"يقولون أن اللي بعاد من مكة زاروها والقراب مازاروهاش".. ونجد هذه الواقعة كذلك عند الإفرنج وبالضبط عند الكاتب والفيلسوف الكبير البرازيلي "باولو كويليو".. وليس هومبرطو كويليو البرتغالي الذي أخرجنا من كوريا واليابان 2002 مثل ما فعل مع تونس هذه الأيام.. وأخرج كذلك من جيبه استنساخ التصريح الشهير الذي سبق له وأن أشهره في وجه الصحافة المغربية بداكار إحدى أيام 2001: الخروج من كأس العالم.. ليس نهاية العالم.. ولم يخرج من البلدين إلا وجيوبه مملوءة بالعملة الصعبة.. صغت هذه المقدمة التي تناولت واقعتين ذات هدف واحد.. فالأولى نجد أن سكان مكةالمكرمة قليلون هم من يحجون.. والحجاج يأتون من البلدان الإسلامية الأخرى·· والواقعة الثانية هي واقعة راعي الغنم الذي غادر إحدى الكنائس الصغيرة جنوبإسبانيا.. بعد أن صف تركته من الأغنام وتوجه في رحلة إلى أهرامات مصر عبر المدن المغربية بحثا عن كنز رآه في منامه·· رحلته قادته للبحث عن "الألشيميست" "ALCHIMISTE" الكيمياوي·· وليس الكميائي·· ويتفوق الأول على الثاني بالفلسفة وبُعد الرؤية والحكمة بالإضافة إلى خبرة المختبر·· هذه ليست تخاريف نهاية السنة.. لكنها حكمة أتمنى أن يتفهمها مالين الكرة عندنا.. في المغرب عندنا بزاف ديال القاريين.. كاين اللي قاريين حسيفة·· وكاين اللي قاريين عندنا حوايج كيفهموها غيرهما.. وأنا من أولئك اللي ما قاريينش.. لكن علمتني التجارب.. أن من يبحث عنه مالين الكرة عندنا هو ذلك الذي يحول النحاس للذهب.. وهو من يتكلم عنه باولو كويلهو في كتابه·· والواقع أننا بحاجة لمن يحول الحديد المصدي للذهب.. ومن يقوم بهذا ليس هو ترباطوني.. ولا مانشيني.. ولا زاكيروني.. أو حتى كليمانتي.. لمالين الكرة أقول.. لا ترموا بخيركم للبراني.. وأعتقد وأقول ولا أعطي لا فتوى.. ولا فهامة.. أن من يصلح الآن للنهوض بالكرة المغربية.. هم من يعيشون بيننا... هم عمر تروسيي.. والزاكي بادو.. الأول لديه برنامج طموح ورؤسا كبيرة لإصلاح كرة القدم المغربية "كماندجير جنيرال"·· والزاكي بادو.. هو من يريده الشارع وجمهور الكرة.. وقليلون جدا هم من يرون أن الزاكي.. لا يصلح.. لكن الأغلبية متشبتون به.. والإثنان لن يكلفا خزائن الكرة الشيء الفلاني.. وربما سيكلفان الجامعة في أجرتيهما ما سيعادل ثمن تذاكر تلك الأسماء التي يتداولها بعض الزملاء.. ولهذه الحيثيات فإنني أدعو مالين الراي والشوار والقرار للتمعن في حكاية أهل مكة.. وحكاية باولو كويلهو.. ولأهل جامعتنا فيما يعشقون مدربون.. ---------------- سألني أحدهم عن الزميل بدر الدين الإدريسي،الذي عايشته لما يزيد على الثلاثة عقود... أجبته والحمد لله أنه ما زال حبل الود بيننا قائم ودائم، بل الأكثر من هذا أن تعاضده تقوى.. وبدر الدين الرئيس الجديد للجمعية المغربية إنسان خلوق.. إنسان وفي وحكيم.. ورجل ثقة ومسؤولية ومثله قليل·· أتكلم عن ثقافته.. لأن خجلي يدفعني أن لا أعطي رأيي لا في ثقافته ولا في تربيته.. بل أعترف أنني تعلمت منه خلال هذه المدة.. وفي كثير من المواقف وأنا غير هادئ الطبع·· المنفعل·· أن أحول الجمرة لثمرة.. وهو فعلا من طينة كيمياوي باولو كويلهو.. وأتمنى أن نظل كذلك ولو أنني لا أشك في هذا قيد جمعية..