كلنا أرانب للجامعة إن نجحت الجامعة في تحطيم أحد أرقامها المثيرة بتعاقدها مع سادس مدرب في ظرف سنتين، على غرار كيف تتعلم الفرنسية في خمسة أيام، فكل هذا بفضل الإعلام والصحافة المكتوبة وخاصة الإلكتريكية.. الحسم السريع وبتوقيت يحسب للجامعة الفهرية، أسبوع فقط بعد تطليق غيرتس لم يكن ليتحقق لولا الخدمة التي قدمناها جميعنا للجامعة بحسن نية بطبيعة الحال.. حين جهر الزاكي وأكد أن ما حدث أثناء جلسات استنطاق زبد المدربين الذين نتوفر عليهم في الساحة، والطريقة التي سيقوا بهم تباعا للمبنى المحصن في أكدال، لم يتجرأ أحد لا من الجامعة ولا من أعضاء اللجنة ولا من المقربين منها لتكذيب أطروحة الرجل، ولا لدعوته للتناظر فاص - أفاص للرد عليه، وشبهت الجامعة الزاكي باللاغي يوم الخطبة ومن لغا فلا شهادة له.. تعالوا نعيد ربط شريط الأحداث لنتوصل لحقيقة المسرحية التي أعلنها الزاكي، ولنفتت الصخر من تحت أحداث تسارعت ولا أحد إنتبه إليها أو وقف عندها.. - «بعد غيرتس سأكون أنا هو مدرب الفريق الوطني، وأعتقد أن هذا من حقي لأنني لم أنل فرصتي بخلاف بقية الزملاء..».. كان هذا تصريح للطوسي حين كان يكتب في فاس سطور الثلاثية الشهيرة.. إعتقد البعض حينها أن الرجل من فرط الفرحة يهدي وأن نداهة البوديوم سحبته بعيدا، فعابوا عليه عرض نفسه في المزاد بهذا الشكل المثير.. - «غيرتس قدم استقالته بعد مباراة كوت ديفوار حتى دون أن يتحدث عن الأمور المالية وأنا من تشبث به ورفض استقالته..».. تصريح لرئيس الجامعة علي الفاسي الفهري وهو يساءل في قبة البرلمان، بما يؤكد أن الجهاز فطن لضرورة صياغة بديل البلجيكي والذي خرج من الرونضة وبدأ يناور بالذهاب.. - «رشيد الطوسي تقدم بمشروع متكامل وأكد معرفته بتواريخ كل مباريات الفريق الوطني، وقدم استراتيجية علمية بالصوت والصورة لما ينبغي أن نقوم به في الفترة القادمة..»، تصريح لرئيس اللجنة الخماسية عبد الإله أكرم وهو يبرر اختيار الناخب الجديد، علما أن نفس الناخب تلقى الدعوة كباقي إخوته 48 ساعة قبل الإجتماع، فجاء (حافظ الدرس) و (طاحن الكود)، لأنه باختصار يضرب الفال ويقرأ الطالع.. - «أنا كنت عملي وكنت مهيأ نفسيا وأنت السي جلال كتعرف أنني منذ شهرين و أنا على تواصل مع الطاقم ديالي وخاصة مع الركراكي وأنت راك عارف هاذ الشي و لا لا؟»، هذا تصريح للطوسي في برنامج الماتش والتزكية من طرف المعد «كاييييينة».. التصريح الأخير هو المشهد الختامي الذي يسدل الستارة على المسرحية التي جهر بها الزاكي، وشخصيا كنت خلال فترة انتداب المدرب الجديد في عطلة، وكانت أصداء الكواليس والتفاعلات تصلني تباعا وكنت أشتم منها ابتعاد الزاكي عن منصة القيادة، لا سيما بعد مرور الطوسي وحيدا في قناة الرياضية وهو يقدم تفاصيل لقائه باللجنة، دون أن يحظى من وصلوا قبله للمقر