الحظ العسكري الحواصلي.. المنافسة شعارهم والرسمية هدفهم في زحمة النجوم التي باتت تؤثت فضاء الرجاء البيضاوي ومن خلال المنافسة المنتظرة على مختلف المراكز يطفو على السطح صراع الحراس الذي سيكون واحدا من المراكز التي سيشتعل بها الصراع على من سيخطف الرسمية.. تواجد ثلاثة حراس جيدين بحماسهم ورغبتهم في حراسة القلعة الخضراء يجعل من الصعب إختيار الحارس رقم 1، ولو أن المعطيات الأولى تؤكد أن هذه المنافسة ستنحصر أكثر بين الحارسين ياسين الحظ وخالد العسكري، لذلك يبقى السؤال هو أي حارس سيضع فيه المدرب محمد فاخر الثقة لتحمل المسؤولية؟ فترة فراغ على غير العادة وجد الرجاء البيضاوي نفسه أمام حالة لم يعهدها طوال تاريخه وتتمثل في الإرتباك الذي عاشه على مستوى حراسة المرمى، حيث تردد في السنوات الأخيرة على عرين الخضراء مجموعة من الحراس غير أنهم لم يتمكنوا من القبض على الرسمية لمدة أطول، والأكثر من هذا أن الفريق الأخضر إضطر لانتداب حراس وهو الذي عودنا الإعتماد على أبناء الفريق في هذا المركز، حارسون من قبيل بورقادي والجرموني والحظ وعتبة وغيرهم تعذر عليهم أن يتقمصوا أدوار الرسمية لسنوات طويلة، فهم إما يضطرون لتغيير الأجواء أم أنهم يرضخون لمصير الإحتياط، وبذلك بقيت حراسة مرمى القلعة الخضراء بدون حارس ثابت يعيد الإستقرار لهذا المركز الذي شكل في الأمس أحد إحدى نقاط قوة النسور. الشادلي.. آخر الحراس المحترمين إرتبط إسم مصطفى الشادلي كثيرا بالرجاء من خلال الصولات والجولات التي وقع عليها مع الفريق، إذ يعتبر من أبرز الحراس التي أثرت في تاريخ هذا النادي، بدليل الألقاب التي حققها مع الرجاء، وهو أيضا واحدا من الحراس الذي عمروا طويلا بين الخشبات الثلاث، قبل أن ينتقل للمغرب التطواني والجيش الذي كان آخر محطة له ليقرر بعدها الإعتزال. الإستمرارية التي ميزت مصطفى الشادلي هي ما ميزت هذا الحارس وهي ما باتت تنقص الرجاء، ومن حسن الحظ أن الأخير دخل المجال التدريبي مع الفريق الذي عاش معه أهم اللحظات في مشواره الكروي، لذلك إعتبرت هذه الخطوة جد هامة لأنها ستساعد الفريق الأخضر الذي سيستفيد حثما من تجربته وكذا إيجاد حل مثيل لما بات يعرف بقضية حراسة ممرمى الرجاء. الحظ، هل يبتسم له الحظ؟ يمثل ياسين الحظ حالة إستثنائية ضمن الحراس الذين تعاقبوا مؤخرا على الرجاء، حيث يبقى الحارس الوحيد الذي يعد من أبناء الفريق الذين ترعرعوا بين فئاته، والأكثر من هذا أنه لعب في سن صغيرة مع الرجاء في بعض المباريات بعد أن كان احتياطيا للحارس مصطفى الشادلي، وبالتالي كل المؤشرات كانت تؤكد أنه سيكون له شأن في المستقبل في ظل الإمكانيات التي يتوفر عليها، غير أن الإصابة التي تعرض لها وأبعدته لأكثر من موسم في وقت كان يسير فيه في خط تصاعدي أثرت نوعا ما على مستواه، وكان بحاجة لبعض الوقت ليستعيد مستواه. ياسين الحظ وبعد عودته عانى من المنافسة الشديدة من الحراس الذين كان الرجاء ينتدبهم، وبالتالي لم يتمكن من القبض على رسميته لفترة طويلة، مثلما كان في المواسم الثلاث الأخيرة، هذا الموسم سيعيش نفس الوضعية، وسيكون على ياسين الحظ أن يخرج جميع الإمكانيات التي تميزه والتي يؤكد العديد من المتتبعين أنه إذا ما استغلها بالشكل الأمثل فإنه لن يجد مشاكل في رسمية، بخلاف الموسم الماضي الذي عانى فيه من المنافسة مع طارق الجرموني وبعده خالد