الديربي نزال عادي وجلب لمياغري ليس بيدي رغبة منا في تقريب الأجواء العامة والإستعدادات القبلية للديربي البيضاوي من طرف فريق الرجاء الرياضي، إستضافة «المنتخب» مدرب الفريق التقني الفرنسي بيرتران مارشان، والذي تحدث باستفاضة عن الأهداف المرجو تحقيقها على المستوى القريب، وأخرى على المستوى المتوسط و البعيد في ظل التاريخ الحافل بالألقاب والنجوم التي فرخها النادي خلال العقود السابقة، كما أشار من جهة أخرى إلى عدم جدوى التعاقد مع لاعبين محدودي الإمكانيات، سواء كانوا محليين أو من جنسيات أخرى. وركز بيرتران مارشان في تصريحه المطول للجريدة، عن ضرورة الإهتمام بالفئات الصغرى التي تعتبر الخزان والرأسمال الحقيقي لأي فريق يرغب في مواصلة تألقه وريادته، لا أن يكتفي بالتغني بأمجاده التاريخية وينام في العسل كما يحدث للعديد من الأندية التي سرعان ما يتراجع أداؤها بمجرد تحقيقها لبعض الألقاب القارية مثلا، والرجاء اليوم هو في حاجة إلى بعض قطع الغيار المتميزة التي من شأنها تقديم الإضافة المطلوبة، في ظل الاستحقاقات القارية التي تنتظر حامل لقب الموسم الرياضي الأخير، وهذا لن يتأتى بكل تأكيد إلا باستقطاب عناصر إفريقية متمرسة على مثل تلك الأجواء التنافسية، سواء من كينيا أو الكاميرون أو الكوت ديفوار، علما بأن العناصر المحلية الجيدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفرط فيها فرقها والأندية التي يلعبون لها، و بالتالي فنحن كفريق كبير بتاريخه و ألقابه لا يشرفنا أن نستقطب لاعبين دون مستوى عناصرنا الشابة التي لا تحتاج إلا لقليل من الدعم وهي مؤطرة ومحاطة بلاعبين من المستوى العالي ممن راكموا مجموعة من التجارب على المستوى الإفريقي والدولي، واللاعب القدوة ضروري داخل كل فريق لتحفيز زملائه على بذل المزيد من المجهودات للرفع من مستوى مردوديتهم والتطلع للنجومية الحقيقية الفاعلة، فالرجاء والوداد وغيرهما من الفرق الوطنية الكبيرة غير مسموح لها بالتواضع ولا برمي المنديل في ظل الجماهير الغفيرة والعريضة المساندة لها، وقبولي الإشراف على الإدارة التقنية لفريق الرجاء هو تشريف وتكليف في نفس الوقت، كما أنه طموح شخصي في مواصلة تحقيق الذات.. بالأمس القريب كنت أشرف على الإدارة التقنية لفريق نجم الساحل التونسي الذي حققت معه نتائج كبيرة ومهمة، ولكن عندما أحسست بتراجع طموحاته الناتجة عن المبالغة في فترة التلذذ بالنتائج المحصل عليها، قررت الرحيل و البحث عن أندية كبيرة توازي طموحاتي كمدرب محترف يتوق لحصد المزيد من الألقاب. وبخصوص تحديد الإنتدابات الشتوية، أكد التقني الفرنسي أن ذلك يتم بتعاون وتشاور مع المكتب المسير، إلا أن الكلمة الأخيرة الفيصل في قبول أو رفض التوقيع لأي لاعب تبقى له وحده، على اعتبار أنه المسؤول الرئيسي لأي انتداب فاشل، وأنه الوحيد الذي سيحاسب على ذلك في حالة أي إخفاق. وبخصوص الديربي الكلاسيكي بين الوداد والرجاء الذي ينتظره الشارع البيضاوي بشغف كبير، أكد التقني الفرنسي أنها مباراة عادية كغيرها من مباريات البطولة، بل هي في نظره أحسن وأسهل من مباراته ضد شباب المسيرة أو أي فريق آخر يحل بالبيضاء من أجل نصب متارس دفاعية وينتظر منك أن تخلق اللعب والفرجة والتهديف، مكتفيا ببعض المرتدات عسى أن يحالفه الحظ في العودة بتعادل أو بأقل الخسائر الرقمية، في حين أن اللعب مع فريق بحجم الوداد، سيدخل المباراة بدوره من أجل فرض نفسه وخلق الفرجة المطلوبة من جماهير الفريقين معا، وهنا يكمن الفرق الكبير والشاسع بين أن تلعب مع فريق يفرح بتعادله وهو يعتمد على خطة دفاعية محضة، وفريق يطمح لكسب نقط المباراة. إمتيازنا على الوداد خلال هذا اللقاء المحلي هو أن معنويات لاعبينا جد مرتفعة بعد تحقيقنا لثلاث انتصارات متوالية، في الوقت الذي تراجعت فيه نتائج وصيف بطل إفريقيا وأصبحنا نتقاسم تقريبا نفس الرتبة والنقط في سبورة الترتيب، و هذا عامل مهم سيساعد عناصر فريقنا من التخلص من الضغط النفسي الذي تعرفه بداية المباريات المحلية. وعن مركز حراسة المرمى، أكد التقني الفرنسي بأن فريق الرجاء يتوفر بدوره على حارسين كبيرين على الصعيد الوطني، ويتعلق الأمر بطارق الجرموني الذي تعرف عليه منذ كان حارسا متميزا لفريق الجيش الملكي، ثم ياسين الحظ، وأضاف (مازحا) بأن الحارس رقم واحد على الصعيد الوطني لا يمكن لفريقه أن يفوته للرجاء، ويتعلق الأمر بنادر لمياغري حارس عرين الأسود، معترفا بجهة أخرى بأهمية وقيمة مركز حراسة المرمى والمهاجم رقم «9» لكونهما يتحملان ثقل النتائج، خصوصا إذا كانت سلبية، فإما لتضييع الفرص السانحة للتسجيل من طرف المهاجم الأوسط، أو لعدم التصدي الجيد لبعض الكرات من طرف الحارس، ليختم في الأخير بأن لكل لاعب ولكل فارس كبوته، مذكرا بما نتج عن الحارس العسكري عندما خدعته إحدى الكرات وترك المرمى فارغة مع أنه حارس متميز بدوره. ولم يُخف بيرتران مارشان سعادته بالتقدم الملحوظ في أداء مجموعة من اللاعبين الشبان الذين بدأوا يستوعبون نهجه التكتيكي، وعودة بعض الأسماء على تألقهم السابق، مشيرا إلى أنه لا يعتمد و لن يعتمد على اللاعب غير الجاهز بدنيا وتقنيا ليكون رسميا داخل الكتيبة الرجاوية، مضيفا بأنه لا يعترف بإسم أي نجم ما لم يترجم نجوميته على البساط الأخضر. وناشد في الأخير الجماهير الرجاوية بأن تكون خير سند لفريقها الأخضر في جميع مبارياته القادمة.