بهذا الإمتياز، في إشارة يعرف طارق ناجم الذي مر من القناة قبل أن يصل محطة السكرتارية دلالاتها ورموزها.. وهي أن مول المليح باع وراح.. تصريحات فيها مزيج من الطموح الذي يزيد حبة كما يقول المصريون، وبين الإشارات التي لم يتعمق فيها الزملاء وهم يتابعون مستجدات أسبوع تبارى الجميع فيه وخلاله على البحث في سيرة الزاكي من حواري بوقنادل وشاطئ الأمم حتى سحر جزر البالما بمايوركا.. الطوسي سيخرج دون أن ينتبه أحد بعد استحضاره كتلميذ نجيب للمقرر الدراسي، ليؤكد ضرورة دعم المدرب الجديد سواء كان عمر أو زيد في تغيير كبير في اللهجة، ولم يعد يطالب بفرصته كما كان يناضل قبل المرور؟ الفاهم يفهم هنا أن الرجل ربما وصلته إشارات إيجابية على أنه سيكون صاحب النصيب، وما عليه سوى ابتلاع لسانه، نفس اللسان الذي سيقوده في برنامج الماتش كي «يطبز» لها العين وهو يؤكد ما سبق ذكره، كما أكد إيمانه بما جاء في كتاب «القرني» الشهير «لا تحزن».. ونحن نعيد ربط المعطيات داخل الجريدة في سياق عمل تقييمي لحصيلة العمل وكيفية التفاعل مع حدث التعيين، وما هي الدروس المستقاة من هذا الحراك.. بمعية رئيس التحرير لفت مدير الجريدة الزميل مصطفى بدري إنتباهي لمعلومة وخبر تلقاه من مصادره الخاصة جدا، وتحفظ عليه ويسير في نفس فلك الخرجة الأخيرة لمروض الأسود، إذ جزم «السي بدري» بأن قرار تعيين الطوسي حسم فيها منذ شهرين وبالضبط منذ لقاء كوت ديفوار، وعلى أن الجميع تقمصوا دور أرنب السباق في مشهد سوريالي خرجت منه الجامعة الفائز الكبير، بترك الجميع يستهلك أسطوانة الزاكي قبل مباغتتهم بصاحب القسمة.. هل كانت الجامعة تنوي ضرب مصداقية الصحافة في الساحة؟ هل الصحافة مزعجة للحد الذي جعل الجهاز الوصي ينتدب من يسربون معلومات غير صحيحة ويتفنون في صياغة الإشاعة؟ لا هذا و لا ذاك يهم، هو الأمر المفعول وقد قضي، ولا أحد يعادي الطوسي كي تتعامل معه الجامعة مثل الكونطربوند، وتنتظر الوقت المناسب لإعلانه.. الزاكي والطوسي وفاخر والعامري.. كلهم وجه لنفس العملة، وما يحدث اليوم من ضجيج في الشارع وعلى أعمدة الصحف لا يمكنه إلا أن يطرح التخوفات بخصوص الوضع الصحي للناخب الجديد.. لأن من سعى لوأد وإعدام أسطورة «الزاكي... الزاكي» في المدرجات بالطريقة الممسوخة إياها، ينطبق عليهم ما يقال عن السحر الذي ينقلب على الساحر.. الزاكي اليوم هو المادة الدسمة المرغوب في مرورها في الإذاعات والمحطات وكل المواقع الأخرى..وشعبيته ربما تضاعفت وقد تتضاعف إذا لم تعمد الجامعة لنفي تهمة «الإخراج المسرحي» عن الشو الذي عاشه مقرها قبل أسبوعين.. وإذا صح الطرح فلا عزاء للزملاء على تسخناهم للتعارج والطرح ولدور أرانب السباق الذي اشتركنا فيه جميعا، وتلك حسنة من حسنات الجامعة التي جمعت القبيلة الإعلامية على أمر واحد وهو ناذر الحدوث..