لست مسؤولا عن النتائج ومهمتي أن أوفر الظروف والإمكانيات يعيش الدفاع الجديدي وضعا إستثنائيا هذا الموسم بسبب أزمة النتائج ما عجل بالإنفصال عن المدرب جمال السلامي، الذي تعاقد مع فارس دكالة لأجل مشروع عودة الفريق لسكة الألقاب، لكن هذا المشروع تأجل لوجود خلل تقني في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الفريق الدكتور عبد اللطيف المقتريض الذي كان قد أنتخب بالإجماع رئيسا في الجمع العام الأخير بأن الحظ لم يكن بجانب المدرب، ويشهد للدكتور عبد اللطيف المقتريض تفانيه في خدمة الفريق، برغم أن الظروف الحالية لا تعكس ما تحقق على مستوى الشراكات وإنعاش خزينة الفريق ماديا والبنيات التحتية. في هذا الحوار يكشف رئيس الفريق الدكتور عبد اللطيف المقتريض عن أسباب النتائج السلبية، وعن الإنفصال عن المدرب السلامي؟ وعن صعصع ومقاضاة بعض الأفراد الذين قال عنهم رئيس الدفاع الجديدي بأنهم أساؤوا للمكتب المسير بكلمات نابية وسب وشتم وصل لحد التهديد. - المنتخب: لنبدأ من الطلاق الذي حصل بينكم والمدرب جمال السلامي، هل تأخرتم في القيام بذلك لوجود أزمة النتائج منذ بداية الموسم؟ المقتريض: في الواقع كان الإرتباط بالمدرب جمال السلامي في بداية الأمر لأجل مشروع حددنا أهدافه بعد أن توج الفريق بلقب كأس العرش، ورسمنا مخططا كان يرمي بالأساس إلى عودة الفريق لسكة الألقاب، مع كامل الأسف لم ننجح في ذلك بسبب أزمة النتائج التي عطلت هذا الطموح، لكننا سنستمر في ترجمته على أرض الواقع، وهنا لا بد من توضيح الأمور فيما يجري ويدور بحيث أن المكتب المسير وفر كل الظروف للمدرب جمال السلامي وطاقمه، لذلك تحملنا كامل المسؤولية في هذا الصدد، لقد إنفصلنا بطريقة إحترافية مع السلامي عندما رأينا بأن النتائج السلبية زادت عن حدها، فقررنا الإنفصال عن الطاقم التقني، حيث تقبل السلامي قرار المكتب المسير بصدر رحب. - المنتخب: الكثيرون قالوا بأنكم تأخرتم في إتخاذ قرار الإنفصال عن السلامي، هل فعلا كان لا بد من الإنفصال مبكرا بعدما تفاقمت النتائج السلبية؟ المقتريض: بالنسبة لنا كمكتب مسير وفرنا كل الظروف للمدرب جمال السلامي، أبرزها الجانب المالي، حيث كان اللاعبون والطاقم التقني يتوصلون بمستحقاتهم في وقتها كما أننا عملنا على الإستثمار في البنيات التحتية، حيث أصبحنا نتوفر على بعض الملاعب، كما لنا بعض الشراكات مع جماعة مولاي عبد الله، المجلس الإقليمي إستفدنا خلالها من مبالغ مالية وصلت ل 600 مليون سنتيم، ثم شراكات مع مستشهرين جدد، إضافة لعلاقتنا مع نادي مونبوليي الفرنسي، كما انتدبنا بامعمر وبلعروسي لتعزيز التركيبة البشرية، مع كامل الأسف كل هذا لم يكن له إنعكاس إيجابي على الفريق بسبب النتائج السلبية، وعندما رأينا أن الأمور لا تسير في الإتجاه الذي رسمناه كان لا بد من وضع حد لمرحلة جمال السلامي. - المنتخب: تطور هذا الوضع ودخول الجمهور على خط الأزمة وقرار مقاطعته لمباريات الفريق إحتجاجا على كارثية النتائج، بأي قناعة تعيدون لهذا الجمهور ثقته في الفريق؟ المقتريض: من حق الجمهور أن يغضب لكونه يحب فريقه ويريده أن يكون في المقدمة وينافس على الألقاب، لكن على هذا الجمهور أن يتحلى بالصبر ويواصل دعمه ومساندته للاعبين، نحن نثق في جمهورنا الذي سيكون في الموعد خلال مباريات الإياب. - المنتخب: لكنكم رفعتم دعوى قضائية ضد بعض المحسوبين على جمهور الدفاع الجديدي، لماذا هذه الخطوة، هل هذا هو جزاء من يشجع فريقه؟ المقتريض: أولا لا بد من توضيح بعض الأمور في هذه القضية، لقد قدمنا دعوى قضائية ضد بعض الأفراد الذين أساؤوا إلينا بكلمات نابية وشتمونا إلى حد التجريح، لكننا في الأخير فكرنا بأنه يجب تغليب المصلحة العامة في هذا الجانب، إذ بعد تدخلات من بعض الأطراف في إطار الصلح تنازلنا عن الدعوى، وتأسفنا من بعض المواقع الإلكترونية التي هاجمت المكتب المسير بمجرد أن قام بهذه الخطوة، فهل يعقل أن نتعرض للإهانة في كل مباراة داخل وخارج الملعب؟ ما إعتبرناه سلوكا خارج عن القانون، وكان لا بد من التوجه نحو القضاء ، حيث إكتشفنا فيما بعد بأن هؤلاء كانوا مدفوعين لخلق البلبلة داخل الفريق. - المنتخب: من تكون هذه الجهة في نظرك التي حاولت زرع الفتنة والبلبلة؟ المقتريض: الذين قاموا بهذا الفعل وأرادوا تحريض بعض الأشخاص للنيل من المكتب المسير إفتضح أمرهم، لقد كانوا يريدون خلق البلبلة داخل الفريق ونشر إشاعات مغلوطة، لهذا أقول بأن مثل هذه الطفيليات لا تظهر إلا عندما تكون الأزمات، لكننا لن نترك لها المجال للإستمرار في شطحاتها لأنها تسبح في الماء العكر، لكن ولرأب الصدع سعينا إلى المصالحة مع الأفراد الذين تجاوزوا حدودهم معنا لأننا غلبنا المصلحة العامة للفريق وما قمنا به هو حماية للدفاع الذي يجب أن يخرج من الوضعية التي يعيشها. - المنتخب: في أول ولاية لك تراجعت نتائج الفريق، ألا تضعك هذه الوضعية في موقف حرج؟ المقتريض: إننا كمكتب مسير نشتغل في إطار تناغمي ولا وجود لقرارات إنفرادية، لقد خططنا مشروعا مع المدرب جمال السلامي، مع الأسف لم يكتب له النجاح بسبب النتائج السلبية، بالنسبة لي كرئيس للفريق وفرت كل الإمكانيات الضرورية المادية والمعنوية، وخلقنا شراكات مهمة عادت بالنفع على الفريق، ولي اليقين بأن المستقبل سيكون أفضل. - المنتخب: كان الدفاع الجديدي خزانا لإنجاب المواهب، اليوم أصبح يستورد اللاعبين، هل تعطلت آلة التكوين داخل فريقكم؟ المقتريض: فعلا كان الدفاع الجديدي يعتمد على مدرسته وعلى اللاعبين يتم تكوينهم على مستوى عالي، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد أبرزها زكرياء حذراف والمهدي قرناص، وكان الإطار الوطني المعروفي هو من يشرف على تكوين اللاعبين، مع كامل الأسف تعرض هذا الإطار لوعكة صحية ليعيش الدفاع الجديدي حالة من الفراغ ما جعلنا نبرم شراكة مع نادي مونبوليي الفرنسي، وسنجني ثمار هذه الشراكة خلال عامين على أقصى تقدير، علما أن لدينا ما يقارب 10 لاعبين يلعبون في مختلف الفئات العمرية للمنتخب الوطني. - المنتخب: ألا يشكل لكم هذا الوضع ضغطا نفسيا من شأنه أن يؤثر على أداء اللاعبين؟ المقتريض: لا أكتمك السر كوننا جميعا نعيش ضغطا رهيبا مع النتائج، أما الأمور الأخرى فهي موجودة، نحن نعمل بفلسفة تشاركية وبعمل جماعي، ونؤمن أن لنا من الطاقات الشابة ذات المؤهلات الجيدة لإخراج الفريق من هذه الوضعية، صحيح نحن نتواجد في المركز 14، وإذا ما حققنا إنتصارين متتاليين فإن الفريق بإمكانه احتلال المركز الثامن لأن النقاط متقاربة. - المنتخب: وأنت شخصيا ألا تشعر بحرج كبير إزاء هذه الوضعية؟ المقتريض: لا يمكن لأي رئيس فريق يرضى بالنتائج السلبية، بالنسبة لي وباقي أعضاء المكتب المسير نشتغل لتوفير الإمكانيات اللازمة للفريق، والأمور التقنية تبقى للطاقم التقني، مع كامل الأسف النتائج لم تكن في صالحنا وسنعمل خلال مرحلة الإياب على تجاوز هذه الوضعية، إذ يلزمنا إنتصارين على أكثر تقدير للتواجد ضمن أندية الوسط، وخلال هذا الأسبوع عملنا على تحفيز اللاعبين من خلال إقامة حفل عشاء قبل منازلة النهضة البركانية وتقرر أن ينتقل لبركان بعض أعضاء المكتب المسير لدعم اللاعبين. - المنتخب: قضية اللاعب صعصع شكلت محور نقاش طويل بالجديدة، ما هي خلفيات هذه القضية والسر في هذه العلاقة المتشنجة؟ المقتريض: أشكرك على هذا السؤال، وأود بالمناسبة أن أوضح بعض المعطيات وهي أن اللاعب صعصع أعطى الشيء الكثير للفريق وبالمقابل إستفاد الشيء الكثير، وأمام تشنج العلاقة التي غالبا ما يتم النفخ فيها، كان لا بد من إيجاد صيغة توافقية لحل هذا المشكل، وبالفعل وصلنا إلى حل توافقي أرضى الطرفين بشكل ودي وهو تمكين اللاعب صعصع من أوراقه ليرحل في أي اتجاه يريده. - المنتخب: يعاب عليكم أنكم إستقدمتم لاعبين من دون مؤهلات تقنية، ما جعل الفريق يجني نتائج سلبية؟ المقتريض: أنا لا أتفق معك في هذا الطرح، فالتشكيلة التي نلعب بها في البطولة تتوفر على إمكانيات ومؤهلات تقنية كبيرة ولا أريد أن أسرد لك الأسماء فالجميع يعرفها، إنما يجب التأكيد على أن اللاعبين الذين نستقدمهم من النواحي أي من الأندية التي تلعب بالهواة والتي تتم متابعتها تلتحق بمركز التكوين، نحن نشتغل في إطار إحترافي، وكل منا يحترم تخصصه، لهذا نراهن على المستقبل وعلى الشباب في إطار تكوين عالي، وهذا هو المشروع الذي سطرناه مع جمال السلامي الذي يمتد لثلاث سنوات. - المنتخب: إذن ما الذي جعل السلامي لا ينجح في مهمته وهو الذي حقق نتائج مهمة مع أندية أخرى؟ المقتريض: لقد وفرنا للسلامي كل الظروف الممكنة والمتاحة وكنا بجانبه لترجمة المشروع الذي يجمعنا، الحظ لم يكن بجانبه، وهنا لا بد من التأكيد على أنه قام بعمل كبير معنا لكن النتائج لم تسعفه، فوجدنا بأن الإنفصال كان حلا مرضيا بعد الهزيمة أمام النادي القنيطري بالميدان. - المنتخب: ألن يكون لغياب الجمهور تأثير كبير على أداء الفريق؟ المقتريض: بكل تأكيد غياب الجمهور عن الميادين الرياضية يكون له تأثير سلبي على أداء اللاعبين، وبالتالي فإن المرحلة الجديدة تتطلب نبذ الخلافات والعودة للميادين الرياضية، خاصة بعدما قمنا بالتنازل عن الدعوى القضائية ضد بعض الأفراد واعتبرنا ذلك مصلحة للفريق حتى لا يتضرر من مثل هذه السلوكيات. - المنتخب: ما هي الرسالة التي تود توجيهها في هذا الحوار؟ المقتريض: النتائج السلبية كانت قدرا برغم الإمكانيات التي إشتغلنا عليها جميعا لتوفيرها للطاقم التقني، صحيح كل الجديديين لا يرضون ببقاء فريقهم في هذه الوضعية، لكن بتظافر جهود الجميع يمكن أن نتجاوز هذه النتائج وسيكون المكتب المسير مساندا للاعبين من خلال التحفيزات الضرورية، كما نناشد الجماهير بتجنب الخلافات والتعصب خدمة لفريقنا وضرورة التعبئة لإنجاح كل الأوراش التي سطرناها منذ بداية الموسم بوجود شراكات جديدة أعطت لفريقنا دفعة كبيرة من الناحية المالية والبنيات التحتية.