سجلت لأتصالح مع الجمهور المغربي الذي احتضن عودتي غيرتس مدرب كبير ودرس الجزائر سيظل في الذاكرة لست متمردا لكنني لا أقبل بإقبار موهبتي نملك منتخبا بجيل قادر على ربح كأس إفريقية ثانية مباراة تانزانيا شهادة ميلاد ثانية سأحفظ تاريخها للأبد
هو لاعب من طينة الفنانين الذين يحتاجون لرعاية خاصة ودقيقة، قال عنه رفيقه خرجة «إنه موهوب بالفطرة ونجم يستحق معاملة خاصة».. ليس هو من اختار تاريخ العودة ولا حتى غيرتس، موهبته وألمعيته التي يفرضها بمنطق الإبداع هي من تحكم في دخوله الجديد العرين الأطلسي. حين سجل تاعرابت في مرمى تانزانيا، كان كمن يوقع أول هدفه في مساره لأنه كان يدرك قيمة التوقيع في يوم كهذا وهو الذي حظي بكثير من ظروف التخفيف.. تاعرابت في الحوار التالي يقدم أوراق اعتماد فنان بمواصفات جديدة، يكشف أسباب التوبة ويعري عن محطة بئيسة في مسيرة جعلها خلف ظهره وقال إنها من الماضي، ويفلسف أحلامه رفقة الأسود ورفقة رانجرز.. تابعوا أفكار لاعب يصنع نضجه بطريقته الخاصة. - المنتخب: بما أنك واحد من صانعي الفوز التاريخي ونسميه بالتاريخي لأنه يفصل بين مرحلة الإخفاقات والعودة للواجهة، ما الذي شعر به عادل وهو يوقع هدف الفريق الوطني الثاني لحظتها؟ عادل تاعرابت: كانت لحظة خاصة جدا، توقف خلالها العالم أمامي للحظات، حتى المدرجات وكل المحيط الذي كان حولي لم أكن أدري حجمه، لقد أحسست بولادة ثانية بعد هذا الهدف الذي يمكن الآن أن أسميه بالأهم في مسيرتي، لأنه كافأ إخلاص جمهور مغربي ظل بجانبي في الفترة العصيبة التي إجتزتها، ولم يبادر لممارسة ضغطه ولا غاراته علي، لذلك أحسست لحظتها أني أسعد إنسان في العالم. - المنتخب: توجهت بعد التوقيع رأسا صوب غيرتس، هل أحسست بكونك أخطأت في حقه يومها؟ عادل تاعرابت: بل أخطأت في حق نفسي واعترفت بهذا للجميع، غيرتس مدرب كبير بكل المقاييس الممكنة ولا يحتاج مني لشهادة كي أقدمه للعالم، لكن طريقة تعامله معي خلال فترة الأزمة أشعرتني حقا بقوة شخصية الرجل، كان بإمكانه أن يتحول لجلاد لمستقبل تاعرابت مع الفريق الوطني ويضع الفيتو أمام عودته ولا أحد كان سيحاسبه، لكنه لم يفعل هذا، بل تعامل معي بكرم، وحتى تصريحاته بعد مباراة الجزائر جاءت موزونة ولم يكن فيها تجريح بالغ لشخصي، لذلك توجهت له في تعبير تلقائي عن خطئي في حقه. - المنتخب: أي حوار دار بينكما وأنت تعود للفريق الوطني؟ عادل تاعرابت: قلت لك أنه مدرب محترف، لم يشعرني للحظة بأني أخطأت أو تسببت في متاعب له، تعامله معي كان بشكل عادي جدا ودخلت الأجواء وكأن شيئا لم يكن وتفهم الجميع أنه لا يريد النبش في هذا الحادث العرضي، كما أني كنت أفضل تجاهل القضية. - المنتخب: ألم يبادر بطرح أفكاره أمامك حتى لا يتكرر نفس السيناريو، أم أن هناك من تكفل بنقل مواقفه لك؟ عادل تاعرابت: حين حل المدرب الكبير دومينيك كوبيرلي وحين أقول كبيرا فلأن الرجل مطبوع بطباع التفهم والواسطة التي تردم هوة الخلاف بين المتخاصمين وهذه خصلة إيجابية، بأنجلترا أدركت حينها أن صلة الربط التي ستكون بيني وبين غيرتس هي كوبيرلي، أكد لي حينها أني سأكون ضمن خيارات مجموعة تانزانيا وقدرت الموقف والحركة، نفس المدرب مع لاعبي الفريق الوطني من أصحاب التجربة لعبوا دورا كبيرا في تقريب الأفكار بيننا. نحن نلعب كرة قدم ولا نحتاج لحوارات ثنائية لتقديم أنفسنا لبعضنا البعض، الملعب والجدية في التمارين والإنضباط والجدية في التداريب تظل هي السمات البارزة لتمييز لاعب عن الآخر، والتوجيهات النصائح تقدم لي كما يمكنها أن تقدم لغيري. - المنتخب: نعتبرها إذن صفحة سوداء منتهية من صحيفة تاعرابت؟ عادل تاعرابت: هذا أكيد، ولا أريد بعد اليوم النبش فيها مجددا، لقد اعترفت بالخطأ وأظن أن هذا يكفي، اليوم نحن في مسار جديد لا يفيد فيه العودة لمثل هذه الأحداث لأنها تذكر بلحظات سيئة وسوداء كما قلت، تركيزي سيكون كبيرا في الفترة المقبلة على أشياء جوهرية أهم بكثير من مجرد تقييم حصيلة ومستوى حركة أنا أول من يقر بأنها كانت متهورة بعض الشيء. - المنتخب: هل لمست بعض المتغيرات داخل محيط الفريق الوطني بين فترة الغياب والعودة؟ عادل تاعرابت: بطبيعة الحال وصوب الأفضل، التواصل موجود وهذا أهم شيء في كرة القدم، والأجواء يخيم عليها الإحترام والتقدير بين الجميع، لقد أكدت هذا للشماخ ولخرجة ولكل اللاعبين الذين سبقوني للفريق الوطني. التلاحم الحالي هو أهم عامل في صناعة الإنتصارات التي تحققت للمجموعة، كما أن الجامعة وضعت رهن تصرف الفريق الوطني كل جهودها وهذا يعكس أن الكل يسعى خلف نفس الهدف. - المنتخب: لن تكون محاولة إستفزازية مني، لكني ألح من جديد وأنت الذي جايلت الكثير من المدربين، أي خانة تضع فيها غيرتس لو طلبت منك تصنيفه؟ عادل تاعرابت: في خان المدربين الكبار، لقد تزامن وصولي وترسيمي في الفريق الوطني مع مرحلة جد صعبة قبل نحو سنتين من الآن، كنا في عداد المنتخبات التي أقصيت من كأس العالم وإفريقيا، خضت العديد من المباريات بدول إفريقية، كان خلالها الإحباط على درجة عالية واليأس يعم الجميع، اليوم الوضع تغير مع نفس الأسماء تقريبا وبضم وجوه جديدة من محترفين أكدوا قوتهم، تقدم الفريق الوطني كثيرا في تصنيف الفيفا، وضمن حضوره في كأس إفريقيا للأمم. تقييم عمل أي مدرب كيفما كان نوعه، هي النتائج التي يحققها، وأظن أنه بإلقاء نظرة سريعة على النتائج الحالية يمكن لأي كان أن يضع للمدرب التصنيف الذي يستحقه.