفي، فماذا عن انعكاسات التتويج على نفسية اللاعبين؟ فاخر: صحيح أن الهدف الأساسي لم يكن هو الفوز بالدوري بالدرجة الأولى بقدر ما كان يهمنا الإستفادة من إجراء مباراتين ومنح فرصة للاعبين لكسب مزيد من التنافسية، لكن حينما يتعرض الفريق لهزائم متتالية فإن اللاعبين يدخلون في دوامة الشك، كيفما كان مستوى اللاعب، لذلك كان مهما بالنسبة لنا الخروج من هذه الدوامة بغض النظر عن الأداء، والفوز في مباراتين والتتويج بلقب الدوري ستكون له انعكاسات إيجابية على نفسية اللاعبين الذين سيستعيدون الثقة في إمكانياتهم، وهذا مهم بالنسبة لنا قبل دخول غمار المنافسات الرسمية. - المنتخب: هل مكنكم هذا الدوري من التعرف على مستوى المنافسين وخاصة نهضة بركان وأولمبيك خريبكة؟ فاخر: واجهنا أولمبيك خريبكة في المباراة الأولى، في حين لم أتابع سوى شوط واحد من المباراة التي جمعت نهضة بركان بالراسينغ البيضاوي، لكن هذا غير كافي للحكم على مستوى هذه الأندية، فالمباريات الرسمية هي المقياس الوحيد للحكم على أي فريق، وشخصيا أفضل التركيز على فريقي في الظرفية الراهنة، وحين ستنطلق البطولة فإن النقل التلفزي سيمكنني من متابعة كل المباريات سواء بشكل مباشر أو من خلال التسجيلات. - المنتخب: هل لديكم معلومات عن الملعب الذي سيحتضن مباراتكم مع النادي القنيطري، وهل يقلقكم عدم معرفة مكان إجراء المباراة؟ فاخر: غياب ملعب لإجراء المباريات الرسمية يعتبر في حد ذاته عائق ويشكل مشكلا حقيقيا بالنسبة لنا باعتبار أهمية التوفر على ملعب قار، حيث يتعود عليه اللاعبون والحديث حاليا عن إمكانية الإستقبال بالرباط أو مراكش، كما أن احتمال إجراء المباراة بملعب الأب جيكو وارد إذا لم يقفل هذا الملعب بدوره للإصلاح. وبالفعل فإن عدم معرفة مكان إجراء المباراة مقلق للطاقم التقني وللاعبين وللجمهور ولكل مكونات الفريق، كما أننا لن نستفيد من امتياز الإستقبال بالميدان، وهذا لن يخدم مصالحنا كثيرا. - المنتخب: الرجاء خلق من أجل المنافسة على الألقاب، وهذا مطلب الجماهير الرجاوية، فكيف السبيل للعودة لسكة الألقاب؟ فاخر: كما قلت سابقا فهذا أصعب المواسم في تاريخ الرجاء، حيث اجتمعت الأزمة المادية مع وجود نقص على مستوى التركيبة البشرية من حيث الكم والكيف، والمهمة جد صعبة لكنها ليست مستحيلة، وشخصيا لا أملك عصا سحرية، والألقاب لا تتحقق بالأماني وإنما بالعمل، واليد الواحدة لا تصفق، لذلك فإن الرجاء في الظرفية الراهنة بحاجة لتظافر جهود الجميع من مكتب مسير وطاقم تقني، وجماهير وكل الفعاليات الرجاوية التي يجب أن تمد يد العون لإعادة الفريق الأخضر للسكة الصحيحة. - المنتخب: لكن، هل لديكم ملامح فريق قادر على المنافسة على لقب البطولة؟ فاخر: من الصعب جدا الحديث حول هذا الموضوع في وقت لم تنطلق بعد منافسة البطولة، فأي حكم بهذا الخصوص يبقى سابقا لأوانه، فحين تسلمت مقاليد هذا الفريق في المرة السابقة كان لدي مشروع وبرنامج كان الهدف منه إعادة الفريق للسكة الصحيحة وتوفرت الإمكانيات المادية الضرورية وقمنا بالإنتدبات اللازمة، وكانت الإستعدادات في المستوى من معسكرات تدريبية ومباريات ودية، وجاءت النتائج وفق ما كان مخططا له، حيث توجنا بالإزدواجية في الموسم الأول، وفي الموسم الثاني بلغ الفريق نهائي كأس العالم للأندية ومركز الوصافة على مستوى كأس العرش، لكن للأسف لم يتم استثمار هذه الإنجازات، واليوم حان الوقت للإصلاح وإعادة البناء، وهذا هو الهدف الذي جئت من أجله، وبعد خمس مباريات رسمية يمكن أن تكون لدينا فكرة عن سقف طموحات الفريق، لكن الأكيد أننا سنبذل قصارى الجهود لنكون عند حسن ظن الجماهير الرجاوية، ونتمنى أن ننجح في إعادة الفريق للسكة الصحيحة في أقرب وقت ممكن. - المنتخب: عودة كروشي وأولحاج، ماذا تعني بالنسبة لكم؟ فاخر: هذا الموسم عرف رحيل بعض الثوابت المهمة على مستوى كل الخطوط منها المدافع أوال ولاعب الوسط الهجومي بابا طوندي ثم المهاجم أوساغونا، إضافة للاعبين آخرين، واللاعبان كروشي وأولحاج يعتبران من الركائز المهمة، وذلك بالنظر لمستواهما ولتجربتهما الكبيرة، وإذا تم التفريط فيهما فإن الخاسر الأكبر سيكون هو الرجاء الذي سيفقد أزيد من نصف عناصره الرسمية، وبالتالي يصعب تعويض كل هذه العناصر في ظرف وجيز، وعودتهما ستمنح من دون شك الإضافة، وستستفيد باقي العناصر الشابة من تجربتهما في هذه المرحلة المهمة. - المنتخب: الجماهير الرجاوية عبرت عن ارتياحها لتواجدكم على رأس الفريق لمعرفتكم بخباياه، فماذا يعني لكم ذلك؟ فاخر: هذا يعني بأن حجم المسؤولية سيكون أكبر على عاتقي، فالإشراف على تدريب الرجاء هو تشريف لكنه كذلك يعتبر تكليفا، وأشكر أولا المكتب المسير وكذا الجماهير الرجاوية على هذه الثقة، لكن كما قلت سابقا فإنني لا أملك عصا سحرية، ولوحدي لا يمكنني فعل أي شيء، بل نحن بحاجة لتظافر جهود الجميع، ونحن بحاجة أكثر لجماهيرنا الوفية التي ساعدت الفريق في أوقات الشدة، وكما قلت بالرغم من إجراء الفريق لمبارياته خارج قواعده فإن الحضور الجماهيري الكبير يخفف من معاناة اللاعبين ومن الغربة التي يحسون بها. - المنتخب: ماذا عن برنامجكم المقبل قبل وبعد ملاقاة النادي القنيطري؟ فاخر: سنتابع الإستعدادات لهذه المباراة التي سنفتتح بها مشوار البطولة، بعدها ستكون لدينا فرصة استدراكية، حيث سنغيب عن المنافسات الرسمية بسبب إجراء منافسة كأس العرش، وسنحاول إصلاح بعض الأشياء التي ستظهر لنا في مباراتنا أمام النادي القنيطري، كما سنحاول إجراء مباراة ودية أو مباراتين مع الأندية التي لن تشارك بدورها في كأس العرش. - المنتخب: في الختام نترك لكم كلمة أخيرة.. فاخر: أشكركم على هذه الإستضافة، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق في هذه المهمة الصعبة لكنها كما قلت ليست مستحيلة على الرجاويين، وأدعو من منبركم كل الفعاليات الرجاوية للتضامن من أجل مصلحة الفريق، وحتى نعمل جميعا لإعادته للسكة الصحيحة، وأتمنى صادقا أن ننجح في إكمال المشروع الذي بدأناه قبل أربع سنوات، مع العلم أن طريق النجاح صعب ويتطلب الصبر والتريث والعمل الجاد، فالنتائج والألقاب لا تأتي بالتمني وإنما بالعمل والتخطيط الجيد وتوفير الإمكانيات الضرورية التي تساعد على العمل في ظروف جيدة.