العسكري، على أن الجانب النفسي يبقى أحد نقاط الضعف المؤثرة عند تراجع نتائج الفريق أو بعد الهزائم المدوية مثلما كان الحال في الموسم الماضي أمام شيلسي الغاني بعد خسارة الرجاء بخماسية، وأمام برشلونة والمطلوب منه أن يحافظ على تركيزه. العسكري.. عودة وإصرار نصف موسم من العطاء كان هو باكورة ما خاضه الحارس خالد العسكري كمعار، فترة كانت ناجحة بعد لعب عدة مباريات كرسمي وكان عرضه جيدا، حارس الجيش السابق خاض مخاضا عسيرا من أجل الإلتحاق بالفريق الأخضر بصفة نهائية، وهي من الخطوات التي تؤكد ثقة العسكري بنفسه بعد أن آثر معاودة التجربة داخل القلعة ودخول تحد آخر هذه المرة من الباب الكبير أي كلاعب ينتمي للفريق بصفة نهائية، وهو ما قد يشكل خطوة إيجابية أخرى لهذا الحارس. تجربة خالد العسكري ستكون من دون شك حاضرة وهو الذي لعب لمواسم كثيرة للجيش وخاض مجموعة من المباريات الهامة، والأكثر من هذا أن محمد فاخر يعرف جيدا إمكانياته بعد أن دربه عند إشرافه على الفريق العسكري، لذلك سيكون خالد العسكري منافسا قويا على الحراسة، علما أنه هو من أنهى مباريات الرجاء في الموسم الماضي وكان عطاؤه جيدا، إلا أن ذلك لا يشفع لهذا الحارس ضمان رسميته خاصة أن محمد فاخر سبق أن أكد أن مجيء خالدى العسكري إلى الرجاء لا يعني أنه هو الحارس الرسمي، ما يعني أن الصراع سيظل قائما وأن العطاء هو الفيصل بين الحراس الثلاثة. الحواصلي بأي حظوظ ؟ لن تكون مهام الحارس عبدالرحمان الحواصلي مفروشة بالورود نظير المنافسة الشرسة التي ستعرفها حراسة مرمى الرجاء، الحواصلي سيلعب موسمه الثاني مع الفريق الأخضر بعد أن انتقل له في الميركاتو الشتوي للموسم الماضي قادما من النادي المكناسي، إلا أنه لم يشارك كثيرا بعد أن انحصرت المنافسة في النصف الثاني من الموسم بينه وبين ياسين الحظ وخالد العسكري وطارق الجرموني، دون التنقيص من قيمة الحواصلي الذي يحمل إمكانيات جيدة تؤكد كل المعطيات أن المنافسة ستنحصر أكثر على الثنائي ياسين الحظ وخالد العسكري اعتبارا لتجربتهما، لكن ذلك لا يقصي الحواصلي خاصة أنه آمن بحظوظه واشتغل كثيرا والعطاء هو ما سيحدد إختيارات المدرب، وبالتالي ممكن أن تتاح له الفرصة خلال هذا الموسم بحكم أن الرجاء تنتظره مجموعة من الإستحقاقات. فاخر أم الشادلي.. من يتحمل مسؤولية الإختيار؟ سيكون على الطاقم التقني أن يحدد الحارس التي سيضع في إمكانياته الثقة، وبالتالي بات مجبرا على الحارس الذي ستوضع فيه الثقة أن يكون في مستوى الإختيار، لأنه يعرف أن الأخطاء المتكررة قد تحكم عليه بالجلوس على دكة الإحتياط. ومن منطلق التجارب التي خاضها محمد فاخر والكيفية التي يشتغل بها، فإنه غالبا هو ما يختار الحارس الرسمي وليس مدرب الحراس، صحيح أن التدارايب والمتابعة ستكون من مدرب الحراس مصطفى الشادلي إلا أن الإختيار الأخير سيكون لمحمد فاخر وفق ما تعود عليه، لتنضاف مسؤولية أخرى سيحملها على عاتقه، وهو الذي لا يفضل العمل بالتناوب، منتظر أن يمنح الفرصة للحارس الجاهز وبالتالي أن الحكم يتم عبر العطاء والمردودية وتفادي السقوط في الأخطاء المتكررة، على أن الرسالة التي مررها المدرب توحي أنه لم يحدد الحارس الذي سيعول عليه مع انطلاق الموسم، برغم إلتحاق خالد العسكري بعد إصرار كبير من محمد فاخر الذي يفضل الإعتماد على حارس بنفس قيمة ياسين الحظ لخلق المنافسة.