تفتتح مساء اليوم الأربعاء بلندن فعاليات الدورة الرابعة عشرة للألعاب البارالمبية٬ التي تنظم على مدى 11 يوما وسط اهتمام رياضي وإعلامي وجماهيري منقطع النظير. ويراهن المنظمون على أن تشكل الدورة الرابعة عشرة للألعاب البارالمبية حدثا استثنائيا بكل المقاييس٬ حيث ستعرف هذه التظاهرة العالمية مشاركة أزيد من 4200 رياضي ينتمون إلى 166 دولة تشارك خمسون دولة منها لأول مرة في هذه الألعاب. وبحسب اللجنة المنظمة٬ فإن دورة لندن تتميز بتحطيم جميع الأرقام القياسية على مستوى مبيعات التذاكر الخاصة بحضور المنافسات الرياضية وحفلي الافتتاح والاختتام٬ مشيرة في هذا الصدد إلى بيع أزيد من 4ر2 مليون تذكرة. ويتميز حفل افتتاح الحدث البارالمبي٬ الذي ينظم بعد النجاح الكبير الذي حققته دورة الألعاب الأولمبية في لندن٬ بحضور ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية٬ وشخصيات عالمية مرموقة من عالم السياسة والفن والرياضة والثقافة. وذكر المنظمون أن حفل الافتتاح سيعرف مشاركة أزيد من 3000 متطوع و100 طفل و100 شخص فني متخصص إضافة إلى عدد من الجنود المصابين وأبطال من الدورة البارالمبية السابقة. ويراهن المنظمون على أن يشكل حفل الافتتاح طبقا فنيا متميزا لن يقل بأى حال من الأحوال عن حفل الافتتاح الأسطوري لدورة الألعاب الأولمبية 2012. ويتنافس الرياضيون المشاركون في دورة لندن في عشرين نوعا رياضيا من بينها على الخصوص ألعاب القوى والرماية والدراجات الهوائية ورفع الأثقال والإبحار البارالمبي والسباحة والكرة الطائرة جلوس وكرة المضرب على الكراسي المتحركة والجيدو والتجديف وكرة السلة على الكراسي المتحركة. وحرص رئيس اللجنة المنظمة لدورة لندن سيباستيان كو على التأكيد غير مرة على الأهمية المتساوية التي تكتسيها دورتا الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية على حد سواء. وشدد على أن المنظمون حريصون على تغيير نظرة المشاهدين والمتفرجين والمتتبعين للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدا على أن الرهان يكمن في الاحتفاء بالتفوق الرياضي. وسيتوج حفل الافتتاح بوصول شعلة دورة الألعاب البارالمبية 2012٬ إلى الملعب الأولمبي في شرق العاصمة لندن٬ بعد أن انطلقت أمس الثلاثاء من مقر انطلاق الألعاب البارالمبية فى "ستوك ماندفيل" في باكنغهام٬ في رحلة تستمر على مدار 24 ساعة. وستقطع الشعلة الموحدة خلال رحلتها أزيد من 147 كلم ويقوم بحملها 580 شخص سيتبادلون حمل الشعلة من خلال فرق يتكون كل منها من خمسة أشخاص. وستمر الشعلة على عدد من معالم لندن من بينها ميدان "بيكاديلى سيركس" وكاتدرائية ويستمنستر ومقر الحكومة فى داونينغ ستريت وميدان ترافلغر (الطرف الأغر) وسط لندن. وكانت شعلة الألعاب البارالمبية قد انطلقت٬ بشكل متفرق٬ الأربعاء الماضى على قمة أربعة جبال هي قمة "سليف دونارد" في أيرلندا الشمالية٬ و"سنودون" فى ويلز٬ و"بن نيفيز" فى إسكتلندا٬ و"سكافيل بايك" فى إنجلترا. قبل أن يتم توحيد مكوناتها الأربعة٬ والتي تعكس أركان المملكة المتحدة٬ أمس الثلاثاء. وكانت الدورة السابقة للألعاب البارالمبية٬ التي نظمت في بكين سنة 2008٬ قد عرفت تتويج البلد المنظم بحصوله على 211 ميدالية من بينها 89 ميدالية ذهبية. ويراهن الفريق البريطاني٬ الذي حل ثانيا في دورة بكين بحصوله على 102 ميدالية منها 42 ذهبية٬ على تحقيق إنجاز أكبر والحصول على 103 ميدالية على الأقل في 12 نوع رياضي. ومن جهته٬ يشارك المغرب في دورة لندن بوفد رياضي مهم٬ يعد الأكبر من نوعه في تاريخ مشاركات المملكة في الألعاب البارالمبية. ويتكون الوفد المغربي من ثلاثين رياضيا من بينهم 15 عداء وعداءة في ألعاب القوى و11 في الكرة الطائرة جلوس و3 في رفعات القوة ولاعب واحد في كرة المضرب على الكراسي المتحركة. وكان الوفد المغربي٬ قد حل بمدينة بيدفور (بريطانيا) يوم 29 يوليوز الماضي حيث دخل في معسكر مغلق بالمدينة الرياضية لجامعة بيدفور شاير من أجل التحضير الجيد للاستحقاق الأولمبي. ويشارك المغرب في دورة لندن للمرة السابعة في تاريخ الألعاب الأولمبية البارالمبية بعد دورات سيول (1988) وبرشلونة (1992) وأتلانتا (1996) وسيدني (2000) وأثينا (2004) وبكين (2008)٬ وذلك بأكبر وفد رياضي في تاريخه. وكان المنتخب الوطني المغربي المشارك في دورة بكين 2008 قد حقق نتائج مشرفة حيث تمكن من حصد أربع ميداليات ذهبية وواحدة فضية وميداليتان نحاسيتان. وقد ضم الوفد الرياضي المغربي خلال هذه الدورة 14 رياضيا ورياضية تباروا في ألعاب القوى ورفعات القوة. وقد بلغ مجموع حصيلة المشاركة المغربية في الدورات السابقة للبارالمبية 14 ميدالية منها ست ذهبيات وخمس فضيات وثلاث